Aller au contenu principal

رئيس الجمهورية يؤكد أن الاستقلال هو الحل الوحيد والأوحد للقضية الصحراوية

Submitted on

السمارة (مخيمات اللاجئين) 09 نوفمبر 2011 (واص)- أكد رئيس الجمهورية، السيد محمد عبد العزيز اليوم الاربعاء أنه "لا مجال لأي حل لنزاع الصحراء الغربية لا يلبي المطلب القانوني الشرعي لكل الصحراويين، ألا وهو الاستقلال الوطني".

 

" بعد كل هذه السنين، وبعد كل هذه الملاحم البطولية التي خاضها والتي سيخوضها الشعب الصحراوي، لم يعد هناك أي مجال لأي حل لنزاع الصحراء الغربية لا يلبي المطلب القانوني الشرعي لكل الصحراويين، ألا وهو الاستقلال الوطني"، يقول رئيس الجمهورية في كلمة له بمناسبة الذكرى الأولى لإقتحام مخيم أقديم إيزيك من طرف قوات الاحتلال المغربية.

 

وتوجه رئيس الدولة لكل أصدقاء وأشقاء الشعب الصحراوي في العالم بعبارات الشكر والتقدير والعرفان، مؤكدا لهم بأن الشعب الصحراوي متشبث بخياراته الوطنية، "وأن خيار المقاومة السلمية الشاملة اليوم لا يعني بأي حال من الأحوال إلغاء الكفاح المسلح، الذي يكفله ويشرعه ميثاق وقرارات الأمم المتحدة للشعوب المستعمرة، على غرار الشعب الصحراوي المظلوم".

 

وأشار رئيس الجمهورية إلى أن ذكرى أقديم إيزيك "هي دعوة مفتوحة إلى جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة والجاليات وفي كل مواقع تواجدها، إلى المزيد من رص الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية، والتصدي لمؤامرات ودسائس الغزاة المحتلين، وتصعيد وتنويع وتكثيف المقاومة ضد الوجود الاستعماري المغربي، حتى انتزاع النصر الأكيد، وجمع شمل الشعب الصحراوي، حراً مستقلاً سيداً فوق ترابه الوطني، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية".

 

وفي ما يلي النص الكامل للكلمة:

--------------

 

كلمة الأخ محمد عبد العزيز، رئيس الدولة، الأمين العام للجبهة، خلال الاحتفالات المخلدة للذكرى الأولى لملحمة اقديم إيزيك،

 

ولاية السمارة، 09 نوفمبر 2011

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الإخوة والأخوات

 

لا شك أنكم تدركون جميعاً مكانة هذا الحدث الذي نخلده اليوم، الذكرى الأولى لملحمة اقديم إيزيك، والذي لا يقل أهمية عن ملاحم تاريخية أخرى ومنارات في تاريخ كفاح الشعب الصحراوي، مثل انتفاضة الزملة في 17 يونيو 1970، وتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب في 10 ماي 1973 وإعلانها للكفاح المسلح في 20 ماي 1973 وإعلان الوحدة الوطنية في 12 أكتوبر 1975 وقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية في 27 فبراير 1976.

 

وأتوجه بالشكر للجميع على هذا الحضور الكبير وهذا الحماس الفياض الذي يليق بهذه المناسبة، وأود باسمكم جميعاً أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى كل الوفود الحاضرة معنا، والقادمة من بلدان عديدة، مثل إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وأستراليا وألمانيا وبلجيكا ومن الجزائر الشقيقة.

 

وبهذه المناسبة، أود أن نعبر عن تضامننا مع عائلات ضحايا العملية الإرهابية التي شهدتها مخيمات اللاجئين الصحراويين في 22 أكتوبر 2011، وأدت إلى اختطاف كل من المتعاونيين الأوروبيين،  الإسبانيين إينوا فيرناندث وإينريك غونيالونس، والإيطالية روسيلا  أورو.

