النص الكامل لكلمة الأمين العام للجبهة ، رئيس الجمهورية في افتتاح أشغال الدورة العادية السابعة للأمانة الوطنية 

الامانة الوطنية
سبت 12/07/2025 - 11:58

الشهيد الحافظ ، 12 يوليو 2025 (واص) - القى الأمين العام للجبهة، رئيس الجمهورية السيد ابراهيم غالي كلمة خلال إشرافه على إفتتاح اشغال الدورة العادية السابعة للأمانة الوطنية ، تطرق فيها إلى آخر تطورات القضية الصحراوية على الساحة الوطنية ، الإقليمية والدولية في ظل الوضعية الدولية الراهنة، وما يتطلب ذلك من جهد ووعي .

وفيما يلي النص الكامل للكلمة : 

كلمة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، في افتتاح أشغال الدورة العادية السابعة للأمانة الوطنية، 12 يوليو 2025
بسم الله الرحمن الرحيم

تنعقد الدورة العادية السابعة للأمانة الوطنية في عهدتها بعد المؤتمر السادس عشر للجبهة، لتعكف على معالجة الفترة منذ الدورة السابقة بالتقييم والنقاش والتحليل، في أفق تحديد كبريات المهام والأولويات في المرحلة المقبلة، في سياق تنفيذ مقررات المؤتمر، والتعاطي مع التطورات التي تشهدها القضية الوطنية على مختلف الواجهات.
أريد بداية، على إثر رحيل المناضلة والقيادية الفذة، الأخت خديجة حمدي، أن أعبر باسمكم جميعاً عن عميق تأثرنا ومؤاساتنا وتعازينا إلى جماهير الشعب الصحراوي قاطبة وإلى عائلتها الصغيرة، وهي المرأة التي سخرت حياتها خدمة لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، فلم تبدل تبديلاً وسارت بإصرار وإخلاص ووفاء على ذلك الدرب المنير، سائلين لها العلي القدير واسع الرحمة والغفران، مع سائر شهيدات وشهداء القضية الوطنية، وفي مقدمتهم شهيد الحرية والكرامة، الولي مصطفى السيد والرئيس الشهيد محمد عبد العزيز.
الأخوات والإخوة،
ونحن نتطرق إلى جوانب الفعل الوطني، لا بد أولاً من توجيه تحية التقدير والإجلال إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي، وهم يواصلون عملهم القتالي البطولي ضد تمركزات جيش الاحتلال المغربي، في مختلف قطاعاته، مكبدين إياه الخسائر المتتالية، في الأرواح والمعدات والمعنويات. تحية إلى المقاتل الصحراوي، البطل المقدام، مثال الصدق والإخلاص ورمز الشجاعة والتضحية والوفاء.
نثمن الجهد الوطني في كل الجبهات ومستوى التنفيذ العام للبرامج والاستحقاقات المقررة خلال الفترة المنصرمة، في ظل تجاوب مشهود من جماهير شعبنا، في كل مواقع تواجدها، مع استمرار العمل على الواجهة الدبلوماسية والإعلامية والثقافية والقانونية وغيرها، وحضور القضية الوطنية على الساحة الدولية وتعزيز مكانة الجمهورية الصحراوية، العضو الفاعل في الاتحاد الإفريقي.
وهذه مناسبة لتذكير المنظمة القارية الإفريقية بضرورة تفعيل مقتضيات قانونها التأسيسي لإنهاء الاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي لأجزاء من تراب الجمهورية الصحراوية.
كما نحيي بحرارة نضالات جماهير انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية، وهي تواجه بعزم وثبات واقع الاحتلال الهمجي. إننا نحمل الأمم المتحدة المسؤولية الكاملة عن حماية المواطنين العزل في منطقة واقعة تحت ولايتها المباشرة، والإسراع في تنفيذ التزامها بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، بتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه، غير القابل للتصرف أو التقادم أو المساومة، في تقرير المصير والاستقلال.
كما نشدد على مطالبتها بوضع حد لسياسات دولة الاحتلال المغربي، القائمة على القمع والحصار والتضييق ضد كل فئات مجتمعنا، من رجال ونساء وشبان ومسنين، من عمال ومعطلين وطلبة، وطرد الصحفيين والمراقبين الدوليين ونهب الثروات الطبيعية والاستيلاء على أراضي وممتلكات المواطنين الصحراويين، وصولاً إلى عمليات الاغتيال الجبانة، بما في ذلك استهداف طائراتها المسيرة، المتعمد والإجرامي، لمدنيين عزل، من صحراويين ومن دول الجوار.
