الصحراء الغربية: مؤسسة منتدى الدفاع الأمريكية تدعو الرئيس ترامب لإنهاء آخر حالة استعمار في إفريقيا

DFdelegat
خميس 29/05/2025 - 16:17

الشهيد الحافظ (الجمهورية الصحراوية) 29 ماي 2025 (واص) – قامت بعثة رفيعة المستوى من مؤسسة منتدى الدفاع الأمريكية (DFF)، وهي منظمة تعليمية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، بزيارة مخيمات اللاجئين الصحراويين مؤخراً، وأطلقت نداءً متجدداً إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للمساعدة في حل النزاع الطويل الأمد في الصحراء الغربية.

وقد التقى أعضاء الوفد، الذي ضم نشطاء في حقوق الإنسان وخبراء في السياسات العامة، بالرئيس الصحراوي السيد إبراهيم غالي ومسؤولين آخرين في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، حيث عبّروا عن تضامنهم مع آخر شعب لا يزال تحت الاحتلال الاستعماري في إفريقيا.

وفي مقال نُشر على موقع AllAfrica.com، دعت رئيسة مؤسسة DFF والحائزة على جائزة سيول للسلام، السيدة سوزان شولت، الرئيس ترامب إلى اغتنام فرصة تاريخية لتصحيح سياسة الولايات المتحدة وإنهاء الاحتلال المغربي غير الشرعي. وأكدت على أن القيم التي تتبناها الجمهورية الصحراوية – مثل الديمقراطية والمساواة بين الجنسين والتسامح الديني – تتماشى مع المبادئ الأمريكية. وعلى الرغم من اعتراف ترامب بمزاعم المغرب عام 2020، ترى شولت أنه لا يزال بإمكانه أن يلعب دور صانع السلام ويعيد الأمل للشعب الصحراوي.

وفي ما يلي النص الكامل للمقال مترجما من اللغة الانجليزية:

الصحراء الغربية: نداء إلى الرئيس ترامب – ساعد في تحرير الصحراء الغربية وإنهاء أحد أطول النزاعات في العالم
بقلم: سوزان شولت – الحائزة على جائزة سيول للسلام – 28 ماي 2025

يمكن للرئيس دونالد ج. ترامب أن يُنهي أحد أطول النزاعات المستمرة في العالم. فالصحراء الغربية، آخر مستعمرة متبقية في إفريقيا، تقاوم الاحتلال المغربي منذ عام 1975، عندما انسحبت إسبانيا، القوة الاستعمارية السابقة. وفي العام التالي، أعلن الشعب الصحراوي قيام جمهورية مستقلة، عُرفت باسم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، والتي اعتمدت لاحقاً دستوراً مستوحى من دستور الولايات المتحدة الأمريكية. وقد تم قبول الجمهورية الصحراوية كعضو في منظمة الوحدة الإفريقية – التي أصبحت لاحقاً الاتحاد الإفريقي – عام 1984.

إذا ساعدت الإدارة الأمريكية في إحلال السلام في هذه المنطقة الإستراتيجية القريبة من الولايات المتحدة، فسيتمكن جزء من الصحراويين الذين لا يزالون في مخيمات اللاجئين جنوب الإقليم من العودة إلى وطنهم. كما سيتعزز دور ترامب كصانع للصفقات.

ينبغي أن يحظى نزاع الصحراء الغربية باهتمام إدارة ترامب لعدة أسباب. فعندما ترشح ترامب للرئاسة لأول مرة في عام 2016، غرّد عدة مرات منتقداً ما وصفه بفساد هيلاري كلينتون ومؤسستها، ودعا إلى "تجفيف المستنقع"، حينها اتُّهم ملك المغرب بـ "شراء" دعم كلينتون لاحتلال المغرب للصحراء الغربية.

طوال ثلاثين عاماً قضيتها في العمل من أجل السلام وحقوق الإنسان، لم ألتق شعباً أكثر نبلاً من الصحراويين. برأيي، من يدعم ضم المغرب للصحراء إما يجهل الحقائق التاريخية ومخاطر استمرار النزاع، أو يتلقى أموالاً لمعارضة تطلعات الشعب الصحراوي. ففي الولايات المتحدة، يتقاضى لوبيون ملايين الدولارات لإقناع أعضاء الكونغرس بدعم موقف المغرب.

