
جنيف (سويسرا)، 08 سبتمبر 2025 (واص)- أدان السفير أبي بشرايا البشير، ممثل جبهة البوليساريو لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف ، تقاعس المجتمع الدولي بعد 50 عاماً على رأي محكمة العدل الدولية الاستشاري بشأن الصحراء الغربية.
وأكد السفير ابي بشرايا أن تكاليف هذا التقاعس والتأخر في تطبيق القانون الدولي كانت جسيمة على المستويين البشري والسياسي. وأوضح أن العبء الأول وقع على الشعب الصحراوي، الذي يعاني منذ عقود من المنفى والحرمان والقمع السياسي والفقر، بالإضافة إلى العدد الكبير من السجناء السياسيين في السجون المغربية.
أما العبء الثاني فوقع على الشعب المغربي نفسه، الذي يتحمل تداعيات اقتصادية وسياسية نتيجة استغلال النظام لقضية الصحراء الغربية لتقييد الحريات وتقليل الديمقراطية، إضافة إلى تراجع المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية، مثل ترتيب المغرب في مؤشر التنمية البشرية عند 120، وارتفاع معدلات البطالة والأمية والعجز المالي الكبير.
وأشار الدبلوماسي الصحراوي إلى التكلفة السياسية على استقرار المنطقة، مؤكداً أن النزاع أدى إلى تقويض اتحاد المغرب العربي واستمرار حالة عدم الاستقرار الإقليمي. كما لفت إلى الأبعاد متعددة الأطراف للفشل الدولي، حيث أن تكتلات المغرب السياسية والاقتصادية أعاقت عمل كل من الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، مما حال دون إجراء استفتاء تقرير المصير منذ التسعينيات.
وفيما يتعلق بالرمزية الدولية، أشار السفير الصحراوي إلى أن الاتحاد الأوروبي بتواصله في دعم الصفقات مع المغرب بشأن الصحراء الغربية يضر بسمعته كمنظمة قائمة على القانون والقواعد، ويُنظر إليه كممول لاستمرار الاحتلال المغربي، بينما بالنسبة للأمم المتحدة، فإن التكلفة قد تكون أعظم، بعد تفويت فرص حاسمة لحل النزاع وعدم فرض رقابة دولية على حقوق الإنسان أو حماية الموارد الطبيعية في إطار عملية إنهاء الاستعمار.
واختتم ابي بشرايا مداخلته بالتأكيد على أن الحل الوحيد القادر على ضمان الاستقرار والشرعية هو التعبير الحر والحقيقي لإرادة الشعب الصحراوي، وفق حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير.(واص)