مقال في جريدة الخبر الجزائرية يرصد انتصارات سجلتها الدبلوماسية الصحراوية مؤخرا

heituld
سبت 23/08/2025 - 21:28

الجزائر 23 غشت 2025 (واص) - نشرت جريدة الخبر الجزائرية في عددها اليوم السبت مقالًا بعنوان "قمة اليابان تنتصر للحق الصحراوي" بقلم محمد فاضل الهيط، تناول فيه جملة من الانتصارات الدبلوماسية التي حققتها الجمهورية الصحراوية في المحافل الدولية مؤخرًا.

وأبرز الكاتب في مقاله مشاركة الوفد الصحراوي الرسمية في القمة اليابانية الإفريقية بمدينة يوكوهاما، حيث أكد البيان الختامي أن الشراكات اليابانية تُبرم مع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، ما عُدّ صفعة جديدة للمحاولات المغربية الرامية إلى إقصاء الدولة الصحراوية من هذه الشراكة.

كما أشار إلى دعم قمة مجموعة تنمية دول الجنوب الإفريقي (صادك) لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، إلى جانب تحركات دبلوماسية متصاعدة في أوروبا، شملت استقبال الخارجية البريطانية وفدًا حكوميًا صحراويًا ومرتقبة زيارة وفد من رابطة الصحفيين الصحراويين للبرلمان الأوروبي.

وفيما يلي النص الكامل للمقال المنشور في جريدة الخبر:

قمة اليابان تنتصر للحق الصحراوي

بقلم: محمد فاضل الهيط

يتذكر المهتمون بالقضية الصحراوية ومن ورائهم الرأي العام الحادثة الغريبة التي أقدم عليها دبلوماسي مغربي عندما حاول سرقة لوحة الجمهورية الصحراوية أثناء القمة اليابانية الإفريقية السنة الماضية وطرحه جزائري حر أرضا. الشك أن الجميع يتذكر تلك السقطة المقززة للدبلوماسية المغربية التي استهجنها اليابانيون واستنكرها الأفارقة، ولعل الأشقاء في المغرب كانوا شهودا على الانحطاط الذي وصل إليه من يمثلهم في المحافل الدولية.

هذه المرة أمام الإجراءات الأمنية المشددة من طرف اليابان تحسبا لأي بلطجة يقوم بها المغاربة ضد الوفد الصحراوي الذي يقوده الوزير الأول المشارك رسميا كممثل لدولة من الإتحاد الإفريقي، وأمام إعلان القمة في بيانها بالخط العريض إن الشراكات اليابانية هي مع الدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي، والجمهورية الصحراوية ليست فقط عضو نشط، بل مؤسس لهذا الاتحاد وتدفع مستحقاتها بانتظام، تغلق اليابان الباب نهائيا امام الأطروحة المغربية المسمومة الهادفة إلى نسف هذه الشراكات بعذر أن الدولة الصحراوية لا تنتمي إلى الأمم المتحدة، الشيء الذي تفطنت له الحكومة اليابانية ورفضت أن تضحي بمصالحها إرضاء لعيون "المروك".

إن بيان "يوكوهاما" بتأكيده على أن الشراكة مع دول الاتحاد الإفريقي تكون اليابان والقارة الإفريقية قد عجلت بتكريم الأطروحة المغربية بمنع المشاركة الصحراوية بالتعجيل بالدفن والإقبار.

لقد أصيب المخزن بنكسة كبيرة كما عبر عن ذلك وزير الخارجية الصحراوي محمد يسلم بيسط يوم الأربعاء على هامش المؤتمر، حيث أضاف أن هذه النكسة ليست فقط بسبب فشل محاولات المغرب الرامية إلى منع مشاركة الجمهورية الصحراوية، بل أيضا تمسك الوفود المشاركة بالفقرة التي تؤكد أن الشراكة هي مع دول الاتحاد الإفريقي".

بعد هذه النكسة في اليابان، لم يجد نظام الاحتلال المغربي من تعبير عن استيائه من الدولة المضيفة ومن الاتحاد الإفريقي، سوى تقليص مستوى مشاركته بتكليف سفيره بطوكيو بالحضور في القمة وإطلاق العنان لصحافته لتبث الرماد في أعين المغاربة حتى لا يكتشفوا أن الماء الزلل الذي كانت تعدهم به "البوريطية" ما هو إلا سراب في صحراء قاتلة.

في بحر هذا الأسبوع، يتلقى المخزن صفعة أخرى من طرف 16 دولة إفريقية مجتمعة في قمة "الصادك" لرؤساء دول وحكومات مجموعة تنمية دول الجنوب الإفريقي المنعقدة بالعاصمة الملغاشية، التي أكد بيانها في الفقرة 15، أن الصادك تجدد تضامنها مع شعب الصحراء الغربية في مسعاه لتقرير المصير وترحب بتوقيع مذكرة التفاهم بين المنظمة والجمهورية الصحراوية". إن تجديد دول هذه الهيئة لدعمها العلني والصريح لحق الشعب الصحراوي في ظرف إقليمي ودولي تتزايد فيه محاولات الالتفاف على الشرعية الدولية مفادها أن إفريقيا لن تتخلى عن آخر قضية تصفية استعمار من القارة.

في الأسبوع الماضي وهذه المرة بالعاصمة الغانية "أكرا" تترك الأحزاب المغربية مقعدها فارغا أمام مشاركة وفد البوليساريو الذي تناول الكلمة أمام قمة الأحزاب الإفريقية التي ساندت القضية الصحراوية وحثت على احترام القانون الدولي فيما يخص تقرير مصير الشعب الصحراوي. صفعات تلو الصفعات توجهها الدبلوماسية الصحراوية للمخزن إفريقيا آسيويا وأيضا أوروبيا، إذ لأول مرة تستقبل الخارجية البريطانية بدعوة منها هذا الشهر، وفدا حكوميا صحراويا عالي المستوى يقوده وزير الخارجية، كما أن الدبلوماسية الموازية أو الشعبية تتحرك هي الأخرى في الاتجاه الصحيح، إذ من المقرر أن يستقبل البرلمان الأوروبي في الأيام القادمة، وفدا من عشرين عضوا من رابطة الصحفيين والكتاب الصحراويين بأوروبا حسب ما أكدته رئيسة الرابطة السيدة فاطمة الغالية.

يبدو أن الصحراويين بعد أن تمكنوا من إسقاط المغرب أرضا في اليابان يريدون أن يكرروا ذلك بسرعة في أماكن أخرى وبقوة حتى يقلبوا المعادلة لصالح الحق والإنصاف.

Share