تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

جبهة البوليساريو تستنكر صمت الأمم المتحدة إزاء الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الصحراويين في المناطق المحتلة

نشر في

نيويورك (الأمم المتحدة)، 19 فبراير 2022 (واص) - عبرت جبهة البوليساريو عن استنكارها أمام الصمت الذي تنتهتجه الأمم المتحدة إزاء الجرائم المرتكبة في حق المدنيين الصحراويين بالمدن المحتلة من الصحراء الغربية.
جاء ذلك في رسالة بعثها اليوم عضو الأمانة الوطنية ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، الدكتور سيدي محمد عمار، إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو غوتيريش، وإلى الممثل الدائم للاتحاد الروسي ورئيس مجلس الأمن الحالي، السفير فاسيلي نيبينز، عبر فيها عن إدانة السلطات الصحراوية الشديدة للأعمال الإجرامية المتواصلة التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين في المناطق الصحراوية المحتلة التي كان من آخر فصولها جريمة الاغتيال البشع التي تعرضها لها المواطن الصحراوي لحبيب اغريشي في مدينة الداخلة المحتلة.
واستنكرت الرسالة من جديد صمت الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن إزاء الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان، مؤكدة على أن الحديث عن إعادة إطلاق عملية السلام هو حديث لا معنى له في وقت يتعرض فيه المدنيون الصحراويون لجرائم وفظائع يندى لها الجبين وبينما تواصل دولة الاحتلال المغربية فرض نظامها الإرهابي على الأراضي الصحراوية المحتلة في ظل استمرار صمت الأمم المتحدة المطبق وغير المبرر.
وفيما يلي النص الكامل للرسالة التي توصلت وكالة الأنباء الصحراوية بنسخة منها:
السيد أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة
الأمم المتحدة، نيويورك
نيويورك، 19 فبراير 2022
السيد الأمين العام،
 
بناء على تعليمات من سلطات بلدي، أكتب إليكم من جديد بإلحاح وقلق بالغ لأسترعي انتباهكم وانتباه أعضاء مجلس الأمن إلى الأعمال الإجرامية المتواصلة التي تقوم بها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين في المناطق الصحراوية الواقعة تحت الاحتلال المغربي العسكري غير الشرعي.
وكما نبهنا من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، وحتى وقت كتابة الرسالة، لا تزال مدينة الداخلة المحتلة تشهد مظاهرات شعبية عارمة للتنديد بجريمة الاغتيال البشع التي تعرض لها المواطن الصحراوي لحبيب اغريشي وبالجرائم البشعة التي يتعرض لها يومياً المدنيون الصحراوين من كافة الأعمار على أيدي مختلف أجهزة القمع والبلطجية التابعين لدولة الاحتلال المغربية.
كما خرج المئات من المواطنين الصحراويين في كبرى المدن الصحراوية المحتلة للتضامن مع عائلة لحبيب اغريشي وللتعبير عن رفضهم القوي للاحتلال المغربي وممارساته الاستعمارية في المناطق الصحراوية المحتلة.
إن جبهة البوليساريو لتدين من جديد بأشد العبارات الممكنة الجريمة البشعة التي تعرض لها المواطن الصحراوي لحبيب اغريشي والضغوط التي تمارسها سلطات دولة الاحتلال المغربية على عائلة القتيل لمنعهم من المطالبة بفتح تحقيق في ملابسات اختفاء ابنهم ومعاقبة الجناة بعد أن ثبت بالدليل الملموس تورط أجهزة دولة الاحتلال ومحاولتها إخفاء أدلة الإدانة للتغطية على جريمتها النكراء.
كما تستنكر جبهة البوليساريو من جديد صمت الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن إزاء الجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان، وانتهاكاتها المستمرة لقواعد القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي في الصحراء الغربية المحتلة على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة وبعثتها في الإقليم.
وكما تم التأكيد عليه في مراسلات سابقة، فإن الأمم المتحدة وأجهزتها ذات الصلة تتحمل مسؤولية خاصة تجاه شعب الصحراء الغربية كإقليم خاضع لعملية تصفية الاستعمار، وهي المسؤولية التي ما فتئت الجمعية العامة للأمم المتحدة تؤكد عليها كل سنة في قراراتها المتتالية والتي تتضمن جملة أمور من بينها مسؤولية حماية المدنيين الصحراويين وضمان سلامتهم الجسدية والمعنوية.
 
وبالتالي، فإننا ندعوكم من جديد وعلى وجه السرعة إلى تفعيل كل ما تقتضيه مسؤولية الأمم المتحدة القانونية والاخلاقية تجاه الشعب الصحراوي وبخاصة المدنيين الصحراويين الذين يعيشون في المناطق الواقعة تحت الاحتلال المغربي غير الشرعي، من خلال استخدام آليات الحماية الدولية ووضع إجراءات عملية تكفل سلامتهم وأمنهم بما في ذلك إنشاء آلية أممية مستقلة ودائمة لحماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية المحتلة والتقرير الدوري عنها للأجهزة ذات الصلة التابعة للأمم المتحدة.
كما ندعوكم، السيد الأمين العام، إلى العمل على وجه السرعة لوضع حد للأعمال الترهيبية والانتقامية التي تقوم بها سلطات دول الاحتلال المغربية ضد المدنيين الصحراويين ونشطاء حقوق الإنسان، بمن فيهم سلطانة سيد إبراهيم خيا وعائلتها. كما ندعوكم من جديد وبإلحاح إلى ضمان الإفراج الفوري وغير المشروط عن السجناء السياسيين الصحراويين، بمن فيهم مجموعة أكديم إزيك، المعتقلين في سجون دولة الاحتلال.
وفي الختام، تؤكد جبهة البوليساريو من جديد أن الحديث عن إعادة إطلاق عملية السلام هو حديث لا معنى له في وقت يتعرض فيه المدنيون الصحراويون لجرائم وفظائع يندى لها الجبين بينما تواصل دولة الاحتلال المغربية فرض نظامها الإرهابي على الأراضي الصحراوية المحتلة في ظل استمرار صمت الأمم المتحدة المطبق وغير المبرر.
وتفضلوا، السيد الأمين العام، بقبول أسمى عبارات التقدير والاحترام.
الدكتور سيدي محمد عمار
ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة
المنسق مع المينورسو. (واص)
090/105/500