Aller au contenu principal

رئيس الجمهورية لبان كي مون:لم يكن ذنب "البكاي العرابي" سوى دفاعه عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي و المشاركة في مخيم كديم ايزيك الاحتجاجي (نص رسالة)

Submitted on

بئر لحلو 18 سبتمبر 2012 (واص)- نبه رئيس الجمهورية، الامين العام لجبهة البوليساريو، محمد عبد العزيز، الامين العام الاممي بان كي مون الى أن اعتقال سلطات الاحتلال المغربي للمواطن الصحراوي "البكاي العرابي" و عزمها على تقديمه للمحاكمة العسكرية لم يكن سوى "لدفاعه عن حق تقرير مصير الشعب الصحراوي و المشاركة  في مخيم كديم ايزيك الاحتجاجي "

 

و فيما يلي نص الرسالة التي بعث بها رئيس الجمهورية الى بان كي مون أمس الاثنين:

 

بئر لحلو، 17 سبتمبر 2012

السيد بان كي مون،

الأمين العام للأمم المتحدة،

نيو يورك

 

السيد الأمين العام،

تواصل الدولة المغربية انتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، وتصر على المضي في سياساتها الاستعمارية والترهيبية تجاه المواطنين الصحراويين المسالمين العزل.

 

وفي الوقت نفسه الذي كنا نبلغكم فيه بمضيها في قرارها المجحف بتقديم مجموعة من النشطاء الحقوقيين الصحراويين إلى المحكمة العسكرية، كانت سلطات الاحتلال المغربي تستكمل إجراءات تحويل المواطن الصحراوي البكاي العرابي إلى السجن المحلي بمدينة سلا، قرب العاصمة المغربية الرباط، لتلحقه بنفس تلك المجموعة، ولتقرر بالتالي تقديمه هو الآخر إلى المحكمة العسكرية.

 

وعلى غرار تلك المجموعة، لم يرتكب البكاي العرابي أي ذنب سوى دفاعه عن الحقوق التي يكفلها ميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها حق الشعب الصحراوي في الحرية وتقرير المصير والاستقلال، عبر استفتاء حر، عادل ونزيه. ولم تجد سلطات الاحتلال مبرراً لاعتقاله يوم 9 سبتمبر 2012، في مدينة الداخلة الصحراوية المحتلة، ونقله مكبل اليدين في مروحية إلى المطار العسكري لمدينة القنيطرة المغربية، سوى كونه من المواطنين الذين أقاموا في مخيم اقديم إيزيك للنازحين الصحراويين الذي تعرض لهجوم عسكري مغربي في 8 نوفمبر 2012.

 

السيد الأمين العام،

بمثل هذا العمل العدواني، فإن سلطات الاحتلال المغربي تصر إذن على أن تمارس الترهيب والترويع تجاه المواطنين الصحراويين، بل وتسعى لأن تحول اقديم إيزيك من فعالية شعبية صحراوية سلمية إلى شبهة ولعنة تلاحق بها كل صحراوي يعلن تشبثه بحقوقه الوطنية المشروعة.

 

وكمثال على هذه السياسة المغربية القمعية المشددة، نورد في هذه الرسالة ما تعرضت له تظاهرة سلمية نظمها مجموعة من المواطنين، المنضوين في إطار تنسيقية اقديم إيزيك، ضحايا القمع والتهميش، في مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، حيث تعرضوا لهجوم وحشي عنيف من طرف مختلف تشكيلات القوات المغربية، العسكرية والمدنية،  التي استخدمت العصي والهراوات والحجارة ضد النساء والشيوخ وحتى ذوي الاحتياجات الخاصة.

