بروكسل (بلجيكا)، 08 ديسمبر 2025 (واص)- تستعد العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم الأربعاء 10 ديسمبر، لاستقبال مظاهرة شعبية واسعة دعت إليها الجالية الصحراوية في أوروبا وعدد من المنظمات والجمعيات المتضامنة مع الشعب الصحراوي، وذلك احتجاجًا على الاتفاقية التجارية التي وقعتها المفوضية الأوروبية مع المملكة المغربية، والتي دخلت حيز التنفيذ في 3 أكتوبر الماضي، وتشمل موارد من الصحراء الغربية.
ويأتي هذا الحراك بعد تصاعد الانتقادات الأوروبية تجاه ما اعتُبر "تجاوزًا قانونيًا" ارتكبته المفوضية بتجديد الاتفاق مع المغرب وفق مسار" غير شفاف" ، تقول فعاليات حقوقية وبرلمانية إنه يناقض بوضوح مقتضيات حكم محكمة العدل الأوروبية الصادر في 4 أكتوبر 2024، والذي أكّد عدم قانونية أي اتفاق يشمل موارد الصحراء الغربية دون موافقة ممثلي شعبها باعتباره صاحب السيادة على ثرواته الطبيعية.
وخلال المظاهرة المنتظر تنظيمها أمام مقر المفوضية الأوروبية، سيتناوب ممثلو الشعب الصحراوي، وشخصيات أوروبية متضامنة، على إلقاء كلمات تندد بالاتفاق وتعبر عن رفضه القاطع، على أن تُختتم التظاهرة ببيان رسمي موجّه إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي يدعوها إلى احترام القانون الدولي وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والسيادة على الموارد.
وفي السياق نفسه، سيحتضن البرلمان الأوروبي، بالتزامن مع هذه التعبئة الشعبية، ندوة أكاديمية تحت شعار: " تأثير الاتفاق الجديد بين الاتحاد الأوروبي والمغرب على مستقبل التسوية الأممية في الصحراء الغربية"، بمشاركة خبراء قانونيين وسياسيين، لمناقشة تداعيات هذا الاتفاق على جهود الأمم المتحدة ومسار الحل السلمي للنزاع.
وتأتي هذه التطورات عقب ما وصف بـ“التصويت التاريخي” في البرلمان الأوروبي بتاريخ 26 نوفمبر 2025، والذي أظهر أغلبية برلمانية واضحة رافضة للاتفاق، في وقت تستعد فيه مؤسسات الاتحاد لمحطات حاسمة مقبلة، أبرزها مرحلة المصادقة النهائية التي تستلزم موافقة البرلمان، ما يجعل بروكسيل خلال الأيام المقبلة مركزًا لجدل سياسي وقانوني متصاعد حول مستقبل الموارد الطبيعية للصحراء الغربية. (واص)