 

لقد تعرض الشعب الصحراوي لإرهاب الدولة المغربية منذ احتلال الصحراء الغربية، ومن أمثلته المخجلة ما وقع في اقديم إيزيك، ولكن أصدقاءنا هؤلاء تعرضوا هم الآخرون، ونحن معهم لإرهاب من نوع آخر، وهم الآن رهائن ويعانون مثلهم مثل ضحايا إرهاب الدولة المغربية القابعين في السجون المغربية.

 

وإذ نجدد تضامننا معهم ومع عائلاتهم، فإننا نؤكد بأن جهودنا ستظل مكثفة ومتواصل حتى يتم تحريرهم بأسرع الآجال وعودتهم إلى عائلاتهم وذويهم.

 

الإخوة والأخوات

 

لقد مر عام كامل منذ ارتكاب دولة الاحتلال المغربية لجريمتها الشنعاء بحق المدنيين الصحراويين العزل، من خلال هجومها العسكري على مخيم اقديم إيزيك للنازحين الصحراويين ومدينة العيون، عاصمة وطننا المحتلة، في 8 نوفمبر 2010. ذلك الهجوم الذي خلف المئات من الضحايا ما بين شهداء وجرحى ومعتقلين، وأدى إلى تدمير وتخريب ممتلكات المواطنين الصحراويين، الذين يعيشون تحت وطأة احتلال همجي، يحرمهم من خيرات بلادهم الطبيعية، ويسعى إلى تركيعهم بالتفقير والتجويع والقمع الوحشي لثنيهم عن المطالبة بحقهم الطبيعي، غير القابل للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال.

 

ولكن السحر انقلب على الساحر، وتحول مخيم اقديم إيزيك إلى تظاهرة احتجاجية سلمية، سياسية واقتصادية واجتماعية، فريدة في العالم، صنعها في فضاء صحراوي فسيح أكثر من 30 ألف مواطن في أكثر من 8 آلاف خيمة، فاجتمعت فيها البساطة والأصالة والتواضع والعمق والتاريخ والثقافة والحضارة وحسن التنظيم والتسيير والإجماع والوحدة الوطنية والكفاح والمقاومة والصمود والتحدي.

 

وها هو الشعب الصحراوي يخلد، بكل فخر واعتزاز، الذكرى الأولى لمحلمة اقديم إيزيك، المتزامنة مع احتفالاته بذكرى الوحدة الوطنية، كمحطة مفصلية أخرى في معركته المقدسة، وكنبراس لشعوب العالم ومثال ساطع على قدرته على الخلق والإبداع والتنويع في أساليب الكفاح والمقاومة السلمية.

 

وبقدر ما أظهره ذلك التدخل من حقد دفين ووحشية عمياء لدى سلطات الاحتلال المغربية، وما كشفه من ارتباكها وتخبطها إزاء صمود وعناد الشعب الصحراوي وإصراره على انتزاع كل حقوقه المشروعة، بقدر ما رسخ القطيعة النهائية مع كل أشكال الوجود الاستعماري المغربي فوق الصحراء الغربية، وبالتالي جذر الرفض القاطع، اليوم وغداً وإلى الأبد، لأي وضع لا يتماشى مع الإرادة السيدة للشعب الصحراوي، والشعب الصحراوي وحده، في الحرية والاستقلال، والمعبر عنها بديمقراطية وشفافية، في استفتاء حر، عادل ونزيه لتقرير المصير، تشرف عليه الأمم المتحدة.

 

 

لقد تهاطلت رسائل التقدير والإعجاب من كل أنحاء العالم إزاء تلك التجربة الوطنية الصحراوية الخالصة، والتي عكست حراكاً عفوياً لصيقاً بالإنسان الصحراوي الذي لا يقبل، مهما كانت الظروف، بواقع الظلم والإذلال و، في الوقت نفسه، لا يتخلى عن قيمه ومثله وعاداته وتقاليده وحقه في العيش الحر الكريم. ولم يكن غريباً والحال هذه أن تتحول الخيمة، كرمز للأصالة والتميز وحامل لمعاني الوحدة وجمع الشمل، إلى عنصر شاحذ وحاضن للمقاومة الصحراوية.

