
جنيف (مجلس حقوق الإنسان) 10 سبتمبر 2025 (واص) – شدد ممثل منظمة نوفاك والمدافع عن حقوق الإنسان، السيد المحفوظ محمد لمين بشري، في مداخلة له خلال ندوة نظمت اليوم بمقر الأمم المتحدة في جنيف تحت عنوان: "الحرمان من الحق في الدفاع: جريمة أن تكون صحراوياً"، على أن غياب المساءلة إزاء الوضع الخطير والمتدهور لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية لا يزال قضية حرجة.
وأشار المحفوظ إلى أن مسؤولية المجتمع الدولي في حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة "ليست مجرد واجب أخلاقي، بل التزام قانوني وجزء أساسي لتحقيق سلام عادل ودائم."
وذكر المحفوظ أنه على الرغم من صدور العديد من قرارات الأمم المتحدة، فإن الوضع على الأرض "لا يزال مروّعاً"، حيث أدى غياب المراقبة المستقلة والحيادية والمستمرة لحقوق الإنسان إلى خلق "فراغ في المساءلة."
وأشار إلى توثيق منظمات مثل منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش الذي يوضح كيف أن المغرب، كقوة احتلال، يمارس قمعاً ممنهجاً للمدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان والنشطاء المؤيدين لتقرير المصير، "مما يخلق مناخاً من الخوف ويحيل الصحراء الغربية إلى سجن كبير."
وحذر المحفوظ من أن غياب الإعلام المستقل والمراقبين الحقوقيين خلق "فراغاً في المعلومات"، مما يسمح للسلطات المغربية بالتحكم الكامل في المعلومات وإخفاء حجم الانتهاكات بالكامل.
وأضاف المحفوظ مثالاً "صارخا" وهو قضية معتقلي أكديم إزيك، الذين يقبعون في اعتقال تعسفي منذ عام 2010 في "ظروف غير إنسانية للغاية وبعيدة جداً عن عائلاتهم"، رغم النداءات المتكررة من هيئات الأمم المتحدة للإفراج عنهم. وقال إن هذا الوضع يسهم في "ترسيخ ثقافة الإفلات من العقاب" ويضع "سمعة منظومة حقوق الإنسان الدولية على المحك."
ورحب المحفوظ بمبادرة منظمة فرونت لاين التي كرست هذا العام مساحة لعرض قضية مجموعة أكديم إزيك، وأكد على ثلاثة نقاط رئيسية اعتبرها ضرورية في النقاش حول الصحراء الغربية.
النقطة الأولى تمثلت في الانتهاكات وغياب الحريات الأساسية حيث يواجه الصحراويون قيوداً على حرية التعبير والتجمع وتأسيس الجمعيات، وتُقمع الاحتجاجات بعنف، ويتعرض النشطاء للمضايقة والتهديد والاعتقال بعد محاكمات غير عادلة.
النقطة الثانية تتمثل في غياب الرقابة الدولية، حيث أن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية (المينورسو) هي البعثة الأممية الحديثة الوحيدة من دون ولاية لمراقبة حقوق الإنسان، مما يمنع التوثيق الفعّال ويسمح باستمرار الانتهاكات بلا عقاب، رغم الدعوات المتكررة لتغيير ذلك.
كما تناول الأزمة الإنسانية في مخيمات اللاجئين، كشف فيها عن معاناة اللاجئين الصحراويين من مشاكل إنسانية مزمنة، بما فيها سوء التغذية وفقر الدم، وهي أوضاع تتطلب أكثر من مجرد مساعدات إنسانية، بل حلاً سياسياً يضمن حقهم في تقرير المصير والعودة.
وختم المحفوظ مداخلته بدعوة المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، للتحرك من خلال منح ولاية حقوقية للمينورسو، والضغط على المغرب للسماح بدخول الصحفيين والمراقبين، وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان، والتجاوب مع الطوارئ الإنسانية في مخيمات اللاجئين.
وقال المحفوظ: "رغم الإحساس باليأس والقسوة والظلم، سنواصل الكفاح حتى نحقق تطلعاتنا المشروعة في الحرية والكرامة والعدالة."
وقد نظمت الندوة من قبل منظمة فرونت لاين، ومنظمة الخدمة الدولية، ومنظمة رافتو، بدعم من البعثة الدائمة لجنوب إفريقيا، وشارك فيها البروفيسور مادس أنديناس، الرئيس السابق للفريق الأممي المعني بالاعتقال التعسفي، والمدافعون الصحراويون عن حقوق الإنسان: إبراهيم موسييح، حسنا أبّا، والمحفوظ بشري.
وقد أدارت الجلسة تونا سورفون مو، وافتتحتها السيدة بريال سيباها، بأول مداخلة، في حين اختتمت الندوة بكلمات لكل من تشولوفيلو تشيولي، نائبة الممثل الدائم لجنوب إفريقيا لدى الأمم المتحدة بجنيف، والناشطة الحقوقية الصحراوية الغالية دجيمي. (واص)
090/500/60 (واص)