
الشهيد الحافظ ، 25 ماي 2025 (واص) - تحتفي الدول الافريقية ومعها دول العالم، اليوم الاحد 25 ماي، ب “اليوم العالمي لإفريقيا" الذي يصادف ذكرى تأسيس منظمة الوحدة الافريقية في 25 ماي 1963 والتوقيع على الميثاق التأسيسي لمنظمة الوحدة الإفريقية بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا، الذي ينص على تحرير القارة من الاستعمار بكل أشكاله والدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير المصير والاستقلال.و صون سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية, وتعزيز الوحدة والتضامن بين دولها, وتنسيق وتكثيف التعاون من أجل التنمية, وتعزيز التعاون الدولي ضمن إطار الأمم المتحدة, "كنهج وحيد" من شأنه أن يمكن الأفارقة من بناء قارة "آمنة, مندمجة ومزدهرة".
وانطلاقا من اهداف واسس المنظمة وثوابت ميثاقها اولت ومنذ البداية أهمية خاصة لكفاح شعبنا وتطور كفاحه التحرري ، ففي شهر يناير من سنة 1976 أوصى اجتماع لجنة التحرير التابعة لمنظمة الوحدة الافريقية المنعقد في العاصمة الموزمبيقية مابوتو بالاعتراف بجبهة البوليساريو كحركة تحرير افريقية تقود كفاح الشعب الصحراوي من اجل تصفية الاستعمار والاستقلال .
وفي 27 فبراير 1976 اعلنت الجبهة الشعبية عن قيام الجمهورية الصحراوية لسد الفراغ الذي تركه انسحاب الإدارة الاسبانية وانطلاقا من مبادئ ميثاق الاتحاد الافريقي لطلب الاعتراف بها كدولة افريقية .
وفي مؤتمر منظمة الوحدة الإفريقية المنعقد في 17 يوليوز سنة 1978، بالعاصمة السودانية الخرطوم، طالب قادة الدول المشاركة بوقف العمليات العسكرية في الصحراء الغربية، وأوصوا بضرورة البحث عن حل سياسي للنزاع على ضوء قرارات المنظمة وفقاً لميثاق الامم المتحدة. وخلصت القمة إلى إنشاء لجنة حكماء من خمسة رؤساء أفارقة ضمت كل من رؤساء السودان وغينيا ومالي ونيجيريا وتنزانيا لدراسة معطيات نزاع الصحراء الغربية بقصد تقديم اقتراحات وتوصيات محددة لمؤتمر القمة الافريقية اللاحق.
وخلال القمة المنعقدة بالعاصمة الليبيرية منروفيا خلال سنة 1979، أوصت منظمة الوحدة الإفريقية بـممارسة شعب الصحراء الغربية لحقه في تقرير مصيره من خلال استفتاء عادل ونزيه .
بعد ذلك أوصت القمة التي احتضنتها العاصمة السيراليونية فريتاون سنة 1980 بضرورة الاسراع بتنظيم استفتاء حر لتحديد مصير المنطقة. وهي ذات السنة التي تقدمت فيها الجمهورية الصحراوية بطلب العضوية في منظمة الوحدة الافريقية انطلاقا من بنود الميثاق الافريقي والذي يتطلب من رئيس المنظمة توزيع الطلب على الدول الأعضاء للتوقيع عليه بالموافقة او عدمها
وفي شهر فبراير من سنة 1982 وخلال الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس وزراء الخارجية الافارقة المنعقد في أديس أبابا بإثيوبيا، تم الإعلان عن قبول طلب الجمهورية الصحراوية كعضو كامل العضوية في منظمة الوحدة الافريقية بعد موافقة 26 دولة من الأعضاء لتصبح بذلك العضو الواحد والخمسين في منظمة الوحدة الإفريقية. وكان من المقرر ان تحضر قمة طرابلس سنة 1983 التي الغيت بضغط امريكي ومقاطعة افريقية لم تحصل بفعلها القمة على النصاب القانوني للانعقاد
وخلال قمة منظمة الوحدة الإفريقية المنعقد في 12 نوفمر من سنة 1984 بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حضر لأول مرة وفد يمثل الجمهورية الصحراوية يقوده الشهيد الرئيس الراحل محمد عبد العزيز، وهو ما جعل المغرب يقرر الانسحاب من المنظمة واصفا إياها بمنظمة قرعي الطبول
وظلت المنظمة الافريقية متمسكة بمبادئها وظلت الدولة الصحراوية عضوا فعالا بالمنظمة لتصبح في 9 يوليوز 2022 عضوا مؤسسا للاتحاد الافريقي بعد حل لجنة الاتحاد الافريقي وانشاء سلطة الاتحاد الافريقي الذي حافظ على نفس مقر المنظمة السابقة بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا
وظل المغرب خارج المنظمة الجديدة التي بدأت تتقدم نحو منظمة قوية فاعلة على الساحة القارية والدولية وبدات تبني شراكات قوية على أساس الند بالند مع المنظمات الأخرى، ومع تقدم الاتحاد برزت القضية الصحراوية كنقطة أساسية حاضرة في كل نشاطات الاتحاد وتبناها الاتحاد كأخر مستعمرة افريقية وبدا يرافع عن تصفية الاستعمار ويدعم كفاح الشعب الصحراوي ,بل اصبح الاتحاد الافريقي شريكا أساسيا وفاعلا وضروريا في أي حل تقوده الأمم المتحدة مما جعل المغرب يسعى الى استهداف الاتحاد
ومنذ سنة 2012 بدا المغرب يمارس الضغوط من اجل التأثير على مكانة الدولة الصحراوية مقابل انضمامه، الا ان تمسك الاتحاد بقوانينه واسسه ومبادئه أفشل كل محاولات المغرب وحلفائه سواء في التأثير على مكانة الدولة الصحراوية او في تحييد الاتحاد من قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية او في تفكيك الاتحاد، وهو ما جعل المغرب يقبل ودون شروط الانضمام الى الاتحاد الافريقي مطلع سنة 2017 ويوقع على القانون التأسيسي للاتحاد وينشره في الجريدة الرسمية ليصبح العضو الخامس والخمسون,معتبرا انه سيعمل على تغيير مسار الاتحاد من الداخل .
