الجمهورية الصحراوية أمام اللجنة الإفريقية: آن الأوان لكسر الصمت عن آخر مستعمرة في إفريقيا

larosibanjul
جمعة 24/10/2025 - 18:09

بانجول (غامبيا)، 24 أكتوبر 2025 (واص)– دعا السيد لعروسي عبد الله، مدير قسم حقوق الإنسان بوزارة الخارجية الصحراوية، اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب إلى “كسر الصمت” والتحرك الجاد لمواجهة انتهاكات حقوق الإنسان بالصحراء الغربية المحتلة، مؤكداً أن أي تجاهل أو غياب للجنة عن أداء مهامها “لن يخدم رسالتها النبيلة في حماية الإنسان الإفريقي من كل ظلم واضطهاد”.

جاء ذلك خلال الكلمة التي ألقاها مساء اليوم أمام المشاركين في أشغال الدورة الـ85 للجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب المنعقدة بالعاصمة الغامبية بانجول، والتي عرفت الايام الماضية انتخاب رئاسة جديدة للجنة في شخص المفوض السنغالي، إدريسا صو.

وفي مستهل كلمته، أعرب ممثل الجمهورية عن شكر بلاده لدولة غامبيا على كرم الضيافة، وللجنة على “جهودها الصادقة في مرافقة وتعزيز منظومة حقوق الإنسان في قارتنا العزيزة”، مهنئاً القيادة الجديدة للجنة ومتمنياً لها “النجاح في أداء مهامها باستقلالية ونزاهة، بعيداً عن كل الإكراهات أو الضغوط السياسية”.

وأضاف أن الوفد الصحراوي “يضم صوته إلى صوت الوزير صامويل مبمبي في التساؤل الذي طرحه، حين قال: إلى متى يستمر هذا الصمت إزاء الانتهاكات في القارة”، داعياً اللجنة إلى تنفيذ قرارات الاتحاد الإفريقي، وخاصة ما يتعلق بإيفاد لجنة لتقصي الحقائق للجمهورية الصحراوية والمناطق المحتلة “بعيداً عن التسييس وازدواجية المعايير”.

وتوقف السيد لعروسي عند الأزمات والانتهاكات الجسيمة التي تهدد السلم والأمن في القارة، مشدداً على أن “الجمهورية الصحراوية منحت أولوية خاصة لمحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة التي تتغذى من أموال المخدرات”، مؤكداً التعاون القائم مع جهاز الشرطة الإفريقية (أفريبول).

كما أشار إلى أن بلاده قامت بـ“تدمير كامل لمخزونها من الألغام المضادة للأفراد، والذي بلغ أكثر من 20.493 لغماً، بحضور مراقبين دوليين وبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)”.

وفي استعراضه للإنجازات الوطنية في مجال حقوق الإنسان، أوضح الدبلوماسي الصحراوي أن “الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، رغم كونها آخر مستعمرة في إفريقيا ورغم تعرضها لاحتلال عسكري مدعوم من فرنسا وإسرائيل، أجرت إصلاحات هيكلية واسعة لضمان احترام حقوق الإنسان، وتوسيع مجال الحريات، وترسيخ قيم العدالة والمساواة”.

وأكد أن الدولة الصحراوية أولت كذلك اهتماماً خاصاً بصحة النساء والأطفال، حيث بلغت نسبة التغطية بالتطعيم “88%”، في حين وصلت نسبة الاستشارات السابقة للولادة إلى “90.2%” وتغطية لقاح التيتانوس إلى “97.9% سنة 2023”، مما أدى إلى انخفاض وفيات الأمهات بنسبة “50%” ووفيات ما حول الولادة بنسبة “30%”.

واختتم السيد لعروسي كلمته بتجديد تضامن الشعب الصحراوي مع الشعب الفلسطيني الذي “يتقاسم معه نفس المعاناة من القمع والحصار والاستيلاء على الأرض”، مثمناً مواقف اللجنة الإفريقية الداعمة له، ومؤكداً التزام الجمهورية الصحراوية بـ“التعاون الكامل مع اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب من أجل تعزيز الكرامة والعدالة في القارة”.

كما دعا إلى “تضافر الجهود بين الدول الأعضاء ومنظمات المجتمع المدني” لبناء إفريقيا حرة تنعم شعوبها بحقوقها وتسهم في “بناء حضارة إنسانية مشرفة وكريمة للجميع”. (واص)

090/500/60  (واص)

 

Share