وإذ نوجه تحية خاصة إلى أبطال اقديم إيزيك وكل الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، نشيد بالمشاركة الواسعة، وطنياً ودولياً، في الداخل كما في الجاليات، في الحملة الوطنية والدولية لإطلاق سراحهم. كما نشيد بالوقفة الشجاعة للطلبة الصحراويين بالموقع الجامعي أغادير، وندين بأشد العبارات ما تعرضوا له من قمع وترهيب وحصار، مطالبين المنظمات الدولية، الطلابية والحقوقية، بالتدخل لوضع حد للممارسات الهمجية لدولة الاحتلال المغربي التي لم تستثن الحرم الجامعي.
الأخوات والإخوة،  
تُـعقد هذه الدورة في ظل ظروف إقليمية ودولية متقلبة، متوترة وحافلة بتطورات متسارعة، تنجم عنها تحديات بالغة الخطورة على العالم أجمع، أمنياً واقتصادياً واجتماعياً. وتزداد الخطورة في حالتنا ومنطقتنا، لتزامن هذه التطورات مع عمل ممنهج وتصاعدي ضد القضية الوطنية من طرف دولة الاحتلال المغربي، وعلى جبهات عديدة.
فهي تستهدف المساس بالوحدة الوطنية الصحراوية، ومحاولة زرع أسباب الفتنة والشقاق وضرب الأمن والسكينة، وصولاً إلى استهداف جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، ومحاولة تلطيخ سمعتها وتاريخها وقيادتها لكفاح تحرري، عادل ونظيف.
ولا تبخل دولة الاحتلال المغربي، في سبيل ذلك، بأخبث الأساليب، بما فيها الضخ المكثف والممنهج لسموم المخدرات وتكوين ودعم وتشجيع عصابات الجريمة المنظمة العابرة للحدود والجماعات الإرهابية، وعقد التحالفات المشبوهة وفتح الباب على مصراعيه لتمرير الأجندات التخريبية للقوى الاستعمارية والصهيونية في المنطقة.
وهنا، نذكر مرة أخرى بأن الجمهورية الصحراوية ترى نفسها جزءاً لا يتجزأ من منظومة أمنية، ضرورية، ملحة ومتكاملة، مع الأشقاء والأصدقاء والجيران وعلى المستوى القاري والدولي، لمواجهة التهديدات المحدقة بشعوبنا ومنطقتنا، والناجمة أساساً عن هذه الممارسات والسياسات العدوانية التوسعية لدولة الاحتلال المغربي.
وبالمناسبة، نوجه تحية خاصة إلى كل أنصار وحلفاء الكفاح العادل للشعب الصحراوي في العالم، وفي المقدمة الجزائر الشقيقة، بقيادة السيد الرئيس عبد المجيد تبون، على مواقف الدعم والمساندة الراسخة، انسجاماً مع مبادئ ثورة الأول من نوفمبر المجيدة وميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي. كما نجدد اعتزازنا بعلاقات الأخوة والجوار والصداقة والتعاون والتنسيق التي تجمع الشقيقة الجمهورية الإسلامية الموريتانية بالجمهورية الصحراوية.
الأخوات والإخوة،
إن هذه التطورات الخطيرة، على مختلف الواجهات، والهجمة الشرسة لدولة الاحتلال المغربي وأعوانها تتطلب منا جميعاً و، بشكل خاص، هذه الهيئة القيادية الأعلى ما بين مؤتمرين، أن نكون في مستوى اللحظة التاريخية. فالجميع مطالب بالمشاركة الواعية والمسؤولة، كل من موقعه، بعمله الميداني، أولاً وقبل كل شيء، ثم بمساهمته المرحب بها، عبر الأطر والقنوات التنظيمية المعروفة والمفتوحة أمام جميع مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
 
ولا شك أن شعبنا البطل العظيم سيكون، كما كان دائماً، في الموعد لرفع التحدي ومواجهة كل التحديات، بوعي وحماس ونضال مستميت وخاصة بمزيد من رص الصفوف في وحدة وطنية مقدسة شاملة لكل الصحراويات والصحراويين، في كل مواقعهم، وقاهرة لكل مؤامرات ودسائس العدو، والمضي على درب الوفاء لعهد الشهداء، حتى استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
على بركة الله ورجاء توفيقه، نفتتح الدورة العادية السابعة للأمانة الوطنية.

شكراً والسلام عليكم. تصعيد القتال لطرد الاحتلال واستكمال السيادة. (واص)

Share