النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة في القمة السابعة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي

إفريقيا
اثنين 24/11/2025 - 17:56

لواندا (أنغولا)، 24 نوفمبر 2025 (واص)- ألقى رئيس الجمهورية ، الأمين العام للجبهة السيد إبراهيم غالي كلمة خلال اشغال القمة السابعة بين الاتحاد الأوروبي و الاتحاد الأفريقي، التي تحتضنها العاصمة الأنغولية لواندا .

وفيما يلي النص الكامل للكلمة:

فخامة السيد جواو لورينزو، رئيس جمهورية أنغولا، رئيس الاتحاد الإفريقي،

فخامة السيد أنطونيو كوستا، رئيس الاتحاد الأوروبي، 

فخامة السيد أنطونيو غوتيرش، الأمين العام للأمم المتحدة، 

معالي السيد محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، 

معالي السيدة أورسولا فون دير لاين، رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، 

أصحاب الفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات والوفود الإفريقية والأوروبية،

الحضور الكريم، 

وأنا أتشرف بالتوجه إلى هذه القمة السابعة بين الاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، لا يفوتني أن أعبر عن جزيل الشكر والتقدير إلى فخامة السيد جواو مانويل غونسالفيس لورينسو، ومن خلاله إلى الشعب الأنغولي الشقيق، على ما حظينا به من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وعلى الجهود الجبارة التي بذلها على رأس الاتحاد الإفريقي، وبالتعاون مع نظيره الأوروبي، لإنجاح هذه القمة التاريخية.

كما أتوجه بالتهنئة لنا جميعاً ونحن نشهد اليوم مرور خمس وعشرين سنة على هذه الشراكة الإفريقية الأوروبية، مثمنين النتائج الإيجابية المحققة في مختلف المجالات. إنه ربع قرن من عمل متواصل وتنسيق وتعاون وتوطيد لعلاقات تستفيد من الماضي وترنو إلى المستقبل المشرق لأجيال إفريقيا وأوروبا والعالم.

على أننا نطرح في الوقت نفسه تساؤلاً مشروعاً عن كيفية بلورة أثر ملموس وفعال لهذه الشراكة على واقع القارة الإفريقية، التي لا تزال تشهد عديد الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية. من غير المعقول أن نشهد اليوم نسباً مقلقة في إفريقيا من مظاهر الفقر والتخلف والأمراض والأوبئة والنزوح والهجرة والبطالة والديون وغيرها.

فهذا واقع لا ينسجم مع المجهودات المشتركة، الكثيرة والمتنوعة، والتي تستحق كل التنويه والتثمين، والتي تم القيام بها لتسريع التقدم في التنمية، بشكل عام، وفي قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة والطاقة المستدامة والأمن الغذائي والشباب والتحول الرقمي والتجارة والاستثمار وغيرها.

السيدات والسادة،

لا يمكن أن تمر المناسبة دون أن نهنئ أنغولا، شعباً وحكومة، وهي تخلد الذكرى الخمسين لعيد الاستقلال، والذي شكل محطة بارزة في كفاح الشعوب الإفريقية، على درب التخلص من آثار وتبعات حقبة أليمة من الاستعمار والميز العنصري والنهب والاستغلال البشع للموارد البشرية والمادية الإفريقية.

وتود الجمهورية الصحراوية أن تذكر هذه القمة بأنه لا تزال هناك قضية تصفية استعمار، هي الأخيرة من نوعها في إفريقيا، لم تستكمل بعد. ولا زال هناك شعب إفريقي، هو الشعب الصحراوي، يكافح بصبر وثبات، وينتظر منكم ومن المنتظم الدولي عامة، أن تتاح له أخيراً ممارسة حقه المشروع، غير القابل للتصرف أو التقادم، في تقرير المصير والاستقلال، على غرار بقية شعوب إفريقيا والعالم.  

كما يتصادف عقد هذه القمة مع موضوع السنة الحالية، 2025، للاتحاد الإفريقي؛ " العدالة للأفارقة والأشخاص من أصل إفريقي من خلال التعويضات". إنها دعوة مفتوحة للعالم أجمع ولشريكنا الأوروبي لمعالجة هذا الملف بحكمة ومسؤولية، بما يضمن تعزيز العلاقة بين منظمتينا وشعوبنا، في خدمة العدالة والسلام والتعاون البناء والمثمر لصالح الجميع.

إن عماد الشراكة الإفريقية الأوروبية هو الحوار البناء والثقة اللازمة بين الطرفين، على أساس الاحترام المتبادل والتمسك بالقيم والمبادئ المشتركة، تلك التي تأسس عليها الاتحاد الأوروبي وتلك المجسدة في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي.

إن الجمهورية الصحراوية تتطلع إلى دور فعال للاتحاد الأوروبي في استتباب السلم وإنهاء الحروب والنزاعات المسلحة المدمرة في إفريقيا، والالتزام باحترام وتطبيق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقانون الأوروبي، وإيقاف أي تدخل أجنبي يستغل الأزمات ويؤجج التوتر والاحتقان، والعمل على ضمان حق الشعوب المقدس في تقرير مصيرهاوالسيادة على ثرواتها الطبيعية.

الجمهورية الصحراوية على ثقة بأن هذه القمة ستكون مناسبة لتجسيد الالتزام بالرؤية المشتركة لعام 2030، بما يراعي أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وأولويات الاتحاد الأوروبي الاستراتيجية. فكل التوفيق والنجاح، شكراً والسلام عليكم.

(واص)

 

 

Share