 

وقد أوقع هذا التدخل، مثل سابقيه، العديد من الضحايا بإصابات متفاوتة الخطورة، من بينهم : الدية سيدي احمد  ـ  خديجة الحنافي  ـ السالكة اندور  ـ الموساوي هيدالة  ـ الزينة السراخ  ـ عبداتي الدية  ـ  لارباس الذهبي  ـ لا لة سلم لخليفي  ـ بوتنكيزة علالي  ـ ارجدال امباركة  ـ  السلامي  ـ  الذهبي لارباس  ـ الدية نفعي  ـ الموساوي الدية  ـ  اعلي سالم بوبيت  ـ الفيلالي عبد الله ـ فالة الشتوكي  ـ الزينة السراخ  ـ خليهن الغزواني  ـ  سيدي أحمد البارية  ـ  سليمان اجدي.

كما تعرض الأب النقابي سيد أحمد الدية للضرب والاعتداء والمطاردة، ولاحقته قوات الاحتلال مع بقية المتظاهرين بأقبح النعوت والشتائم.

 

السيد الأمين العام،

يحدث كل هذا والمعقتلون السياسيون الصحراويون في السحون يعانون من أوضاع مأساوية، تزداد صحتهم تدهوراً يوماً بعد يوم، وتمارس عليهم شتى أصناف الإهانة والترهيب والتجاهل والاحتقار. وفي هذه الرسالة نذكركم بحالة المعتقل السياسي يحي محمد الحافظ إيعزة، الذي حكمت عليه سلطات الاحتلال المغربي، ظلماً وعدواناً، بخمسة عشر سنة سجناً نافذة، فقط لأنه أعلن موقفه المبدئي من ضرورة التطبيق العاجل للشرعية الدولية في الصحراء الغربية، عبر تمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه الدولي المقدس في تقرير المصير والاستقلال.

 

 يحي محمد الحافظ إيعزةناشط حقوقي، متزوج وأب لثلاثة أطفال، والده مكفوف ومعاق ووالدته مريضة بالسكرى، تعرض لعمليات اختطاف واعتقال متكررة، آخرها سنة 2008، وخاض العديد من الإضرابات عن الطعام، احتجاجاً على ظروف الاعتقال والمعاملات الحاطة من الكرامة البشرية، آخرها الإضراب الذي لا زال مستمراً، والذي شرع فيه منذ العاشر من الشهر الجاري، مما جعل وضعيته الصحية المتدهورة تتفاقم بشكل مقلق.

 

السيد الأمين العام،

هذه الحالات تقدم مثالاً حياً لواقع مرير، تطغى عليه انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان مرتكبة من طرف دولة الاحتلال المغربي في الصحراء الغربية، والتي لا تكتفي بعرقلة الجهود الأممية لحل النزاع الصحراوي المغربي، بل تمعن في تعريض المواطنين الصحراويين للاختطاف والاعتقال والتعذيب والترهيب، ولكنها تصر، في القرن الحادي والعشرين، على تقديم مدنيين مسالمين أمام المحكمة العسكرية.

 

ومن هنا، فإننا نجدد المطالبة بتدخلكم العاجل من أجل وضع حد لهذه الممارسات الخطيرة التي تحدث فوق إقليم لم يتمتع بحق تقرير المصير، واقع تحت مسؤولية الأمم المتحدة، وبالتالي إنفاذ ما ورد في تقريركم  وقرار مجلس الأمن الدولي لشهر أبريل 2012 بشأن تمكين بثعة المنورسو من القيام بمهمتها بكل حزم وشفافية واستقلالية، لتنظيم استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي وحماية حقوق الإنسان في الصحراء ومراقبتها والتقرير عنها.

 

إن جهود الحل السلمي العادل للنزاع الصحراوي المغربي، والتي تتعرض لعرقلة متعمدة وممنهجة من الطرف المغربي،  ينبغي أن تترافق مع الإيقاف الفوري لعمليات النهب المكثف التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربي في حق الثروات الطبيعية الصحراوية وإزالة الجدار العسكري المغربي الفاصل وإطلاق سراح يحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين، والكشف عن مصير أكثر من 651 مفقوداً صحراوياً لدى الدولة المغربية، منذ احتلالها العسكري للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975.

 

و تقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى آيات التقدير والاحترام

 

         محمد عبد العزيز،

 الامين العام لجبهة البوليساريو

090/091     واص