تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة خلال اختتام اشغال المؤتمر الرابع لاتحاد الطلبة

نشر في

ولاي العيون ، 08 أغسطس 2022 (واص) - القى رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم كلمة خلال اختتام اشغال المؤتمر الرابع لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب ، تتطرق فيها الى اوجه الكفاح الوطني. وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
كلمة الأخ ابراهيم غالي، رئيس الجمهورية والامين العام للجبهة، بمناسبة اختتام أشغال المؤتمر الرابع لاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب.
ولاية العيون، 08 غشت 2022.
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها المؤتمرات، أيها المؤتمرون،
الحضور الكريم،
إنها لمناسبة متميزة أن نحضر اليوم مع هذا الجمع الشباني والطلابي في اختتام أشغال المؤتمر الرابع للاتحاد الوطني لطلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب. يغمرنا شعور بالسعادة والارتياح ونحن نرى أبناءنا وبناتنا الطلبة الصحراويين وهم ينظمون بنجاح أشغال هذا الحدث البارز، باقتدار وكفاءة ورزانة، كمحطة وطنية أخرى على درب المسيرة الكفاحية لشعبنا من أجل الحرية والاستقلال.
وننتهز السانحة هنا لنهنئ رئاسة المؤتمر على تسييرها المتميز لمختلف محطاته، وصولاً إلى نجاح الاستحقاق. والشكر موصول إلى كل الجهات الوطنية المعنية بالإشراف والتنظيم، وخاصة اللجنة التحضيرية، وإلى جماهير وسلطات ولاية العيون المضيافة.
ولا يفوتنا أن نشيد بالمجهودات والإنجازات التي تحققت خلال العهدة المنصرمة،  سواء على الواجهة الداخلية وانخراط المنظمة في البرامج والاستحقاقات الوطنية المختلفة، وخاصة فيما يتعلق بالعمل على دعم جيش التحرير الشعبي الصحراوي بالمؤهلات والقدرات المادية والبشرية النوعية، أو فيما يخص البرامج الصيفية، أو في الحضور الخارجي للقضية الوطنية، دبلوماسياً وإعلامياً. كما نتمنى كل التوفيق والنجاح للمناضلات والمناضلين الذين سيتولون، تكليفاً لا تشريفاً، مسؤولية العهدة الجديدة.
المنظمة الطلابية الصحراوية، كرافد من روافد التنظيم الوطني الطلائعي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، ترفع الستار اليوم عن محطة جديدة واعدة بمزيد الكفاح والنضال، وتأكيد المشاركة والدور المحوري للطلبة الصحراويين في معركة التحرير الوطني.
وليس هذا بالأمر الغريب، لأن وجود الطلبة الصحراويين في طليعة الكفاح الوطني التحرري الذي تقوده الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب هو حقيقة تاريخية ومصدر فخر واعتزاز وتميز للثورة الصحراوية. فلقد توزع الطلبة الصحراويون منذ الانطلاقة الأولى للحرب التحريرية، مع بقية فئات ومكونات المجتمع، على مختلف الجبهات والواجهات، وفي مقدمتها جيش التحرير الشعبي الصحراوي، أين سجلوا أروع دروس البطولة والتضحية والمثالية وقدموا قوافل الشهداء البررة الكرام.
وكما كان الفقيد محمد سيد إبراهيم بصيري، وهو حديث العهد حينها بعالم الطلبة، في مقدمة ركب المقاومة ضد الوجود الاستعماري الإسباني، كان الطلبة الصحراويون فور إعلان الكفاح المسلح، سواء في الأراضي المستعمرة أو في الديار الإسبانية والأوروبية أو في بلدان الجوار عامة، سباقين للالتحاق بصفوف الثورة والانخراط في شتى المهام والمسؤوليات. لقد كانوا حاضرين بقوة وفعالية في مجالات حيوية كثيرة، على غرار التعليم والصحة والإعلام والعمل الخارجي وغيرها.
