
فيتري سونر سن (فرنسا)، 12 أكتوبر 2025 (واص) ـ احتضنت مدينة فيتري سور سين بضواحي باريس، يومي 10 و11 أكتوبر الجاري ، فعاليات النسخة الثانية من الندوة الدولية من أجل السلام، الذي خُصصت للتفكير الجماعي في سبل بناء مستقبل قائم على السلام والعدالة والتضامن بين الشعوب.
وجرت أشغال هذه الندوة تحت إشراف عمدة المدينة السيد بيير بيل-لوك، ونائبه المكلف بالانفتاح على العالم السيد ألبيرتينو رامائل، بمشاركة نخبة من الشخصيات الدولية، والباحثين، والنقابيين، والنشطاء، وممثلي منظمات المجتمع المدني.

وشهدت الفعالية حضور السيد محمد علي الزروالي، ممثل جبهة البوليساريو في فرنسا، الذي شارك في الندوتين المستديرتين رقم 3 و4، المخصصتين على التوالي لموضوعي "النزاعات العالمية والموارد" و"بناء مناطق السلام".
وفي مداخلاته، شدد الدبلوماسي الصحراوي على أن السلام الحقيقي لا يمكن أن يتحقق دون عدالة، مؤكذا على أن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال، المعترف به من قِبل الأمم المتحدة، يشكل شرطاً أساسياً لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة المغرب العربي.
وأوضح ممثل الجبهة أن السلطات المحلية والمدن المتضامنة، على غرار فيتري سور سين، تلعب دوراً محورياً في تحويل الالتزام الإنساني إلى دعم سياسي فعّال من أجل احترام القانون الدولي.
وقال في هذا السياق: "السلام يُنسج، ولا يُفرض. كل علاقة توأمة، وكل مبادرة تضامنية، وكل صوت يُرفع من أجل العدالة، هو خيط في النسيج العظيم الذي يُسمّى السلام."
وخلال كلمتي الافتتاح والاختتام، جدّد عمدة المدينة بيير بيل-لوك تأكيده على الدعم اللامشروط من بلدية فيتري سور سين ومجلسها البلدي للشعب الصحراوي ونضاله المشروع من أجل الاستقلال، مشيداً بـالمقاومة السلمية والصمود الكبير لشعب ما زال يؤمن بالعدالة الدولية وبقوة الحوار.

كما عبّر عدد من المتدخلين، من أكاديميين وخبراء وممثلي منظمات غير حكومية ومسؤولين محليين، عن تضامنهم مع القضية الصحراوية، مؤكدين أن الصحراء الغربية تبقى آخر مستعمرة في إفريقيا، وأن استكمال مسار تصفيتها من الاستعمار يشكل تحدياً محورياً للسلام الإقليمي والدولي.
واستغل الدبلوماسي الصحراوي المناسبة لتوجيه دعوة إلى إنشاء شبكة من البلديات والهيئات المحلية المتضامنة مع الصحراء الغربية، بهدف تعزيز التعاون اللامركزي، ورفع الوعي الشعبي، والدفاع عن تنفيذ الاستفتاء الخاص بتقرير المصير. واختتم السيد الزروالي مداخلته قائلاً: "حرية الصحراء الغربية هي شرط السلام في منطقتنا. دعم الشعب الصحراوي هو دفاع عن السلام، وعن الحق، وعن الكرامة الإنسانية. (واص)