
نيويورك (الأمم المتحدة)، 15 أكتوبر 2025 (واص) – أكدت الجزائر من جديد دعمها القوي لحق تقرير مصير الشعب الصحراوي في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة باقية في القارة الأفريقية، مع التشديد على أن تقرير مصير الشعب الصحراوي يكتسي أهمية قصوى، ويظلّ مبدأً مقدّساً لا يُمسّ ولا يُساوَم عليه.
وجاء هذا التأكيد على لسان المدير العام للعلاقات متعددة الأطراف بوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، السيد عبد الغني مرابط، في كلمته خلال نقاشات لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
واستهل ممثل الجزائر كلمته بالتذكير بإن تاريخ الجزائر العريق، التي كابدت ويلات الاستعمار لأكثر من قرن وثلاثة عقود، يُخوّلها أن تتفهّم معاناة مَن لا يزالون يرزحون تحت نير الاحتلال والقهر الاستعماري، وأن تتعاطف معهم تعاطفاً صادقاً نابعاً من تجربتها الأليمة.
وفي هذا السياق، قال "إن بلدي يُبدي قلقاً بالغاً إزاء مصير الشعب الصحراوي في الصحراء الغربية، آخر مستعمرة باقية في القارة الأفريقية"، موكداً أنه "بالنسبة للجزائر، فإن حاضر الشعب الصحراوي ومستقبله لا يعودان إلا إليه وحده. وفي هذا الصدد، سنؤيّد بكلّ قناعة أيّ قرار نهائي يتّخذه الصحراويون بشأن مصيرهم ومستقبل أرضهم."
وشدّد على ضرورة أن تظلّ قضية الصحراء الغربية مُدرَجة على جدول أعمال هذه اللجنة إلى أن يتمكّن الشعب الصحراوي من ممارسة حقّه الأصيل في تقرير مصيره. ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال فرض أيّ حلّ على هذا الشعب، مهما كانت المبرّرات أو الذرائع.
كما يجب على الأمم المتحدة أن تتّخذ إجراءات عاجلة وحاسمة لتنظيم هذا الاستفتاء الموعود به منذ عقود، حتى يتسنّى للشعب الصحراوي تحديد مصيره بإرادته الحرّة. فهذا حقّه الأساسي الذي لا يُنازَع عليه، بموجب القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة.
وأشار إلى أن اعتراف بعض الدول ببعض الخطط المغلوطة المتعلّقة بالصحراء الغربية لا يُغيّر شيئًا من الوضع القانوني على أرض الواقع، ولا من المتطلّبات الضرورية لتحقيق سلام عادل ومُنصِف ودائم، مشدداً على أن الانتهازية السياسية والمصالح الظرفية ليست هي التي يجب أن تُشكّل أساس الحلّ للصحراء الغربية، بل الشرعية الدولية والقانون الدولي وحدهما.
وجدّد دعم الجزائر الكامل للدور الحيوي الذي تضطلع به بعثة الأمم المتحدة لتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) وثقتها التامّة في المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية، السيد ستيفان دي ميستورا، في جهوده الرامية إلى إيجاد حلّ عادل.
ووجّه نداءً صادقاً إلى المغرب وجبهة البوليساريو لكي ينخرطا في حوار سياسي مباشر وجادّ، دون أيّة شروط مُسبقة، من أجل التوصّل إلى تسوية سياسية عادلة ودائمة ومقبولة من الطرفَيْن. وفي هذا السياق، حثّ اللجنة الرابعة على مضاعفة جهودها في تنفيذ ولايتها، لضمان أن يتمتّع الشعب الصحراوي تمتّعاً كاملاً بحقوقه المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وأن يمارس سيادة تامّة وفعلية على موارده الطبيعية.
في الختام، جدّد ممثل الجزائر الدعم الثابت والراسخ لبلده لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى استكمال عملية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، مشيراً إلى أن بلده، بصفتها دولة مجاورة، ستواصل تقديم دعمها الكامل لجهود الأمين العام ومبعوثه الشخصي، بُغية تمكين الطرفَيْن، المغرب وجبهة البوليساريو، من استئناف المفاوضات المباشرة والجادّة، وصولاً إلى حلّ سياسي يضمن للشعب الصحراوي ممارسة حقّه المشروع في تقرير مصيره.
وختم بالقول "واقتناعاً راسخاً منّا بأن الاستعمار والاحتلال الأجنبي زائلان لا محالة، عاجلاً أم آجلاً، فإن الجزائر لا تشكّ البتّة في أن النضال المشروع والعادل للشعب الصحراوي سينتصر حتماً في نهاية المطاف، وأن إرادة الشعوب لا تُقهَر".(واص)