
أديس أبابا (إثيوبيا) 14 أكتوبر 2025 (واص)- قدم السيد عبد القادر الطالب عمار، وزير التربية والتعليم والتكوين المهني بالجمهورية الصحراوية، مداخلة مبرمجة خلال أشغال جلسة النقاش رفيعة المستوى الأولى خلال الاسبوع الافريقي الثاني للمهارات بأديس أبابا، عرض فيها رؤية الجمهورية للتكوين المهني والتدريب التقني خلال المنتدى الرفيع المستوى المنعقد ضمن فعاليات الأسبوع الإفريقي الثاني للمهارات، الذي تستضيفه العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في الفترة من 13 إلى 17 أكتوبر 2025، تحت شعار: “تمكين المستقبل الصناعي لإفريقيا: المهارات من أجل الابتكار والنمو والاستدامة.”
واستهل الوزير الصحراوي كلمته بالتعبير عن “الاعتزاز الكبير بالمشاركة في هذا الحدث القاري الهام الذي يجسد التزام إفريقيا الجماعي بتطوير رأس المال البشري والنهوض بقطاع المهارات والتكوين المهني باعتباره ركيزة للنمو الصناعي والابتكار”.
كما توجه بالشكر إلى مفوضية الاتحاد الإفريقي على تنظيم الأسبوع، وإلى الحكومة الإثيوبية على “كرم الضيافة وحسن الاستقبال”.
وأكد الوزير أن الجمهورية الصحراوية، رغم الظروف الاستثنائية الناتجة عن استمرار الاحتلال المغربي غير الشرعي لأجزاء من أراضيها وما ترتب عليه من لجوء وتهجير واستنزاف للموارد الطبيعية، استطاعت أن تحقق "إنجازات معتبرة في مجال التعليم والتكوين المهني بفضل الإرادة السياسية الصادقة والتعاون مع الدول الصديقة والمنظمات الأممية".
وأوضح أن الدولة الصحراوية جعلت من التعليم والتدريب التقني والمهني "أداة فعالة لتأهيل الكفاءات الوطنية القادرة على تلبية احتياجات المواطنين، والمساهمة في تنفيذ الإستراتيجية القارية للتعليم والتدريب التقني والمهني 2025–2034".
وسلط الوزير الضوء على عدد من المشاريع الصناعية المصغرة التي أنشأتها الدولة الصحراوية بالاعتماد على الكفاءات الوطنية، بفضل برامج التكوين.
وأشار إلى أن "هذه التجارب مثلت قفزة نوعية في وتيرة الإنتاج وقدرته التنافسية، كما أثبتت أن التنمية الصناعية لا تتطلب دوماً موارد ضخمة أو مصانع عملاقة، بل إرادة وطنية وتخطيطاً رشيداً".

وبيّن الوزير أن الدولة الصحراوية أنشأت مراكز وطنية للتعليم والتدريب التقني والمهني في مجالات مثل التمريض، والإدارة، والإعلام، والإعلام الآلي، وتمكين المرأة، ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة، مبرزاً أن هذه التجارب "تعتمد على الطاقات الوطنية وتمويلات من الأصدقاء، وتقوم على الاستدامة الذاتية عبر عائدات الإنتاج".
وتوقف الوزير عند معاناة القارة من ارتفاع أعداد اللاجئين والنازحين الذين بلغوا 45.7 مليون نسمة، مثمناً "المبادرة الإنسانية للحكومة الإثيوبية بتوفير فرص التعليم والتدريب المهني لـ20 ألف لاجئ إفريقي"، كما عبر عن "الامتنان العميق للدولة الجزائرية على استقبالها آلاف اللاجئين الصحراويين والطلبة في مدارسها وجامعاتها ومراكز التكوين".
وشدد الوزير على أن “أكبر التحديات التي تواجه الدول الإفريقية تبقى في التمويل اللازم لخلق فرص التشغيل وتحقيق الاكتفاء الذاتي”، لكنه أكد أن “الإنجازات المحققة رغم الصعوبات تمثل مصدر فخر وثقة في النفس، وتشجع على الإبداع وتحد من الهجرة غير النظامية وما تفرزه من مشكلات اجتماعية واقتصادية.”
واختتم الوزير كلمته بالتأكيد على أن “إفريقيا تمتلك رأسمالاً بشرياً هائلاً وثروات طبيعية كبيرة، ويجب أن تستثمرهما بذكاء من خلال تعميم التجارب الناجحة وتكامل المشاريع المصغرة لتشكل في النهاية مركبات صناعية كبرى تضمن التشغيل والتنمية والازدهار.”
وكان الوزير الصحراوي قد وصل الى العاصمة الاثيوبية فجر يوم الاثنين، للمشاركة في انشطة هذا الاسبوع الخاص بالتكوين المهني، مرفوقا بالسفير ماءالعينين لكحل، نائب الممثل الدائم للجمهورية الصحراوية لدى الاتحاد الافريقي، والاخ حمدي الديد، مستشار وزارة التعليم مكلف بشؤون الاتحاد الافريقي.
وحضر الوزير الصحراوي الجلسة الافتتاحية الرسمية للاسبوع التي أشرف عليها رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، بمشاركة مفوض التعليم والعلم والتكنولوجيا والابتكار بالاتحاد الإفريقي البروفيسور غاسبار بانيانكيمبونا، إلى جانب وزيرة العمل والمهارات الإثيوبية السيدة موفريحات كامل أحمدا، ووزراء التعليم والتكوين المهني بكل من جنوب افريقيا، وغامبيا، وعدد من السفراء والمسؤولين والخبراء وممثلي الدول الأعضاء والشركاء الدوليين. (واص)
090/500/60 (واص)