
الجزائر، 03 يوليو 2025 (واص) - يثير الحصار الذي يفرضه الاحتلال المغربي على الجزء المحتل من الصحراء الغربية اهتمام واسع من طرف الصحافة الدولية, التي سلطت الضوء على الانتهاكات المتواصلة التي يتعرض لها الصحفيون الصحراويون لمنعهم من توثيق الجرائم الحقوقية المتواصلة منذ غزو الإقليم سنة 1975.
وفي هذا الإطار, تناولت وكالة الأنباء الرسمية الكوبية "برنسا لاتينا", في مقال لها, منع المغرب للوفود الأجنبية من دخول الصحراء الغربية المحتلة, والحصار الإعلامي الخانق الذي يفرضه على الإقليم لحجب ممارساته القمعية بحق المدنيين الصحراويين والحقوقيين الذين يناضلون من اجل الحق في تقرير المصير.
كما سلطت الوكالة الضوء على الدور الذي تقوم به الصحافة الصحراوية المقاومة في فضح جرائم الاحتلال المغربي, وعلى إصرار الصحفيين الصحراويين على كسر الحصار المفروض, رغم الملاحقات والاعتقالات والتضييق المستمر.
وتوقفت عند الفيلم الوثائقي الصحراوي "ثلاث كاميرات مسروقة", معتبرة أن ما وثقه يدعو إلى التفكير في قضية الشعب الصحراوي العادلة وقمع النظام المغربي للصحفيين.
ونقلت "برنسا لاتينا" تصريحا لمخرج الفيلم, الصحفي أحمد الطنجي, أكد فيه أن الفيلم "ينبع من الحاجة الملحة لكسر الحصار الإعلامي الذي يفرضه المغرب على الصحراء الغربية و إظهار انتهاكات حقوق الإنسان بها للعالم", مبرزا بأن الصحفيين الذين يعملون في الجزء المحتل يخاطرون بحياتهم من أجل تصوير و التقاط صور للقمع, حيث لا يمكن لأي وسيلة إعلام دولية أن تعمل في الأراضي المحتلة.
كما أبرز المتحدث أن هدف الصحفيين الصحراويين هو كسر الرقابة المطلقة بصور فريدة لمنطقة تحاول فيها سلطات الاحتلال المغربية فرض حصار إعلامي كامل, مشيرا إلى أن عرض هذا الفيلم مكن من إظهار القضية الصحراوية في أماكن لم يسبق لها مثيل من قبل, على غرار المهرجانات الدولية والجامعات.
من جهتها, نشرت صحيفة "لاسنقري" الأرجنتينية, مقابلة مع رئيس وكالة "ايكيب ميديا", أحمد الطنجي, تناولت فيها و بإسهاب, الحصار الإعلامي المفروض من قبل المغرب على الأراضي المحتلة, والدور المحوري الذي تقوم به هذه الوكالة "في كسر هذا التعتيم وإيصال صوت الشعب الصحراوي إلى العالم".
وأكد احمد الطنجي أن الوكالة تعمل على توفير المعلومات لوسائل الإعلام الدولية و أيضا النضال من أجل استقلال الصحراء الغربية عن طريق إدانة الاحتلال و إظهار حقيقة شعب يكافح يوميا من أجل وجوده, عكس ما تروج له آلة الدعاية المغربية.
بدورها, أعادت صحيفة "لا نويفا ريفوليسيون" الاسبانية نشر هذا الحوار, و توقفت عند ما يتعرض له الصحفيون الصحراويون في الجزء المحتل من بلادهم, في سبيل توثيق انتهاكات المغرب لحقوق الشعب الصحراوي الذي يكافح من أجل حقه في الاستقلال وأرضه وموارده الطبيعية.
وتعتقل سلطات الاحتلال 6 صحفيين صحراويين, تتراوح أحكامهم بالسجن لمدة 20 سنة و المؤبد, و أدينوا بنفس التهم التي أدين بها المعتقلون السياسيون, مشيرة إلى أن ??بعض الصحفيين أجبروا على توقيع لوائح اتهام تحت التعذيب, وهو ما نددت به الأمم المتحدة و عدة منظمات حقوقية مثل "هيومن رايتس ووتش".
"المغرب هو من يعرقل الحل في الصحراء الغربية"
وبألمانيا, أكدت صحيفة "يونغ فيلت" أن المغرب هو من يعرقل الحل في الصحراء الغربية, مستدلة بالتصريحات الأخيرة لمستشار الأمن القومي الأمريكي السابق, جون بولتون, التي أكد فيها أن المغرب يعد العقبة الأكبر أمام التوصل إلى حل لنزاع الصحراء الغربية.
وتحت عنوان "الصحراء الغربية: المغرب هو من يعرقل الحل", تناولت الصحيفة تطورات القضية الصحراوية وتماطل الاحتلال المغربي في تسويتها, رغم وجود قرارات أممية لحل النزاع الذي يمتد لحوالي 50 سنة.
كما توقفت ذات الصحيفة عند ما تتعرض له ثروات الصحراء الغربية من نهب و إلى الحرب الدائرة في الإقليم المحتل, حيث نقلت عن وكالة الأنباء الصحراوية (وأص), خبرا نشرته يوم الجمعة الفارط بخصوص استهداف جيش التحرير الشعبي الصحراوي لقواعد قوات الاحتلال المغربي بقطاع السمارة.
واللافت أن القضية الصحراوية تحظى باهتمام كبير عند الصحافة الألمانية التي تخصص لها مقالات دورية, ناهيك عن برامج تلفزيونية تسلط الضوء على آخر التطورات في هذا الإقليم المحتل.
وقبل أيام, نشرت صحيفة "نويس دويتشلاند" مقالا تحت عنوان "الصحراء الغربية: تطبيع الاحتلال الاستعماري", تناولت فيه التحولات الأخيرة في المواقف الدولية تجاه قضية الصحراء الغربية, مبرزة الخلفيات السياسية والاقتصادية وراء ذلك, والانعكاسات على وضع الإقليم الذي لا يزال يصنف دوليا كمنطقة غير متمتعة بالحكم الذاتي.
وأكد المقال أن الدوافع الاقتصادية تقف وراء كثير من مواقف الدول الداعمة للمغرب, في تجاهل للشرعية الدولية وحقوق الشعب الصحراوي. كما نقلت ذات الصحيفة تصريحات لممثلة جبهة البوليساريو في ألمانيا, نجاة حندي, أكدت فيها أن تنظيم استفتاء لتقرير المصير هو السبيل الوحيد لحل قضية السيادة في هذا الإقليم.(واص)