الوحدة الوطنية : " عنوان الوجود والضامن لتحقيق الهدف الوطني

سبت 11/10/2025 - 23:14

الشهيد الحافظ ، 11 أكتوبر 2025 (واص) ـ يخلد الشعب الصحراوي يوم غد الأحد الذكرى الـ 50  للوحدة الوطنية، ذلك الحدث التاريخي الذي جمع شمل الصحراويين ووحد جهودهم في بوتقة واحدة لمواجهة الغزو وكل المؤامرات التي تهدف الى محوهم من الوجود

12 اكتوبر سنة 1975يوم تاريخي اعلن فيه عن الوحدة الوطنية الشاملة للشعب الصحراوي. في هذا اليوم العظيم  توحدت الرؤى واتضح التوجه نحو تحقيق الهدف المنشود  المتمثل  في الحرية والاستقلال ووجد الوعاء الذي تنصهر فيه كل الطاقات الوطنية لتحقيق الاهداف واستمرار الوجود بعد عقود من الاستعمار  وما انتهجه من اساليب التفرقة وزرع الفتن  وتغييب الشعب عن فهم واقعه الذي كان طابعه الجهل .

لقد ادرك مؤسسو الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وعلى رأسهم  مفجر الثورة الشهيد الولي مصطفى  ان تحقيق هدف الشعب الصحراوي المتمثل في التحرير لن يتم في واقع الانقسام والتشتت واختلاف الرؤى الذي زكاه الاستعمار الاسباني وواصل العمل عليه المحتل المغربي وأن الهدف سيتحقق فقط بوجود  وحدة شاملة تضم كافة الصحراويين  المزودين بالوعي التام لقضيتهم والمستعدين للتضحية من اجلها ، وهذا ما تجسد فعلا خلال خمسين سنة الماضية  من عمر الوحدة الوطنية  في جميع مناحي الحياة النضالية والكفاحية لدى الشعب الصحراوي.

خلال خمسين سنة  ابان الشعب الصحراوي عن تلاحمه والتفافه حول طليعته الصدامية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ،ورغم كل المؤامرات التي حاكها المحتل المغربي فإن الوحدة الوطنية ظلت صمام الامان والصخرة التي تحطمت عليها كافة تلك المؤامرات ،وظل الشعب الصحراوي جسدا واحدا  قويا  ومتلاحما يشق طريقه نحو تحقيق هدفه.

لقد حقق الشعب الصحراوي في ظل الوحدة الوطنية مكاسب عظيمة ينعم بها ابناؤه اليوم في مجالات عديدة.

 لقد تحقق كيان الدولة الصحراوية الذي يمثل كافة الصحراويين اينما تواجدوا . الدولة التي لا رجعة فيها تحتل مكانتها المرموقة بين دول افريقيا كعضو مؤسس وفاعل ومشارك في كافة النشاطات والفضاءات الدولية والشراكات التي تربط افريقيا بدول اوروبية اوغيرها ولها علاقات دبلوماسية واسعة عبر العالم.

  نستقبل الذكرى الـ  50  لقيام الوحدة الوطنية  والاجيال  تعيش تلك الحصائل التي تحققت في ظلها.   لقد تم التركيز على بناء الانسان الصحراوي  منذ بداية الثورة الصحراوية، وتم بناء ادارة وطنية  كان لها الدور الكبير في تأطير  الجماهير وتنظيمها والقيام بكافة مهامها من أجل ضمان السير الحسن لكافة البرامج الوطنية.

 وفي مجال التعليم والتربية ومحو الامية قطعت اشواط كبيرة حيث  بنيت  عشرات دور التربية و عشرات المدارس لمختلف المراحل التعليمية، إلى جانب  ارسال الالاف من طلابنا الى الخارج لمواصلة دراستهم ،حيث تخرج المئات منهم في مختلف الاختصاصات .

وفي الجانب الصحي تم الاهتمام بصحة المواطن والتركيز على عامل الوقاية من خلال انشاء منظومة صحية تتكون من مستشفيات و مستوصفات مزودة بالامكانيات والطواقم الطبية .

وفي مجال تربية المجتمع ، وبغية الاعتماد على الاكتفاء الذاتي انشئت المزارع النموذجية في كافة الولايات والمؤسسات الوطنية حيث كانت هناك تجربة فريدة في ظروف مناخية صعبة، بالاضافة الى  ورشات الخياطة والطرز  والادوات المنزلية وتم تكوين المئات من المواطنات والمواطنين في هذا المجال.

