أزمة تغذية حادة في مخيمات اللاجئين الصحراويين: الهلال الأحمر الصحراوي والأمم المتحدة يدقّان ناقوس الخطر بشأن تفاقم الوضع الإنساني

refugee camps
أربعاء 25/06/2025 - 23:10

الجزائر (الجزائر) 25 يونيو 2025 (واص) – اجتمعت وكالات الأمم المتحدة والجهات المانحة الدولية أمس في العاصمة الجزائرية لتقييم تدهور الأوضاع الإنسانية في مخيمات اللاجئين الصحراويين، ولمراجعة النتائج الأولية لمسح تغذوي جديد كشف عن مستويات مقلقة من سوء التغذية، خصوصاً بين الأطفال والنساء.

وبحسب بيان صحفي مشترك صادر عن هيئات الأمم المتحدة في الجزائر، بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فقد بلغت نسبة سوء التغذية الحاد العالمي في مخيمات اللاجئين الصحراويين 13.6%، وهي أعلى نسبة تُسجّل منذ عام 2010، متجاوزة بذلك عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية، ما يضع اللاجئين على حافة أزمة غذائية حادة.

وقد أُجري هذا المسح من قبل جامعة كوليدج لندن بالتعاون مع المنظمة غير الحكومية الإيطالية شيسب، وبدعم من وكالات الأمم المتحدة، والهلال الأحمر الجزائري، والسلطات الصحراوية. كما أظهرت النتائج أن طفلًا من كل ثلاثة يعاني من التقزم، وأن أكثر من 65% من الأطفال و69% من النساء في سن الإنجاب يعانون من فقر الدم. بالإضافة إلى ذلك، فإن 25% فقط من الأسر التي شملها الاستطلاع لديها تنوع غذائي مقبول.

وفي كلمته خلال الاجتماع، أكد رئيس الهلال الأحمر الصحراوي، السيد يحيى بوحبيني، أن هذه النتائج تُعد استمرارًا لاتجاه متدهور. وقال: "هذه النتائج لم تفاجئنا، فمسح التغذية لعام 2019 أظهر بالفعل ارتفاعًا في مؤشرات سوء التغذية، ومسح عام 2022 أكد استمرار التدهور. وما نشهده في عام 2025 هو تأكيد على تعمّق الأزمة".

وأشار بوحبيني إلى عدة أسباب رئيسية لتفاقم الوضع، قائلاً: "جائحة كوفيد-19، واستئناف النزاع المسلح، والتضخم، وارتفاع الأسعار كلها عوامل أثرت بشكل مدمر. ففي عام 2019، بلغت تكلفة طن واحد من السلة الغذائية لبرنامج الأغذية العالمي للاجئين الصحراويين 492 دولارًا، وفي عام 2024 ارتفعت إلى 782 دولارًا. في عام 2021، كانت 18 مليون دولار كافية لتغطية برامج الغذاء، ووجبات المدارس، والتغذية، لكن في عام 2024 لم تغطِ 23 مليون دولار سوى 62% من هذه الاحتياجات".

ويشير البيان الصحفي إلى وجود عجز تمويلي حاد، إذ لم يُموّل سوى 34% من أصل 103.9 مليون دولار مطلوبة ضمن خطة الاستجابة للاجئين الصحراويين لعام 2025. ويُعيق هذا العجز قدرة الشركاء الإنسانيين على تقديم المساعدات الغذائية والصحية الأساسية.

وقالت السيدة سافينا أماسّاري، المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الجزائر: "إنها أسوأ أزمة تغذية خلال أكثر من عقد. وإذا لم نتخذ إجراءات فورية وجماعية، فإن صحة ونمو آلاف الأطفال والنساء ستكون مهددة بشكل خطير".

وفي هذا السياق، تتعاون مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، واليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، وبرنامج الأغذية العالمي لوضع خطة استراتيجية تهدف إلى معالجة الأسباب الجذرية لهذه الأزمة ومنع المزيد من التدهور.

وتدعو الأمم المتحدة والسلطات الإنسانية الصحراوية المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة وسخاء ومسؤولية قبل أن تصل الأزمة إلى نقطة اللاعودة. (واص)

090/500/60 (واص)

Share