المقاومة الثقافية في الصحراء الغربية محور محاضرة في اشغال الملتقى الدولي التضامني

الثقافة
خميس 20/11/2025 - 18:24

ولاية السمارة ، 20 نوفمبر 2025 (واص)- قدم اليوم الخميس المدير المركزي للبحوث والدراسات بوزارة الثقافة الأستاذ محمود خطري ضمن اشغال الملتقى الدولي التضامني الثالث للتبادل الثقافي محاضرة بعنوان "المقاومة الثقافية في الصحراء الغربية"

وابرز خلالها ان مقاومة الشعوب بثقافتها لكل أشكال الطمس والتذويب ، سمة غالبة لدى الشعوب والمجتمعات،  بفضلها يتمسك المجتمع بفضائله ، ويتحصن بجدار المقاومة،  كي يحميه من حملات مضادة قد تجعله عرضة للاندثار والزوال. 

وقال المحاضر ان شعب الصحراء الغربية،  كغيره من الشعوب ، ظل يعتز بثقافته وهويته،  جاعلا منها سلاحا يخوض به معارك الاستلاب الثقافي،  التي حاول المستعمر الأجنبي،  كسبها من أجل تدجينه،  
مضيفا أن الشعب الصحراوي، ظل متمسكا بهويته،  فالحفاظ على الهوية،  هو من يجعل المجتمع متماسكا،  وصلبا،  وقال الاستاذ محمود خطري أنه خلال الاستعمار الاسباني للصحراء الغربية 1884 إلى 1975 ، كان الصحراويون في أتم الاستعداد لحملات المستعمر،  وإفشال مخططاته ، فحين منع بناء المدارس باللغة العربية،  حافظ الشعب الصحراوي على اللغة العربية،  وتدريس القرآن الكريم، وكانت الكتاتيب القرآنية ، أو "لمسيد" وهو مسجد متنقل ، يبنى من الحجارة على شكل هلال ، نظرا لطبيعة البدو الدائمة الترحال، كما حافظوا على الخيمة ، فكانت عنوان الميلاد والموت بالنسبة لهم.

وتطرق المحاضر لأنواع الثقافة الأخرى من لباس ولهجة وعادات وتقاليد، والتي كانت كلها أدوات مقاومة،  تلامس كل مناحي الحياة اليومية للإنسان الصحراوي .

كما أشار ذات المحاضر الى أن الإنسان في الصحراء الغربية،  كان أيضا منفتحا على الآخر،  فقد كان دخول التلاميذ للمدارس الإسبانية أيام الإحتلال الاسباني ، يشكل نوعا آخر من أنواع المقاومة ، ووسيلة ناجعة للتواصل والمعرفة .

ومع خروج الاحتلال الاسباني ودخول الغزو المغربي في 31 أكتوبر 1975 ، ورغم أن المغرب يتقاطع مع الشعب الصحراوي في بعض الأمور كاللغة والدين ، إلا أن الشعب الصحراوي يختلف عنه في الكثير من الأشياء،  أهمها اللهجة والعادات والتقاليد ، فالشعب الصحراوي ، لا يفهم اللهجة  المغربية ، ولا يتذوق نفس الطعام ولا يلبس نفس الملابس ، ومن السهل جدا أن تفرق بينهما. 

ولذلك - يقول المحاضر - أول ما بدأ به الاحتلال المغربي،  هو محاربة الثقافة الصحراوية ، فجاء بآلاف المستوطنين المغاربة  إلى الصحراء الغربية ، لكي يغيروا من البنية الديمغرافية للسكان الأصليين ، وفي نفس الوقت ، بعث بآلاف الشباب الصحراوي إلى داخل مدن المغرب ، كي ينسلخ من ثقافته وهويته ، منع بناء الخيم ، كما حارب الأسماء الصحراوية ، وغير أسماء الشوارع ، والمستشفيات.(واص)

Share