
برلين (ألمانيا)، 19 سبتمبر 2025 (واص)- خصصت مجلة Dummy الألمانية المستقلة في عددها الأخير تقريراً مطولاً عن مسار الكفاح الوطني الصحراوي ضد الاحتلال المغربي، أعدته الصحفية إيلزا هاينا، مستندة إلى شهادات نشطاء صحراويين من داخل الأراضي المحتلة ومخيمات اللاجئين، إضافة إلى آراء خبراء ألمان مهتمين بالقضية.
التقرير توقف عند معاناة الصحراويين في ظل الاحتلال، مسلطاً الضوء على القمع الممنهج الذي يطال النشطاء في المدن المحتلة من اعتقالات وتعذيب وتهديدات، كما نقل شهادة الناشطة الحقوقية نزهة الخالدي التي وصفت تقاعس الأمم المتحدة عن حماية المدنيين والنشطاء الحقوقيين الصحراويين بفعل ـ "المراقب الأعمى".
كما أبرزت المجلة سياسة الاستيطان المغربية، والتي تتكرس يوميا عبر منح امتيازات اقتصادية وسكنية للمستوطنين بهدف تغيير البنية الديمغرافية في الصحراء الغربية، إلى جانب الاستغلال غير المشروع للثروات الطبيعية، سواء الفوسفات أو الثروة السمكية أو مشاريع الطاقة المتجددة. وأشارت إلى أن محكمة العدل الأوروبية أبطلت مراراً اتفاقيات تجارية وصيد بحري تشمل الإقليم، معتبرة ذلك انتصاراً قضائياً لجبهة البوليساريو.
وفي هذا السياق، حذرت المجلة من تورط شركات أوروبية وألمانية في استغلال موارد الصحراء الغربية إلى جانب سلطات الاحتلال المغربية، رغم أن القانون الدولي يمنع ذلك دون موافقة الشعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد: جبهة البوليساريو.
كما توقف التقرير عند التحولات الأخيرة، مؤكداً أن قرار جبهة البوليساريو استئناف الكفاح المسلح منذ نوفمبر 2020، بعد خرق المغرب لوقف إطلاق النار في الكركرات، أعاد الثقة لدى الأجيال الجديدة بجدوى المقاومة المسلحة كخيار مشروع إلى جانب المسار السياسي.
واختتمت المجلة تقريرها بالتأكيد على أن النضال من أجل الاستقلال يظل جزءاً أصيلاً من هوية الشعب الصحراوي، إرثاً نضالياً يتوارثه الأبناء عن الآباء جيلاً بعد جيل، في انتظار لحظة التحرر الكامل من الاحتلال والهيمنة الأجنبية.
جدير بالذكر ان DUMMY هي مجلة ألمانية مستقلة تُعنى بالثقافة والسياسة والمجتمع، تصدر بشكل فصلي، ويُخصص كل عدد لموضوع محدد يتم تناوله من زوايا متعددة بأسلوب غير تقليدي وتصميم بصري مبتكر، ليكون بديلاً عن الإعلام السائد، وتحظى بجمهور متنوع و مقروئية مرتفعة وتنتشر بشكل رئيسي في المدن الألمانية الكبرى، بالإضافة إلى بعض القراء في النمسا وسويسرا.