وعلى مدى 8 سنوات لم يجن المغرب من انضمامه غير المزيد من العزلة والفشل، فلا استطاع التأثير على قرارات الاتحاد الافريقي ولا تمكن من التصرف في قرارات مجلس السلم والامن الافريقي كما كان يهدد ولا تمكن من منع حضور الدولة الصحراوية لقمم الشراكة التي استنزفته ماليا ودبلوماسيا والتي كان اخرها الاجتماع الوزاري الثالث بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لوزراء الخارجية المنعقد يوم 22 ماي الجاري بالعاصمة البلجيكية بروكسيل ,وكم كانت الضربات التي تلقاها في قمم تيكاد بين الاتحاد الافريقي واليابان موجعة جدا خصوصا القمة الثامنة في تونس على تراب الاتحاد المغاربي, وكم كان موجعا اكثر فشله في الفوز بمنصب بمفوضية الاتحاد الافريقي رغم سياسة الرشاوى وشراء الذمم
الاتحاد الافريقي ومع استئناف الكفاح المسلح جدد التأكيد على مواقفه مؤكدا ان الحرب بين دولتين عضوين في الاتحاد ,داعيا الدوليتين الى التفاوض من اجل إيجاد اتفاق جديد على أساس بنود القانون التأسيسي للاتحاد الافريقي المبني على مبدا احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال وحماية الوحدة الترابية للدول الأعضاء.
8 سنوات والمغرب خاوي الوفاض وفي وضع اكثر مما كان عليه عندما انسحب من منظمة الوحدة الافريقي سنة 1984, وكم كان حكم المحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب في25 سبتمبر 2022 التي حكمت بان المغرب في الصحراء الغربية قوة احتلال عسكري وان حق الشعب الصحراوي في تصفية الاستعمار والاستقلال غير قابل للتصرف والزمت الدول الافريقية بدعم كفاحه العادل والامتناع عن أي سلوك يمكن ان يفهم منه تشريعا او اعترافا بالاحتلال, مميتا ومؤلما مما جعل دولة الإرهاب والتوسع المغربية اليوم بين امرين احلاهما مر: فإما الخضوع للشرعة الدولية والقانون الدولي والاستفادة من الدروس والوعي بان الحل الوحيد والاوحد للقضية الصحراوية يكمن في ممارسة الشعب الصحراوي لحقه في تصفية الاستعمار والاستقلال ام الانسحاب من المنظمة كما فعل مع منظمة الوحدة الافريقية بعد فشل كل محاولاته ويعود الى سياسة الكرسي الشاغر التي ستقوده الى المقصلة
ان شعب الجمهورية الصحراوية العضو المؤسس للاتحاد الافريقي وهو يحيى اليوم، على غرار باقي الدول الافريقية اليوم العالمي لأفريقيا، ليعلق امالا كبيرة على الاتحاد الافريقي ويرى في هذا التكتل الاقليمي الذي ناضل من أجل تحرير القارة من الاستعمار ونظام الفصل العنصري (الأبارتايد) وساهم في فض عدة نزاعات حدودية بطرق سلمية، تكتلا قادرا على حل قضية الصحراء الغربية, آخر مستعمرة في إفريقيا, والتي لا يزال حلها يراوح مكانه, بسبب عجز الأمم المتحدة وهيمة دول استعمارية على مجلس الامن وتنصل المحتل المغربي من تعهداته ورفضه تطبيق مخطط التسوية الذي وضعته منظمتا الامم المتحدة والوحدة الافريقية لتصفية الاستعمار . ويتمنى ان يستخدم الاتحاد الافريقي سلطته التي يخولها له القانون التأسيسي الذي وقعت عليه دولة الاحتلال المغربي والقاضي ب
· الفقرة (ب) من المادة الرابعة: احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار واحترام حدود وسيادة الدول
· الفقرة (و) من المادة الرابعة: عدم استعمال القوة او التهديد باستخدامها
· الفقرة (ب) من المادة الثالثة: الدفاع عن سيادة الدول الاعضاء ووحدة اراضيها واستقلالها
· الفقرة (ي) من المادة الرابعة تعطي الحق للدول الأعضاء بطلب تدخل الاتحاد الافريقي لاعادة السلم والامن
· الفقرة (ح) من المادة الثالثة: تعزيز وحماية حقوق الانسان والشعوب طبقا لميثاق الاتحاد الافريقي والمواثيق الاخرى ذات الصلة بحقوق الانسان والشعوب
ويفعل قرارات مجلس السلم والامن الصادرة في 9 مارس 2021 وحكم المحكمة الافريقية لحقوق الانسان والشعوب الصادرة في 25 سبتمبر 2022 وارغام دولة الاحتلال والإرهاب المغربية على الانسحاب الفوري واللا مشروط من الجزء الذي تحتله بالقوة العسكرية من تراب الجمهورية الصحراوية او ان يوظف الاتحاد ما يخوله له ذات القانون التأسيسي والميثاق الافريقي لحقوق الانسان والشعوب ويتدخل عسكريا لإنهاء الاستعمار بالقوة.
بقلم محمد سالم احمد لعبيد المدير المركزي للتلفزيون الصحراوي