تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة خلال اشغال الملتقى الوطني الأول للقرآن الكريم

نشر في

الشهيد الحافظ ، 10 مارس 2022 (واص) - القى رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي كلمة اليوم الخميس خلال إشرافه على إفتتاح أشغال الملتقى الوطني للقرآن الكريم. المنعقد بولاية ولاية آوسرد، 10 مارس 2022.
وفيما النص الكامل للكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
" كِــتَـابٌ أَنــزَلــْنَــاهُ إِلــَــيْـــكَ مُـبَـارَكٌ لِـــيَـــدَّبَّــرُوا آيَـاتِــهِ وَلِــيَــتَــذَكَّـــرَ أُولُـــو الْأَلْــبَـابِ "
صدق الله العظيم
أيها الحضور الكريم،
إنه لمصدر اعتزاز أن يلتئم اليوم هذا الجمع الصحراوي الموقر في الملتقى الوطني للقرآن الكريم. إنها مبادرة رائعة تستحق كل الإشادة والتنويه، لما يكتسيه الموضوع من مكانة سامية في وجدان مجتمعنا وهويته، في وجوده وكينونته، في ماضيه وحاضره ومستقبله.
أتوجه بالتهنئة إلى كل المساهمين والمشاركين في هذا الملتقى على نجاح التجربة، وما شهدناه من عروض ونقاشات عميقة وهادفة، تنم عن وعي ومسؤولية وإدراك لحجم التحديات التي يواجهها شعبنا في هده المرحلة من كفاحه المشروع من أجل الحرية والاستقلال.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أتوجه بالتحية والشكر للسادة الأئمة والمقرئين، مهنئاً على ما تحقق من نتائج في مجال تعلم والقرآن وتعليمه، في سياق وظروف فصلتها الوثيقة المقدمة للملتقى من طرف الوزارة المنتدبة للشؤون الدينية، وتجسدت في هذا العدد من المجازين في القرآن وحفظته، والله نسأل أن تكلل جهود القائمين على هذا الملف بمزيد من الثمار الطيبة المباركة.
إنه لدور عظيم ومسؤولية كبيرة تقع على عاتقنا جميعاً، وعلى الأئمة والعاملين في مجال الشؤون الدينية عامة، بالنظر إلى ضرورة العمل معاً، في وحدة وتناسق وانسجام، لتعليم وتربية شعبنا وفق أسس سليمة، تراعي مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، بوسطية واعتدال، تركز قبل كل شيء على تغليب الحكمة وتوحيد الروئ والابتعاد تماماً عن كل انحراف أو فهم سقيم، لا يقود إلا إلى الخلاف المدمر والتنافر المخرب.
نحن مطالبون بتحمل المسؤولية في حماية الوحدة الوطنية لشعبنا، في مواجهة مؤامرات ودسائس الأعداء المتربصين. مطالبون جميعاً بتحصين مجتمعنا بالتصدي للآفات أو الانحرافات أو الفتن والخلافات التي تمس من قيم شعبنا وتماسك نسيجه الاجتماعي، واستنفار كل سبل الحكمة والموعظة الحسنة وتعزيز أواصر المحبة والمودة والأخوة، كأهداف سامية لديننا الحنيف، دعا إليها العلي القدير، فصلها في كتابه القرآن الكريم، وبلغها رسوله الأمين، عليه أزكى الصلاة والسلام.
لا بد لنا، أيها الأئمة الفضلاء، والقائمون على الخطاب عامة، من جعله منسجماً ومترافقاً مع الواقع الاستثنائي والخاص الذي يعيشه شعبنا. لا بد له أن يركز على معالجة القضايا حسب الأولوية، ويتعاطى مع التحديات التي تفرضها المرحلة، والانشغالات الحقيقية الراهنة. وإن استئناف الكفاح المسلح، منذ 13 نوفمبر 2020، يطرح بحدة واجب التعبئة والتجنيد داخل المجتمع ليكون في مستوى اللحظة ومتطلبات المرحلة.
إنها متطلبات ليس أقلها استنهاض همم الرجال من أجل الالتحاق زرافات ووحداناً بجيش التحرير الشعبي الصحراوي، في سبيل الله، دفاعاً عن الوطن وعن الشعب وعرضه وشرفه وكرامته وحريته.
وفي هذا المحفل المبارك، نترحم على كل شهداء شعبنا البررة، وفي مقدمتهم مفجر الثورة، الولي مصطفى السيد والرئيس الشهيد محمد عبد العزيز، وبمن فيهم ثلة من إخوانكم الأئمة، تقدموا بكل إيمان وشجاعة إلى ميادين العز والشرف والإباء. وفي الوقت نفسه، نستحضر بتضامن ومؤازرة أهالينا في الأرض المحتلة، وندين بأشد عبارات الإدانة ما يتعرضون له، وخاصة النساء الصحراويات الماجدات من أمثال سلطانة خيا ورفيقاتها، من بطش وتنكيل وحشي من طرف دولة الاحتلال المغربية.
نختتم اليوم هذا الملتقى المبارك وكلنا ثقة في عزمكم، بإذن الله تعالى وعلى بركته، على المضي في هذا العمل الخير النبيل، وتحمل المسؤولية في تكوين جيل جديد من حفظة القرآن الكريم، ومن ثم من المقرئين والأئمة، يكونون مرجعية موثوقة، مستنيرة وآمنة لهذا المجتمع.
وإن الدولة الصحراوية عازمة من جهتها على بذل كل الجهود الممكنة لإنجاح هذا المسعى، وتنفيذ البرامج التي سطرتها الحكومة بهذا الخصوص، في سياق تطبيق مقررات المؤتمر الخامس عشر للجبهة ذات الصلة.
وفقنا الله جميعاً إلى ما يحبه ويرضاه، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته . (واص)
090/105/500