في الذكرى الـ 6 لرحيل الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز " القائد الذي عزز الصفوف وأرهب العدو " (عبد القادر الطالب عمر)

الجزائر، 30 ماي 2022 (واص) - وصف السفير الصحراوي بالجزائر، عضو الأمانة الوطنية السيد عبد القادر الطالب عمر، الرئيس الراحل محمد عبد العزيز بالقائد الذي عزز الصفوف داخل جبهة البوليساريو و أرهب العدو المغربي الذي أجبر على التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار في 1991.
و في حوار مع "وأج" بمناسبة الذكرى السادسة لوفاة محمد عبد العزيز، أشاد السفير، الذي شغل منصب الوزير الأول في حكومة الرئيس الراحل، بإنجازات الأخير، الذي كانت له "قدرة كبيرة على التحمل و الصبر و العمل المتواصل ليلا و نهارا و القدرة على اتخاذ القرارات في أصعب المواقف، مع الحرص على العمل مع الجميع بشكل منسجم و منتظم و الإحترام الصارم للقوانين".
وقال الدبلوماسي الصحراوي أنه "كان للرئيس الراحل الفضل الكبير في بناء هيئات منسجمة و متكاملة، أساسها مشاركة جميع الأطر، كما كان يحرص على وحدة القاعدة و فتح أبواب الإتصال معها، من خلال الندوات و المؤتمرات والملتقيات".
وهذا ما جعل من جبهة البوليساريو، يضيف، "تنظيما شعبيا سياسيا استطاع الصمود و الإستمرار، رغم مخططات الإحتلال و مؤامرته التي كانت تهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية الصحراوية، عن طريق خلق حركات موازية"، لكن الإحتلال "فشل فشلا ذريعا".
وأشار في هذا الإطار إلى أنه في عهد الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، "تعززت صفوف التنظيم الذي لم يعد مقتصرا على الأراضي المحررة و مخيمات اللجوء، بل انتقل إلى الأراضي المحتلة، حيث أصبح الصحراويون ينظمون المسيرات المناهضة للإحتلال رغم القمع، كما تم تنظيم الجاليات الصحراوية في المهجر، والتي عملت على التحسيس بالقضية الصحراوية و التعريف بها لدى الرأي العام الدولي".
وتابع يقول : "تحت قيادة محمد عبد العزيز، ترسخت الهوية الصحراوية و تعززت اللحمة الوطنية، وذاع صيت القضية الصحراوية في المحافل الدولية".
كما استذكر عبد القادر الطالب عمر، الإنجازات التي تمت في فترته كقائد عسكري، قائلا: "لقد ركز على بناء جيش قوي ماديا و بشريا".
"تجربة تنظيمية فريدة من نوعها"
وبخصوص معركة بناء الدولة الصحراوية، أوضح الدبلوماسي أن هياكل الجمهورية الصحراوية توسعت إلى مختلف المجالات، من سلطة تنفيذية و تشريعية وقضائية، كما تم توسيع التمثيليات الدبلوماسية في الخارج إلى حدود 50 تمثيلية، ناهيك على أن دائرة الإعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية أخذت تتوسع يوما بعد يوم.
وذكر السفير الصحراوي بالجزائر أن الرئيس الراحل "ترك تجربة تنظيمية فريدة من نوعها، ما جعل من انتقال السلطة بعد رحيله سلسا عكس ما كان الإحتلال المغربي يمني به نفسه"، كما ترك "إرثا ماديا و معنويا يشكل قوة دفع للشعب الصحراوي في مواجهة كل مخططات نظام المخزن".
وأوضح في هذا السياق أن المغرب "اعتمد منذ 2017 استراتيجية جديدة، بعد عودته إلى الإتحاد الإفريقي ومحاولته تصعيد الهجوم لفرض إحتلاله في الصحراء الغربية كأمر واقع، كما حاول الإستقواء باعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب له بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية، و فتح قنصليات، لإخراج القضية الصحراوية عن إطارها القانوني كقضية تصفية استعمار، لكنه فشل".
وأبرز أن ردة فعل الشعب الصحراوي كانت قوية ضد "كل المخططات الشيطانية للإحتلال، حيث استأنف الكفاح المسلح، وهو يخوض اليوم حرب استنزاف كبدت جيش العدو خسائر كبيرة، رغم تحالفه مع الكيان الصهيوني ".
كما فشل النظام المغربي- يضيف عبد القادر الطالب عمر - في فرض هذه السياسة على الساحة الدولية، "رغم أسلوب الإبتزاز و الكذب و شراء الذمم"، مستدلا بما حدث مؤخرا مع مدريد، و خروج رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، عن الإجماع الدولي بخصوص حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
ونبه في هذا الإطار إلى أن سانشيز لم يجن من تجنيه على الشعب الصحراوي و الشرعية الدولية، إلا العزلة الداخلية بعد أن أعلن برلمان بلاده، الخميس الماضي، رفضه من جديد لهذا الموقف.
وخلص ذات الدبلوماسي في الأخير إلى أن الإحتلال المغربي لم يجن من "سياساته العرجاء داخليا و خارجيا إلا المشاكل"، قائلا : "الجبهة الداخلية للمغرب تصدعت بعد اتساع دائرة الرفض للتطبيع، و ايضا للوضع الاقتصادي و الاجتماعي، بالإضافة الى ازمته مع المجتمع الدولي، الذي مازال يتمسك بالشرعية الدولية، رغم تقاعس الامم المتحدة في منح الشعب الصحراوي حقه في الحرية و الاستقلال". (واص)
090/105/700.