الجزائر تنأى بنفسها عن القرار الجديد بشأن الصحراء الغربية، وتأسف لخروجه عن مبادئ الأمم المتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار

Ammar Ben Jemaa
سبت 01/11/2025 - 12:44

نيويورك (الأمم المتحدة)، 31 أكتوبر 2025 (واص) – أعلنت الجزائر نأيها بنفسها عن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة المتعلق بتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، مؤكدة أن النص المعتمد لا يعكس بدقة عقيدة الأمم المتحدة في مسألة تصفية الاستعمار ولا يلتزم بتطلعات الشعب الصحراوي المشروعة.

وأوضح السفير عمار بن جامع، الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، أن الجزائر لم تشارك في التصويت، في إشارة إلى موقفها المبدئي الرافض لقرار يُعطي الأولوية لطرف على حساب الآخر ويقوض حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.

“لم تشارك بلادي في التصويت على مشروع القرار هذا لتجديد ولاية المينورسو. ومن خلال هذا الغياب، وبكامل المسؤولية، رغبت الجزائر في إظهار نأيها بنفسها عن نص لا يعكس بدقة عقيدة الأمم المتحدة في مسألة تصفية الاستعمار. نعم، نحن نتحدث عن تصفية الاستعمار.”

وأشار بن جامع إلى المبدأ الأساسي لتقرير المصير المنصوص عليه في القانون الدولي، مستشهداً بالرئيس الأمريكي وودرو ويلسون، الذي قال: "لا يجوز نقل الشعوب من سيادة إلى أخرى بواسطة مؤتمر دولي أو تفاهم بين خصوم متنازعين. يجب احترام الطموحات الوطنية؛ لا يجوز لأي شعب أن يُحكم أو يُهيمن عليه إلا بموافقته. ‘تقرير المصير’ ليس مجرد عبارة، بل هو مبدأ إلزامي للعمل.”

وأكد أن الجزائر شاركت بشكل بنّاء في المفاوضات حول مشروع القرار، مع الولايات المتحدة بصفتها الحاملة للقلم لتحسين النص والسعي للتوصل إلى حل وسط. ورغم تحقيق بعض التحسينات، بما في ذلك الإشارة إلى معايير الحل العادل والدائم، والاعتراف بالحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير المصير، والدعوة إلى مفاوضات بنّاءة بين المغرب وجبهة البوليساريو، إلا أن الجزائر وجدت أن النص النهائي ما زال غير كافٍ.

“للأسف، النص الذي تم تقديمه أخيراً يعاني من نواقص. فهو دون توقعات وطموحات الشعب الصحراوي الشرعية، الممثل بجبهة البوليساريو. هذا الشعب، الذي قاوم لأكثر من 50 عامًا، يجب أن يكون له وحده الحق في تقرير مصيره.”

وانتقدت الجزائر الإطار المقترح للتفاوض واصفة إياه بأنه ضيق للغاية، حيث يعطي الأفضلية لخيار واحد على حساب الآخر ويحد من الإبداع والمرونة اللازمين للتوصل إلى اتفاق حر متفق عليه وفق مبادئ الأمم المتحدة في إنهاء الاستعمار.

“ينظم هذا النص اختلالًا بين طرفي النزاع من خلال التركيز على الطموحات الإقليمية لطرف واحد وتجاهل تطلعات الطرف الآخر، أي الشعب الصحراوي الذي يطالب بالحرية.”

وأشار الممثل الجزائري إلى أن اقتراحات جبهة البوليساريو، المقدمة مؤخرًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن (S/2025/664)، تم تجاهلها، على الرغم من كون الجبهة طرفاً رئيسياً في النزاع ويجب أن يُسمع صوتها.

“يثير هذا النص تساؤلات جدية ومشروعة حول الأسس القانونية للإطار المقترح للتفاوض بشأن حل النزاع في الصحراء الغربية. تخيلوا لو تم تطبيق هذا الإطار في مناطق نزاع أخرى في أوروبا، والأمريكتين، وآسيا، وأفريقيا. أحد الركائز الأساسية للنظام الدولي نفسه سيكون معرضاً للخطر.”

وختم بن جامع بالتأكيد على أن الحل الذي يحترم الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير المصير وحده هو الذي يضمن السلام الحقيقي والاستقرار الدائم في المنطقة.

“لا يمكن أن ينبثق حل عادل ودائم إلا من احترام الحق الثابت للشعب الصحراوي في تقرير مصيره. هذا هو الضمان الوحيد للسلام الحقيقي والاستقرار الدائم في منطقتنا. الجزائر تبقى وفية لمبدأ تسوية النزاعات سلمياً، ولأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وستظل دائمًا مستعدة للانخراط بمسؤولية وإبداع في أي تفاوض يحترم تمامًا العدالة والحياد والمساواة، بهدف التسوية النهائية لقضية الصحراء الغربية.”

ومن خلال هذا الموقف الثابت، جددت الجزائر دعمها الثابت لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير وللتسوية السلمية للنزاع وفقًا لمبادئ الأمم المتحدة.

وتجدر الإشارة إلى أن روسيا والصين وباكستان امتنعوا عن التصويت، معربين عن أسفهم لغياب الوضوح، والمصطلحات المنحازة، والموقف غير المتوازن تجاه طرفي النزاع، المغرب وجبهة البوليساريو. (واص)

090/500/60  (واص)

Share