 

وعلى عكس توقعات وحسابات الحكومة المغربية، التي أرادت، بعنجهيتها المألوفة، إقبار طموحات وأحلام الصحراويين، فإن ملحمة اقديم إيزيك، بكل ما حملته من تجليات انتفاضة الاستقلال المباركة، من المقاومة المستميتة ورفض الظلم والاحتلال ومن الانتشار والشمولية للجسم الوطني الصحراوي، تحولت إلى نقطة انعطاف تصعيدية وتأجيجية للانتفاضة، شحذت الهمم وعززت الوحدة والتماسك ورصت الصفوف لخوض مزيد من معارك الحرية والكرامة.

 

وسرعان ما قدمت مدينة الداخلة المحتلة، تلك البلدة الصغيرة المحاصرة، البرهان الساطع والدليل القاطع على تجذر روح المقاومة، ففاجأت المحتلين بهبة جماهيرية شاملة لكل أطياف المجتمع، وأظهرت زيف كل ادعاءات الاحتلال حول ما تشهده المدينة من استقرار ورخاء وخصوصية، وعكست حقيقة التلاحم الوطني بين كل مواقع تواجد الصحراويين، وبأنهم يتقاسمون الواقع المرير نفسه  ويشتركون الأهداف نفسها ويجمعهم المصير الواحد.

 

الأخوات والإخوة،

 

من بين ما ترتب عن جريمة الاحتلال في اقديم إيزيك ومدينة العيون اختطاف واعتقال المئات من المواطنات والمواطنين الصحراويين، بمن فيهم النشطاء الحقوقيون، وتعريضهم لأبشع أنواع التعذيب والترهيب والممارسات الحاطة من الكرامة البشرية.

 

وفي هذا اليوم الذي نحتفل فيه بمرور سنة على تلك الملحمة، لا يزال هناك مجموعة من 23 معتقلاً سياسياً صحراوياً تحتجزهم الحكومة المغربية قرب عاصمتها الرباط في سجن سلا رقم 2. إنهم ثلة من الأبطال الشجعان الذين نذروا أنفسهم وجهدهم ووقتهم من أجل الدفاع عن تمكين الشعب الصحراوي من التمتع بجميع حقوقه السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي مقدمتها الحق في تقرير المصير والاستقلال.

 

ورغم أنهم اختاروا عن وعي وقناعة انتهاج أسلوب المقاومة السلمية الحضارية، في إطار من احترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فإن الحكومة المغربية تعمد إلى تقديمهم إلى المحاكمة العسكرية.

 

وفي هذا اليوم، يدخل هؤلاء المعتقلون أسبوعهم الثاني من الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يخوضونه، ، احتجاجاً على ظروف اعتقالهم وللمطالبة بإنهاء تلك الوضعية غير القانونية وغير الأخلاقية التي تطيل أمد الاعتقال دون محاكمة مستوفية لشروط النزاهة والعدالة، وقد تدورت صحتهم بشكل ملحوظ، أمام التجاهل واللامبالاة التي تقابلهم بها الحكومة المغربية.

 

فإليهم، ومن خلالهم إلى 28 معتقلاً على إثر الهجوم المغربي على مدينة الداخلة وإلى يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، نتقدم بتحية التقدير والإجلال، ونؤكد لهم تضامن الشعب الصحراوي، في كل مواقع تواجده، ومؤازرته لهم في معركتهم البطولية المشروعة، وتشبثه بضرورة الإسراع بإطلاق سراحهم، بلا قيد ولا شرط، ومحاكمة مجرمي وجلادي الحكومة المغربية، الذين ارتكبوا أبشع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، بشهادة المنظمات الدولية المختصة، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان والعفو الدولية وهيومان رايت ووتش والخط الأمامي والجمعية المغربية لحقوق الإنسان وغيرها كثير.

 

وبهذه المناسبة، نترحم على أرواح شهيدات وشهداء قضيتنا الوطنية، وصولاً إلى آخر شهداء انتفاضة الاستقلال المباركة، ميشان محمد لمين  لحبيب، ونتضامن مع عائلة الشهيد سعيد دنبر الذي لا يزال تعنت سلطات الاحتلال المغربي يحول دون دفن جثمانه الطاهر، ونطالب بالإسراع بتلبية مطلبها المشروع في إجراء التشريح الطبي لكشف ملابسات تلك الجريمة، التي تتحمل الدولة المغربية المسؤولية الكاملة عنها.