خلال زيارتي الأخيرة لمخيمات اللاجئين الصحراويين، تكرر أمامي القول: "الرئيس ترامب رجل سلام، يريد إنهاء الحروب، لذا سيساعدنا!" هذا هو أملهم، رغم أن ترامب كان قد غرد في نهاية ولايته الأولى عام 2020 معترفاً بالاحتلال المغربي.

ورغم تلك التغريدة، وتصريحات وزير الخارجية ماركو روبيو، بعد لقائه بوزير خارجية المغرب منتصف أبريل، بأن خطة المغرب هي الأساس الوحيد للتفاوض، يصر الصحراويون على أنهم لن يقبلوا أبداً بالنسخة المغربية من "الحكم الذاتي" أو الاحتلال. وهم يوضحون السبب بالإشارة إلى استمرار القمع الوحشي ضد المدنيين الصحراويين في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية.

توثق وزارة الخارجية الأمريكية الانتهاكات المستمرة ضد الصحراويين، كما تؤكدها منظمات مثل العفو الدولية، وهيومن رايتس ووتش، والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب، ومراسلون بلا حدود. وتُصنّف "فريدم هاوس" سنوياً الصحراء الغربية تحت الاحتلال المغربي كأحد أسوأ الأماكن للعيش في العالم. بينما خطة الأمم المتحدة لإجراء استفتاء لتقرير المصير، التي بدأ العمل عليها عام 1991، لم تُنفذ حتى اليوم.

إنهاء هذا النزاع الذي طال أمده يصب في مصلحة أمريكا، حيث سيُحقق ازدهاراً ويُعزز الاستقرار في منطقة هشة وغنية بالموارد الطبيعية، وتتميز فيها الجمهورية الصحراوية بالتسامح الديني واحترام حقوق المرأة. كما سيُظهر للعالم أن الولايات المتحدة تفي بمبادئها التأسيسية.

مترجمنا الشاب البالغ من العمر 27 عاماً، لمام البندير، سألني خلال زيارتنا الأخيرة: "هل هناك أمل؟" وكانت هذه أول مرة أُسأل فيها هذا السؤال منذ أن بدأت زياراتي للمخيمات عام 1994، ما يعكس تصاعد الإحباط لدى الشباب الصحراوي اليوم.

لقد أدت إخفاقات المجتمع الدولي المتكررة إلى معاناة طويلة وشوق دائم للعودة إلى الوطن. واليوم، يهدد النزاع بالتصعيد من جديد، بعد أن خرق المغرب وقف إطلاق النار بإطلاقه النار على مدنيين عُزّل. ويعلم شباب مثل البندير أن الشعب الصحراوي قد اعتمد في البداية على القوة الاستعمارية السابقة، إسبانيا، لتنفيذ وعدها بإنهاء استعمار الإقليم.

خلال حملته، تبنى ترامب شعار إنهاء الحروب وتعزيز الحرية والازدهار. ويمكنه أن يُظهر فوائد الانخراط الأمريكي من خلال التفاوض على صفقة متبادلة المنفعة، والعمل مع الجمهورية الصحراوية لبناء مساكن للعائدين من اللاجئين ولسكانها المتزايدين، وإنشاء ملاعب غولف، أو تطوير السواحل الأطلسية الجميلة التي تزخر بالأسماك، بالإضافة إلى استغلال أحد أنقى احتياطيات الفوسفات المعروفة في العالم.

فهل سيغتنم هذه الفرصة لإنهاء الحرب، وإنقاذ الأرواح، وجلب الحرية والازدهار إلى أقرب جيران أمريكا الأفارقة؟

حصلت سوزان شولت على جائزة سيول للسلام عام 2008 نظير جهودها في الدفاع عن حرية وحقوق شعوب كوريا الشمالية والصحراء الغربية." (واص)

090/500/60 (واص)

Share