ولا أدل على هذا الحضور الميداني المبكر من أن مفجر الثورة، شهيد الحرية الكرامة، الولي مصطفى السيد، قد انتقل مع رفاقه، من أمثال الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز وغيره، من مقاعد الدراسة، ليدعموا مراتب العلم والمعرفة والتحصيل بمراتب المجد والشهادة والخلود.
ولا بد أن نتوقف هنا وقفة ترحم وإجلال على أرواح شهيدات وشهداء القضية الوطنية عامة، ونتوجه بتحية ملؤها التقدير والإجلال إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي الميامين، الذين يواصلون اليوم درب الكفاح والمقاومة والصمود على عهد أولئك البررة الكرام، حتى بلوغ أهداف شعبنا في الحرية والاستقلال.
ومن لا يتذكر بفخر وتقدير دور الطلبة الصحراويين في تفجير وقيادة انتفاضة الاستقلال، منذ بواكيرها الأولى في تسعينيات القرن الماضي إلى اندلاعها في 21 ماي 2005؟ لقد كانت صور الطلبة الصحراويين في الجامعات والمعاهد المغربية مثالاً خالداً على روح التضحية والبطولة والرفض والتحدي للغزاة الغاصبين، وتأكيداً على تجذر الوعي الوطني الصحراوي في الأجيال الصحراوية، رغم كل أساليب القمع ومحاولات الاستيلاب واستهداف الهوية الصحراوية، والمساعي العبثية لكسر إرادة شعبنا المتأصلة في التحرر والانعتاق.
وبالمناسبة، نتذكر بكل التقدير والتضامن والمؤازرة مجموعة الصف الطلابي وكل الأسرى المدنيين الصحراويين في السجون المغربية، وفي مقدمتهم أسود ملحمة اقديم إيزيك، ومن خلالهم إلى كل عائلاتهم وكل بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال في الأرض المحتلة وجنوب المغرب.
أيتها المؤتمرات، أيها المؤتمرون،
الحضور الكريم،
أود أن أنتهز السانحة لأتوجه بالشكر والتقدير لكل الوفود المشاركة، من الحركة الطلابية  وغيرها، التي أبت إلا أن تشارك الطلبة الصحراويين مؤتمرهم هذا، مشيداً بشكل خاص بالندوة التضامنية الطلابية الدولية التي أصبحت تقليداً يرافق هذا الاستحقاق، ويعكس قوة العلاقات بين المنظمة ونظيراتها في الحركة الطلابية العالمية.
وأود بهذا الخصوص أن أحيي بحرارة وامتنان وعرفان وفد الجزائر الشقيقة، التي قدمت للعالم أجمع أسطع نبراس على التشبث بالمبادئ والقيم النبيلة التي تجد مرجيعتها في ثورة الأول من نوفمبر المجيدة وميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وتجد تجسيدها في موقف الدعم والمساندة والتأييد لكفاحات الشعوب والبلدان المستعمرة وحقها في تقرير المصير، وفي مقدمتها الشعب الصحراوي.
كما أننا نثمن موقف إفريقيا التي احتضنت القضية الصحراوية العادلة، ونطالب الاتحاد الإفريقي بتفعيل كل الإجراءات اللازمة لفرض الاحترام الكامل لقانونه التأسيسي، وخاصة احترام الحدود الموروثة غداة الاستقلال، ومن ثم إنهاء الاحتلال العسكري اللاشرعي من طرف دولة عضو في المنظمة القارية، المملكة المغربية، لأراضي بلد عضو آخر، الجمهورية الصحراوية، وبالتالي القضاء على آخر مظاهر الاستعمار في القارة الإفريقية.
أيتها المؤتمرات، أيها المؤتمرون،
الحضور الكريم،
في السنوات الأخيرة، شهدنا انحرافاً خطيراً في عملية التسوية السلمية للنزاع المغربي الصحراوي، ساهمت فيه أطراف معروفة على مستوى مجلس الأمن الدولي، شجعت ولا تزال سياسة العرقلة الممنهجة من طرف دولة الاحتلال المغربي.
