
روما (ايطاليا)، 16 يوليو 2025 (واص) – فتح مجلس النواب الإيطالي صباح اليوم أبوابه للأطفال الصحراويين القادمين من مخيمات اللاجئين الصحراويين، وذلك في إطار برنامج الاستضافة الصيفية برعاية ممثلية جبهة البوليساريو في إيطاليا والشبكة الإيطالية للتضامن مع الشعب الصحراوي.
وقد استُقبل الأطفال، الذين تم استضافتهم في عدة بلديات من إقليم لاتسيو، في قصر مونتيتشيتوريو كـ "سفراء صغار للسلام". وشارك في الحدث نائب رئيس مجلس النواب، جيوفاني مولى، والنائب ستيفانو فكاري، وعدة أعضاء من مجموعة الصداقة البرلمانية مع الشعب الصحراوي، من بينهم أليساندرو باتيلوكيو، سيلفيو لاي، إلينورا إيفي، أرتورو سكوتو، وباتريتسيا ماروكو.
وقال نائب الرئيس مولى: "إنه لشرف لنا أن نستقبل هؤلاء الأطفال، فهم رموز حية لشعب يناضل بسلام منذ عقود من أجل حقه في تقرير المصير"، مشددًا على ضرورة ألا تسمح الأسرة الدولية بنسيان القضية الصحراوية.
وترأست الوفد الصحراوي المشارك في الحدث ممثلة جبهة البوليساريو في إيطاليا، فاطمة محفوظ، التي شكرت المؤسسات والبلديات والجمعيات الإيطالية على التزامها المستمر الذي يجعل من هذه المبادرة التضامنية ممكنة كل عام. وذكّرت محفوظ بالظروف المعيشية الصعبة في المخيمات، وبالقيمة الرمزية لهذا اللقاء المؤسساتي.
وقالت فاطمة: "هؤلاء الأطفال يمثلون صوت مستقبل شعبنا. وجودهم هنا هو جسر للحوار والأمل والسلام، ولكنه أيضًا صرخة صامتة في وجه الظلم الذي يمثله المنفى القسري".
وخلال اللقاء، جدّد النواب الإيطاليون التزامهم بالقضية العادلة للشعب الصحراوي، وأكدوا على أهمية تعزيز دور المؤسسات الأوروبية والدولية في الدفع نحو حل سلمي وعادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية.
وقال النواب بالإجماع: "لا يمكن ولا يجب على إيطاليا أن تغض الطرف". وأضافوا: "أملنا أن يكبر هؤلاء الأطفال يومًا ما أحرارًا في أرضهم، حيث عاش آباؤهم وأجدادهم قبل الاحتلال".
إن برنامج الاستضافة الصيفية يتجاوز كونه فعل تضامن، فهو يمثل عملًا ملموسًا من الدبلوماسية الشعبية والتعليم من أجل السلام. وفي هذا السياق، أكدت السلطات الإيطالية عزمها على مواصلة دعم مبادرات التعاون والتعليم والتبادل الثقافي، كوسيلة لبناء مستقبل لا يعرف فيه أطفال الصحراء الغربية حدودًا أو منفى.

إن اللقاء الذي عُقد في قصر مونتيتشيتوريو لم يمنح فقط رؤية لقضية لطالما تم تهميشها، بل أعاد أيضًا التأكيد على القناعة بأن كل ابتسامة من ابتسامات هؤلاء الأطفال تمثل خطوة إضافية نحو الحرية.(واص)