موسكو(روسيا)، 22 أكتوبر 2025 (واص)- بمناسبة الذكرى الـ 50 نشر على موقع برافدا رو (pravda.ru) ريبورتاجا من 37 دقيقة للصحفية والناشطة السياسية الروسية، وسكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الموحد للشؤون الدولية، داريا ميتينا، تحت عنوان: "50 عاماً من الاحتلال المغربي: مأساة آخر مستعمرة في إفريقيا"، تناولت جملة من الحقائق، التي عاشها الشعب الصحراوي خلال خمسة عقود بسبب الغزو المخزي للمغرب للصحراء الغربية والدعم السخي من قوة نافذة في مجلس الأمن الدولي، شغلها الشاغل هو عرقلة مساعي التقدم لحل دائم للصراع، الذي تضمنه وتؤكده المواثيق الدولية أن الحل الحقيقي بيد الصحراويين إذا ما أتيحت لهم فرصة الإدلاء بأصواتهم في تقرير مصيرهم في استفتاء حر ونزيه تحت إشراف الأمم المتحدة، التي أنشأت في العام 1991 بعثة أممية لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية وتتواجد على الأرض منذ هذا التاريخ دون انجاز مهمتها التي جاءت من أجلها.
وبما أن المقال مطول، إليكم اختصاره في المحاور التالية:
العنوان: 50 عاماً من الاحتلال المغربي: مأساة آخر مستعمرة في إفريقيا
تُعدّ الصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة الإفريقية، إذ يعيش شعبها منذ ما يقارب نصف قرن تحت الاحتلال المغربي، في ظل صمت دولي وتراخٍ أممي عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. هذا ما تناولته السياسية الروسية داريا ميتينا في حديث تحليلي حول القضية الصحراوية، معتبرةً أن استمرار هذا الوضع يُعدّ “مفارقة أخلاقية وسياسية في القرن الحادي والعشرين”.
من الاستعمار الإسباني إلى الاحتلال المغربي
بعد أكثر من قرن من الوجود الإسباني، انسحبت مدريد عام 1975 من الإقليم دون استكمال عملية تقرير المصير، التي نصّت عليها الأمم المتحدة. وقّعت إسبانيا اتفاقاً ثلاثياً مع المغرب وموريتانيا لتقسيم الأراضي الصحراوية، ما فتح الباب أمام تدخل عسكري مغربي عُرف بـ“المسيرة الخضراء”.
وفي المقابل، أعلن جبهة البوليساريو يوم 27 فبراير 1976 قيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، لتبدأ مرحلة جديدة من المقاومة السياسية والعسكرية ضد الاحتلال.
شعب محروم من البحر والحرية
يبلغ عدد سكان الصحراء الغربية نحو نصف مليون نسمة، فيما يعيش ما يزيد عن مئتي ألف في مخيمات اللاجئين بتندوف الجزائرية.
تؤكد ميتينا أن هذه المعاناة لا تلقى الاهتمام الدولي الكافي مقارنة بقضايا أخرى مثل فلسطين، رغم أن الشعب الصحراوي يعيش الظروف نفسها من التهجير والحرمان.
وتشير إلى أن “75% من أراضي الصحراء الغربية تقع تحت السيطرة المغربية، في حين يعيش جزء من السكان في المناطق المحررة والمخيمات عبر الحدود”.
ثروات منهوبة وصمت دولي
يُعتبر الإقليم من أغنى مناطق إفريقيا بالثروات الطبيعية:
يحتوي على أكثر من 9% من الاحتياطي العالمي للفوسفات، وكميات ضخمة من الحديد والنحاس والفاناديوم والذهب واليورانيوم. كما تُعدّ سواحله من أغنى مناطق الأطلسي بالأسماك.
وترى ميتينا أن “استمرار الاحتلال مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمصالح الاقتصادية والسياسية لفرنسا، التي تقف خلف المغرب وتستخدمه كأداة نفوذ في شمال إفريقيا”.
جبهة البوليساريو: مقاومة وصمود
تأسست جبهة البوليساريو عام 1973 بقيادة المناضل الولي مصطفى السيد، لتقود منذ ذلك الحين الكفاح المسلح والدبلوماسي من أجل استقلال الصحراء الغربية.
رغم الاعتراف الدولي الواسع بالجمهورية الصحراوية – إذ تعترف بها أكثر من 80 دولة – فإن الأمم المتحدة لم تنجح في تنظيم الاستفتاء على تقرير المصير الذي نصّت عليه اتفاقية وقف إطلاق النار سنة 1991.
وترى ميتينا أن “المماطلة المغربية في تنفيذ قرارات الأمم المتحدة تهدف إلى تكريس الأمر الواقع واستنزاف الشعب الصحراوي”.
الحياة في مخيمات اللاجئين
في مخيمات تندوف يعيش عشرات الآلاف من الصحراويين في ظروف مناخية قاسية، يعتمدون على المساعدات الدولية والمياه المنقولة بالصهاريج.
لكنّ اللاجئين رغم الصعوبات أسّسوا نموذجاً مجتمعياً متماسكاً، يقوم على التعليم والثقافة والهوية الوطنية.
وتشير ميتينا إلى أن “الكثير من الشباب الصحراويين درسوا في روسيا وإسبانيا ودول عربية، ما جعل التعليم ركيزة أساسية لبقاء الهوية الوطنية”.
دور الجزائر والدبلوماسية الشعبية
تثمّن ميتينا الدور الإنساني والسياسي الذي تلعبه الجزائر في دعم الشعب الصحراوي، معتبرةً أنها “واحدة من الدول القليلة، التي حافظت على استقلال قرارها السياسي ووقفت إلى جانب الشعوب المكافحة ضد الاستعمار”.
وتدعو إلى تعزيز “الدبلوماسية الشعبية” لإبراز معاناة الصحراويين أمام الرأي العام العالمي، لأن “الضغط الشعبي هو الكفيل بتحريك المواقف الرسمية”.
خاتمة: قضية عادلة تنتظر الإنصاف
بعد مرور خمسين عاماً على بداية الاحتلال المغربي، ما زالت الصحراء الغربية جرحاً مفتوحاً في جسد إفريقيا.
تقول ميتينا في ختام حديثها إن “القرن الحادي والعشرين لا ينبغي أن يعرف وجود مستعمرات”، مؤكدة أن نضال الشعب الصحراوي سيظل رمزاً للمقاومة والكرامة في مواجهة الهيمنة الاستعمارية الجديدة، متمنيةً «للصحراويين الحرية والعدالة، ولجبهة البوليساريو مزيداً من الانتصارات في نضالها من أجل حرية الشعب الصحراوي».
الرابط للريبورتاج الروسي: https://ok.ru/pravdaru/topic/156896477531421