
نيويورك (الأمم المتحدة)، 13 يونيو 2025 (واص) - أكد الدكتور سيدي محمد عمار، عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، على أن الشعب الصحراوي يظل مصمماً وبكل قوة وثبات على مواصلة كفاحه بكل الوسائل المشروعة حتى بلوغ أهدافه التي لا يساوم عليه لا اليوم ولا الغد في الحرية والاستقلال.
وجاء هذا التأكيد خلال المقابلة التي أجراها الدبلوماسي الصحراوي من نيويورك عبر تقنية زووم مع قناة الجزائر الدولية ضمن برنامجها " نبض العالم" الذي تناول بالنقاش مضمون الرسالة التي بعثها ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو إلى الرئيسة الحالية لمجلس الأمن الدولي والتي دحض فيها بالأدلة الموثقة الادعاءات الكاذبة التي تضمنتها رسالة ممثل دولة الاحتلال المغربي الأخيرة لمجلس الأمن.
وأشار الدبلوماسي الصحراوي إلى أن رسالة ممثل دولة الاحتلال المغربي لمجلس الأمن هي محاولة من دولة الاحتلال ليس فقط للتشويش على مداولات مجلس الأمن حول قضية الصحراء الغربية فحسب، ولكن أيضا للتشكيك في مصداقية المجلس ونزاهة تقاريره، وذلك من خلال الإيعاز لدولة كسيراليون لأثارة "نقطة نظام" خلال نقاش مجلس الأمن لتقريره السنوي المُقدم إلى الجمعية العامة.
كما أشار في هذا الإطار إلى أنه تم رفض "نقطة النظام" هذه، حيث تبنى مجلس الأمن تقريره بالإجماع بما فيه الفقرة المتعلقة بالصحراء الغربية التي تتضمن إعادة تأكيد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة أن يكون الحل عادلاً ودائماً ومقبولاً من قبل طرفي النزاع، دولة الاحتلال المغربي وجبهة البوليساريو، بما يوفر شروط إعمال تقرير مصير شعب الصحراء الغربية.
وبخصوص تعامل الأمم المتحدة مع قضية الصحراء الغربية، ذكّر الدبلوماسي الصحراوي بأن القضية تظل مُدرجة على جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة وهيئاتها المختصة كقضية تصفية استعمار وعلى جدول أعمال مجلس الأمن كقضية ذات الصلة بالسلم والأمن الدوليين، مشدداً على أن حضور القضية الصحراوية على أجندة الأمم المتحدة يرجع للتضحيات التي قدمها الشعب الصحراوي من أجل الدفاع عن حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.
وفي تعليق على الصمت الدولي إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في المناطق الصحراوية المحتلة، وصف الدبلوماسي الصحراوي ذلك الصمت بأنه "مخجل" ويدل على ازدواجية المعايير التي تتعامل بها بعض الدول المؤثرة في مجلس الأمن مع الموضوع، مؤكداً على حقيقة أن الصحراويين في المناطق الواقعة تحت الاحتلال المغربي يعيشون في أكبر سجن على وجه الأرض ويتعرضون لأبشع الجرائم والخروقات والترهيب المتواصل.
ورداً على سؤال حول مدى تقدم المساعي التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية، السيد ستافان دي ميستورا، أكد الدبلوماسي الصحراوي على أن مهمة المبعوث الشخصي تواجه حالياً عقبتين رئيسيتين، أولاها هو موقف دولة الاحتلال المغربي ورفضها المتواصل للانصياع لقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، وثانيها هو تقاعس بعض أعضاء مجلس الأمن الذي يشجع دولة الاحتلال على الاستمرار في موقفها المعرقل للجهود الأممية.
وبخصوص موقف جبهة البوليساريو من الجهود الأممية في ظل حالة الانسداد الحالية في عملية السلام، أشار الدبلوماسي الصحراوي إلى أنه يمكن تلخيص الموقف في نقطتين أساسيتين: أولاها هي أن جبهة البوليساريو تبقى ملتزمة بخيار الحل السلمي والعادل لإنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية على أساس ممارسة الشعب الصحراوي الحرة والديمقراطية لحقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال.
ويضيف الدبلوماسي الصحراوي أن هذا هو ما يدل عليه استمرار الطرف الصحراوي في التعاون مع جهود الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لبلوغ هذا الحل. أما النقطة الرئيسة الثانية فتكمن في أن الشعب الصحراوي يظل مصمماً وبكل قوة وثبات على مواصلة كفاحه بكل الوسائل المشروعة حتى بلوغ أهدافه التي لا يساوم عليه لا اليوم ولا الغد في الحرية والاستقلال.
ورداً على سؤال حول العناصر التي يراهن عليها الشعب الصحراوي في ظل التطورات الدولية والإقليمية، أكد ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو على "أن اعتمادنا أولاً هو على الخالق جلّ جلاله ثم على عدالة قضيتنا وعلى تصميم ووحدة شعبنا".
وبالتالي، يضيف الدبلوماسي الصحراوي، فمهما حاولت دولة الاحتلال المغربي أن "تستقوي" بمواقف ودعم بعض الدول ومهما صعّدت من بطشها وعدوانها، فإن إرادة الشعب الصحراوي لا تقهر، وهو مواصل لكفاحه ومقاومته بكل عزم وقوة لتحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال واستعادة السيادة على كامل ربوع الجمهورية الصحراوية.(واص)