وقد بلغ التعنت المغربي، وفي ظل صمت مريب على مستوى الأمم المتحدة، حد النسف الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار منذ 13 نوفمبر 2020، وتصعيد دولة الاحتلال المغربي لسياساتها التوسعية العدوانية الاستعمارية، من قمع وحصار ونهب للثروات الطبيعية وتنظيم لأنشطة وفعاليات غير قانونية، سواء أكانت سياسية أواقتصادية أوثقافية أو رياضية أوغيرها، على الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية.
وقد جاء استنئاف الكفاح المسلح كرد مشروع، فرض على شعبنا للتعاطي مع هذه التطورات الخطيرة، وتجسد خاصة في في تلك الهبة الشعبية العارمة، بمشاركة جميع فئات ومكونات المجتمع، وفي مقدمتها الشباب والطلبة، الذين سارعوا للانخراط في صفوف جيش التحرير الشعبي الصحراوي.
ومثلما كان الشأن دائماً، فالطلبة الصحراويون سيكونون اليوم وغدا في قلب المعركة المصيرية. فالشباب عامة، والطلبة خاصة، هم منبع للإبداع والسبق والتميز، ليس فقط في مجال التحصيل والعلم والأفكار، ولكن أيضاً في ميادين البطولة والتضحية والعطاء، وقد قدموا في ذلك أروع وأصدق الأمثلة والنماذج والبراهين.
فشعبكم وبلدكم وتنظيمكم الوطني الثوري يضعون فيكم كامل الثقة والأمل، في سياق قيادة معركة وجودية شاملة، لا تتوقف عند مهمة استكمال التحرير كأولوية أولى، ثم بناء مؤسسات الدولة الصحراوية، بل تمتد إلى التغيير الإيجابي والبناء، للارتقاء بالمجتمع إلى مصاف المجتمعات المتطورة، مع التمسك بمقومات هويته الوطنية.
الطلبة نخبة في المجتمع، ودورهم محكوم بمستوى متميز، يجب أن ينعكس في سمو الأفكار وعمق الطرح والنوعية في الاهتمامات والوعي والمسؤولية والجدية، في انسجام مع المستوى الفكري والثقافي والمعرفي، من جهة، ولكن أيضاً مع الانتماء العقائدي لمشروع وطني تحرري وثورة عظيمة وشعب جبار، بقيادة تنظيمه الطلائعي، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
الحرب التحريرية الوطنية بواقعها المتجدد وتطوراتها وجبهاتها الواسعة تتطلب القدرات والكفاءات الموجودة لدى الطلبة الصحراويين، للمساهمة، ليس فقط في المواجهة الميدانية المباشرة، ولكن أيضاً في التصدي لسياسات العدو ومؤامراته وحروبه النفسية واستغلاله المتزايد للتكنولوجيات المتطورة ولجوئه إلى التحالفات الخبيثة، واستهدافه لشبابنا ولجبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية.
عليكم أن تستحضروا بافتخار وتقدير تضحيات الآباء والأمهات، الإخوة والأخوات الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل الشعب والوطن والقضية الوطنية، من أجلكم أنتم ومن أجل أجيال الشعب الصحراوي المتلاحقة التي رضعت من ثدي الثورة والحرية والعزة والكرامة والأنفة والكبرياء، والتي لا يمكن أبداً أن ترضى بالذل والهوان، وستبقى عصية على الخنوع والاستسلام، مصرة على انتزاع حقوق شعبنا المشروعة في استكمال سيادة دولته على كامل ترابه الوطني.
الطلبة الصحراويون، جنود للتحرير وقوة للبناء
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية،             
شكراً والسلام عليكم،
(واص)
موفد " واص " إلى ولاية العيون