 

وإلى الشعب المغربي الشقيق نقول بأن خيار الشعب الصحراوي في إقامة دولته المستقلة، الجمهورية الصحراوية، والتي لا رجعة فيها، لن يمثل أي تهديد لجيرانه واشقائه، بل هو تـأكيد ودعم لرغبته الصادقة في إحقاق السلام الحقيقي والدائم، والقائم على احترام إرادة الشعوب وحقها في الحرية وتقرير المصير والاستقلال، وعلى أساس الاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون بين كل بلدان وشعوب المنطقة لتحقيق طموحاتها المشروعة في بناء اتحاد مغاربي موحد ومستقر ومزدهر.

 

ولكل أصدقاء وأشقاء الشعب الصحراوي في العالم نتوجه بعبارات الشكر والتقدير والعرفان، ونؤكد لهم بأن الشعب الصحراوي متشبث بخياراته الوطنية، وأن خيار المقاومة السلمية الشاملة اليوم لا يعني بأي حال من الأحوال إلغاء الكفاح المسلح، الذي يكفله ويشرعه ميثاق وقرارات الأمم المتحدة للشعوب المستعمرة، على غرار الشعب الصحراوي المظلوم.

 

الإخوة والأخوات،

 

هذه الذكرى، مثل كل مناسبة وطنية، تمثل وقفة مع الذات لاستحضار مثل ومبادئ ثورة العشرين ماي الخالدة، وشحذ الهمم واستنهاض عوامل القوة والصمود، وبالتالي تكريس تلك المنطلقات والأهداف النبيلة التي حددتها، وفي مقدمتها الإيمان بالشعب والوطن وبالوحدة الوطنية لكل الصحراويين، أينما تواجدوا، ونهج كل أشكال المقاومة والكفاح المشروعة، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، كحركة وطنية شعبية مؤطرة ورائدة للشعب الصحراوي، حتى تحقيق هدفه الأسمى في الحرية والاستقلال.

 

هذه الذكرى إذن هي دعوة مفتوحة إلى جماهير شعبنا في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، في الأراضي المحررة ومخيمات العزة والكرامة والجاليات وفي كل مواقع تواجدها، إلى المزيد من رص الصفوف وتعزيز الوحدة الوطنية، والتصدي لمؤامرات ودسائس الغزاة المحتلين، وتصعيد وتنويع وتكثيف المقاومة ضد الوجود الاستعماري المغربي، حتى انتزاع النصر الأكيد، وجمع شمل الشعب الصحراوي، حراً مستقلاً سيداً فوق ترابه الوطني، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

 

دم الشهداء أمانة في عنق كل صحراوي وصحراوية. ومسؤولية الدفاع عن حقوق وخيارات الشعب الصحراوي واجب مقدس على كل مناضل ومناضلة. لا مجال للتراجع أو التخاذل أو الركوع.

 

بعد كل هذه السنين، وبعد كل هذه الملاحم البطولية التي خاضها والتي سيخوضها الشعب الصحراوي، لم يعد هناك أي مجال لأي حل لنزاع الصحراء الغربية لا يلبي المطلب القانوني الشرعي لكل الصحراويين، ألا وهو الاستقلال الوطني.

 

فلا وألف لا للحكم الذاتي، ونعم، ألف نعم لاستقلال الصحراء الغربية الحتمي الآتي

 

لا للتفرقة ولا لذبح شعبنا بالدافر، ونعم للوحدة الوطنية وتصعيد المقاومة السلمية،

 

لا للنهب المغربي لثرواتنا الطبيعية، ونعم لإطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين الصحراويين، والكشف عن مصير كل المفقودين الصحراويين لدى الدولة المغربية،

 

المجد والخلود للشهداء،

 

وكفاح شامل لفرض السيادة والاستقلال الكامل.