موقع بريطاني يوثق آليات نهب المغرب لثروات الصحراء الغربية

ثروات طبيعية
أحد 09/11/2025 - 18:45

لندن (المملكة المتحدة)، 09 نوفمبر 2025 (واص)-وثق تحقيق نشره الموقع الإخباري البريطاني "ميدل إيست آي" آليات نهب المغرب لثروات الشعب الصحراوي، بالتواطؤ مع حلفائه، لافتا إلى أن هذه المقدرات الطبيعية المنهوبة هي شريان الحياة المالي للاحتلال المغربي.

ووقف أليكس ماكدونالد الذي زار مخيمات اللاجئين الصحراويين في تحقيقه المطول الذي حمل عنوان "50 عاما من النهب: كيف يحقق المغرب وحلفاؤه الأرباح من الصحراء الغربية" -من خلال مقابلات أجراها مع فاعلين صحراويين وأجانب -على "كيفية استغلال الموارد الطبيعية لآخر مستعمرة في إفريقيا من قبل الشركات الأجنبية مع تلميع صورة المغرب من خلال مشاريع الطاقة المتجددة".

وأكد ناشطون صحراويون، في تصريحات للموقع البريطاني، أن الثغرة غير الشرعية بالكركرات تعد "ممرا للنهب"، لأنها تحتوي على الطريق الوحيد الذي يمكن من خلاله للمغرب تصدير المنتجات من الأراضي التي يحتلها في الصحراء الغربية.

وفي حوار للموقع، أكد المستشار الخاص لرئيس الجمهورية المكلف بملف الثروات الطبيعية والقضايا القانونية، أبي بشراي البشير، أن نهب الموارد هي "وجه من وجوه الاستعمار الاقتصادي"، مشيرا إلى أن الشركات الأجنبية التي تتعامل مع المغرب في الصحراء الغربية "تشارك في تمويل وتعزيز ذلك الاحتلال".

وأكد أن الهدف المزدوج للمغرب هو نهب ثروات الشعب الصحراوي وحرمانه من أي أمل في بناء دولة قابلة للحياة اقتصاديا، محملا المجتمع الدولي مسؤولية "الانصياع للابتزاز المغربي" بدلا من احترام القانون الدولي، مما يعزز من "ثقافة الإفلات من العقاب".

من جهتها، قدمت الناشطة الصحراوية، مينتو الخطاط، شهادة حية ربطت فيها بين النهب الاقتصادي والمعاناة الإنسانية للصحراويين، حيث أن استنزاف الفوسفات والثروة السمكية يحرم الشعب الصحراوي من مستقبله، لافتة إلى أن العديد من الشركات الأجنبية، بما في ذلك شركات فرنسية وإسبانية وأخرى من الكيان الصهيوني، كثفت تعاونها مع المغرب لنهب موارد الصحراء الغربية.

وفي تصريحاته، روى المنتج والإعلامي الصحراوي، مامينة محمد فاضل الهاشمي، كيف يوثق في أفلامه وتقاريره أن الثروات الهائلة للإقليم تحولت إلى معاناة يومية للصحراويين وأن الطاقة المتجددة تستخدم كأداة لطمس الهوية الصحراوية وترسيخ الاحتلال المغربي.

وأضاف أن مهمة مجموعته الإعلامية "إيكيب ميديا" تتمثل في "كسر جدار الصمت" وإظهار أن "النزاع ليس مجرد خطوط حدودية، بل هو معركة وجود وموارد".

بدوره، فضح رئيس المرصد الدولي لمراقبة ثروات الصحراء الغربية، ايريك هاغن، في تصريحات ل"ميدل إيست آي"، حلقات التواطؤ الدولي مع الاحتلال المغربي بتقديم الأدلة والبيانات حول النهب الممنهج لثروات الصحراء الغربية وكشف بالتفصيل شبكة الشركات الدولية والشحن والتمويل التي تمكن من استمرار نهب الفوسفات والموارد الأخرى.

وذكر هاغن أن "الفوسفات الصحراوي المنهوب هو شريان الحياة المالي للاحتلال المغربي"، ووجه أصابع الاتهام مباشرة إلى الشركات الأوروبية، حيث قال: "إنهم يتلاعبون بالأنظمة ويتجاهلون أحكام المحاكم الأوروبية. فربحهم يأتي قبل مبادئ حقوق الإنسان."

واستعرض التحقيق الجذور التاريخية للنزاع في الصحراء الغربية التي مازالت مدرجة على قائمة الأمم المتحدة ضمن الأقاليم التي تنتظر تصفية الاستعمار وما يواجهه الحقوقيون الصحراويون في المدن المحتلة من قمع وعنف، مشيرا الى أحكام محكمة العدل الأوروبية التي قضت بعدم قانونية أي اتفاقيات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب تشمل الصحراء الغربية بدون موافقة الشعب الصحراوي. (واص)

 

Share