العيون المحتلة 27 أكتوبر 2025 (واص) - عبرت العديد من الجمعيات الحقوقية بالمناطق المحتلة، عن تمسكها بالشرعية الدولية وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ورفضها أية حلول أو مقاربات تحاول القفز على هذا الحق مهما كان مصدرها.
وفي هذا السياق، جددت جمعية مراقبة الثروات وحماية البيئة بالصحراء الغربية في رسالة إلى الإدارة الأمريكية، جددت التأكيد على أن الشعب الصحراوي مستمر في نضاله السلمي والسياسي من أجل الحرية والاستقلال، وأن الحل العادل والدائم يمر حصرا عبر تمكينه من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير عبر استفتاء حر ونزيه تشرف عليه الأمم المتحدة.
وأدانت الجمعية في بيان لها، ما تداولته وسائل الإعلام الدولية بشأن مسودة القرار المنسوبة إلى الولايات المتحدة الأميركية والمتعلقة بقضية الصحراء الغربية والتي تضمنت حسب التسريبات، إشارات غير مسبوقة إلى تبني هذه الإدارة لما يسمى مقترح الحكم الذاتي باعتباره الإطار الوحيد للتسوية السياسية، وعبرت عن استنكارها الشديد لهذه الصياغة المنحازة التي تتعارض جذريا مع مبادئ القانون الدولي والشرعية الأممية، ومع طبيعة قضية الصحراء الغربية باعتبارها قضية تصفية استعمار مدرجة على جدول أعمال الأمم المتحدة منذ عام 1963.
وأكدت الرسالة أن هذه المسودة بصيغتها المتداولة، تمثل انحرافا خطيرا عن الموقف التاريخي المتوازن للولايات المتحدة، كما تقوّض الدور المنتظر منها كقوة كبرى وعضو دائم في مجلس الأمن يفترض فيه احترام حق الشعوب في تقرير مصيرها، مذكرا بأن الشعب الصحراوي، رغم معاناته الطويلة تحت الاحتلال، مستمر في نضاله السلمي والسياسي من أجل الحرية والاستقلال.
وطالبت جمعية مراقبة الثروات وحماية البيئة بالصحراء الغربية، الإدارة الأميركية بالالتزام الصارم بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وعبرت عن رفضها أي محاولة فرض الأمر الواقع أو الالتفاف على حق الشعب الصحراوي.
ودعت الجمعية واشنطن إلى تبني مقاربة عادلة ومتوازنة تساهم في إحلال السلام الحقيقي في المنطقة لا في تكريس الاحتلال.
من جانبه، أبرز المعتقل السياسي السابق ورئيس لجنة الدفاع عن حق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية سيدي محمد ددش في رسالة إلى السفير الأمريكي بالمغرب، أن "مثّل هذا الموقف هو تراجع عن الخط التاريخي المتوازن الذي عُرفت به الولايات المتحدة الأمريكية، والقائم على دعم المسار الأممي الإفريقي المشترك لتسوية النزاع، المبني على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وفقًا لما نصّت عليه قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وميثاق الاتحاد الإفريقي".
وأكد سيدي محمد ددش أنّ "هذا التحوّل في الموقف الأمريكي وما يرُافقه من التباس في دعم مبدأ تقرير المصير، لا يقوّض فقط الثقة في المسار الأممي، بل يرسل كذلك رسائل مقلقة للمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان، الذين يواصلون نضالهم السلمي رغم ما يواجهونه من مضايقات واعتداءات متكررة" مذكرا بأن الشعب الصحراوي قد عانى لسنوات طويلة من التشريد واللجوء والعيش في مخيمات صعبة تحت ظروف قاسية، إضافة إلى وضعه في المدن والأراضي الصحراوية الخاضعة لسيطرة المغرب، وهو ما يزيد من أهمية دعم الحلول العادلة التي تضمن حقه في تقرير المصير والعيش الكريم.
وأشار رئيس لجنة الدفاع عن حق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية، إلى أن المقررّة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان ماري لولور، عبّرت عن قلقها العميق إزاء ما يتعرض له المدافعون الصحراويون عن حقوق الإنسان، بمن فيهم سيدي محمد ددش، من استهداف مباشر وتهديد مستمر بسبب التزامهم السلمي بمبادئ حقوق الإنسان الدولية.
ودعا الولايات المتحدة الأمريكية التي طالما أعلنت التزامها بحماية حقوق الإنسان ودعم الشعوب في تقرير مصيرها، إلى تأكيد تمسكها بمبادئ الشرعية الدولية والإسهام في دعم حل عادلٍ وديمقراطي قائم على استفتاء حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة، يتُيح للشعب الصحراوي أن يعبّر بحرية عن إرادته ومستقبله السياسي.

وتزامنا مع رسائل الاستنكار وبيانات الرفض الشعبي لمثل هذه المقترحات خرج المواطنون الصحراويون بمخيمات اللاجئين اليوم في مظاهرات كبيرة للمطالبة بتسوية أممية عادلة تضمن حق الشعب الصحراوي المشروع في الحرية وتقرير المصير.
وعبّر المواطنون عن رفضهم القاطع لمحاولات القفز على الشرعية الدولية، مؤكدين تمسكهم بالقرارات التي تضمن حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير، ورفعوا الأعلام الوطنية، وردّدوا شعاراتٍ تعبّر عن الرفض الشعبي لأي حلولٍ تتنافى وقرارات الأمم المتحدة ومبدأ تصفية الاستعمار.
للتذكير، تشهد المناطق الصحراوية المحتلة منذ أكثر من شهر حصارا أمنيا مشددا تزامنا وتخليد شعبنا لعيد الوحدة الوطنية والقرار الأممي المنتظر نهاية الشهر الجاري حول النزاع بالصحراء الغربية.
( واص ) 090/100