كما انشئت مؤسسات خاصة لتكوين النساء وترقيتهم في مجالات عديدة.

أما في المجال العسكري ، فقد بنى الشعب الصحراوي جيشا سلاحه الاول الإيمان بقضية شعبه وعدالتها ،ويعود الفضل له في تحقيق المكاسب التي تحققت من خلال خوضه لحرب شرسة ضد المحتلين واستطاع ان يبلي بلاء حسنا في كافة المعارك التي خاضها في سبيل تحرير الوطن!، حيث ان كل شبر من ارض الوطن شاهد على ذلك.

ورغم عدم تكافؤ القوة مع العدو المدعوم من قوى استعمارية استطاع جيش التحرير  الاستمرار في مواجهة العدو وتحرير اراض والتواجد المستمر في الميدان لمقارعة العدو.

لقد قدم الشعب الصحراوي قوافل الشهداء خلال مسيرته التحريرية معززا بوحدته الوطنية من اجل تحقيق هدفه في الحرية والاستقلال وتحمل كافة اشكال المعاناة ملبيا نداء الوحدة للاستمرار  في النضال والكفاح اينما تواجد.

إن العامل الحاسم في قوة الدول ليس ماتملكه  من خيرات او اسلحة وانما مدى تشبثها بوحدتها الوطنية وبدوناها تتحول تلك المكاسب الى سراب وخراب ولنا امثال عديدة في التاريخ .

ونحن شعب مكافح نواجه عدو  فشل خلال خمسين سنة في اركاع الصحراويين بالقوة الا انه علينا أن نتذكر أن دسائه لن تتوقف و ستتنوع للنيل من وحدتنا التي تعتبر اهم مكسب يحافظ على كل ماحققنا وفي مقدمته فرض وجودنا كشعب له الحق في الحرية والاستفلال.

ان ما تتطلبه كل مرحلة هو الوعي بالتحديات التي تواجه وحدتنا ومعرفة كيفية مواجهتها وللتنظيم السياسي والدولة الصحراوية تجربة طويلة في هذا المجال، لكن الأمر يحتاج الى حس قوي بما يهدد وحدتنا وامتلاك الرؤية الصحية واتباع الاساليب القويمة لنحمي وحدتنا التي يتربص بها اعداؤنا على الدوام.

علينا ان لا نتوقف ابدا  عن تمجيد وحدتنا الوطنية وان  نعلم الاجيال الصاعدة اهمية الوحدة وضرورة الحفاظ عليها، وأن لانقتصر التذكير  بالوحدة الوطنية واهميتها على مناسبة تخليد ذكراها ،  يجب أن تظل حاضرة في اذهاننا متجلية في افعالنا ،مستحضرين دوما ماقدمه الشعب الصحراوي من تضحيات وما يقدمه من  أجل تحقيق هدفه  الاكبر في الحرية والاستقلال وضمان استمرار وجوده.

ان مظاهر الوحدة وتجسيدها ظهرت جلية في ذلك التناغم  والانسجام  الذي اظهره الشعب الصحراوي اينما تواجد، في مخيمات اللجوء ،وفي المناطق المحتلة ،وفي المهجر  وفي ميادين العمل والقتال، لكن ماهو مطلوب اكثر منا اليوم هو تعزيز هذا الانسجام وتقويته ادراكا منا لما تتطلبه المرحلة وما تتميز به من تحديات، فالوحدة الوطنية هي سبيلنا لضمان الوجود وتحقيق الاهداف والتي في مقدمتها الحرية والاستقلال فل نعززها و نصونها على الدوام,

واستحضارا للحدث تحتضن يوم غد ولاية اوسرد الاحتفالات الرسمية المخلدة للحدث عبر استعراضات مدنية لبعض المؤسسات الوطنية ، وفرق المدارس وروض الاطفال ، ولوحات تقليدية تجسد تمسك الشعب الصحراوي بوحدته وثقافته التي يحاول الاحتلال على الدوام طمسها الا انها تبقى عضية على الذوبان .

وبالتزامن مع ذلك سيتم عقد الدورة العادية الثالثة للمجلس الاستشاري ، حيث سيلقي بالمناسبة رئيس الجمهورية ، الأمين العام للجبهة القائد الأعلى للقوات المسلحة السيد ابراهيم غالي كلمة رسمية يتطرق فيها إلى دلالات ومغازي حدث الوحدة الوطنية ، ويعرج فيها على آخر المستجدات التي تعرفها القضية الصحراوية . (واص)

Share