تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ماءالعينين لكحل لجريدة الخبر: لن يستطع نظام الاحتلال المغربي إسكات صوت المقاومة الصحراوية رغم الدعم الفرنسي الصهيوني الاستعماري له

نشر في

الجزائر 23 ديسمبر 2021 (واص)- أكد الدبلوماسي الصحراوي، السيد ماءالعينين لكحل، في مقال نشرته له جريدة الخبر الجزائرية في إطار ملف شامل حول التطبيع المغربي ومقاومة الشعبين المغربي والصحراوي، أن مقاومة الشعب الصحراوي السلمية والعسكرية استعصت على نظام الاحتلال الذي لم ينجح في إسكاتها رغم كل الدعم المشبوه الذي يلقاه هذا النظام من قبل القوى الاستعمارية، والصهيونية، والمال الخليجي طيلة عقود.
وقدم الدبلوماسي والكاتب الصحراوي لقراء الملف فكرة عامة عن تاريخ المقاومة السلمية الصحراوية طيلة العقود الخمسة الأخيرة، مشيرا إلى أنها لم تتوقف يوما، وانها تزامنت دائما مع الكفاح المسلح ومع العمل الدبلوماسي الذي يقوم به أبناء الشعب الصحراوي من أجل تكسير الحصار الإعلامي المضروب حول هذه القضية من قبل حلفاء وحماة نظام الاحتلال الغربيين والصهاينة وغيرهم.
وأشار في نفس السياق إلى أن المقاومة الصحراوية السلمية بدورها قد سجلت سقوط آلاف الشهداء والضحايا ممن واجو القتل، والإبادة، والاختفاء القسري، والاعتقال في السجون المغربية.
وعبر الدبلوماسي الصحراوي عن أسفه لجهل أو تجاهل الكثير من الإعلاميين، والمثقفين والسياسيين لهذه المقاومة الصحراوية رغم توفر المعلومات والبيانات والتقارير، الصادرة عن جميع المنظمات والجمعيات الدولية الجديرة بالثقة.
وفي هذا الإطار أشار إلى أنه “من المثير للاستغراب أن جزء كبيرا من هذه الانتهاكات مسجلة وموثقة بشكل دقيق من قبل جميع المنظمات الدولية والمحلية لحقوق الإنسان، مثل امنيستي، وهيومان رايت واتش، بل وحتى المقررين الخاصين التابعين للأمم المتحدة، وبعضها مذكور في تقارير الأمناء العامين الأمميين أنفسهم، ومع ذلك يحظى نظام الاحتلال المغربي بالحماية التامة من أي محاسبة أو عقاب، بسبب التواطئ الفرنسي، والصمت الغربي عموما عن الجرائم المتواصلة التي يرتكبها المخزن سواء ضد الصحراويين أو المغاربة.”
ويضيف بالقول “والأدهى من ذلك أن الكثير من أحرار العالم، مسؤولين وفاعلين مدنيين وسياسيين، يجهلون الكثير عن حقائق الانتهاكات المغربية لحقوق الإنسان، وللقانون الدولي الإنسان المرتبط باتفاقيات جنيف الأربعة، الخاصة بحقوق المدنيين في فترات الحروب وفي مناطق النزاعات، رغم وجود بينات وجهود خبراء دوليين سجلوا ووثقوا ارتكاب الجيش ومختلف سلطات الاحتلال جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بينة، ما يزال نظام محمد السادس يرتكبها حتى الساعة جهارا دون أن نسمع تنديدا أو إدانة لها من الأمم المتحدة، ولا مما يسمى المنتظم الدولي، الذي يظل شاهدا أخرسا، أصم وأعمى، بل وفي بعض الحالات مشاركا في الجريمة إذا ما اعتبرنا الدعم السياسي والاقتصادي والدبلوماسي الذي يحصل عليه المخزن من دول تدعي الديمقراطية، مثل فرنسا، او اسبانيا، أو حتى الولايات المتحدة الامريكية وغيرها كثير”.
واعتبر الدبلوماسي الصحراوي أن “انتهاكات حقوق الإنسان لم تتوقف مع عهد محمد السادس، بل ازدادت سوءا خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنها في عهد الحسن الثاني كانت ترتكب على الأقل في الخفاء وبعيدا عن أعين المراقبين والمنتظم الدولي، أما في عهد محمد السادس فالانتهاكات ترتكب بشكل منهجي، وعلني، ودون خجل أو مواربة، وهو ما يجعلها أخطر وأشنع”.
“وتكفي هنا الإشارة إلى ما تعانيه المدافعة الصحراوية عن حقوق الإنسان، سلطانة خيا، لأزيد من سنة، محاصرة هي وعائلتها في منزلهم، دون وجه حق، ودون أي تهمة، يعذبون، ويضربون، ويغتصبون، ويلطخ منزلهم مرارا وتكرارا بمياه الصرف الصحي وبمواد سامة، في ممارسة تفضح همجية وسفالة ودناءة نظام المخزن الذي لا يتوانى عن الانتقام من مواطنات، بريئات كل ذنبهن أنهن يرفضن الاحتلال المغربي، ويعلن عن اعتزازهن بانتمائهن للصحراء الغربية”، يقول الكاتب الصحراوي.
واختتم ماءالعينين لكحل مقاله بالتأكيد على إصرار الشعب الصحراوي على المقاومة، مشير إلى أن “مقاومة الشعب الصحراوي السلمية قد سطرت ملاحم عديدة طيلة العقود الخمسين الماضية، وترافقت مع الكفاح المسلح، ومع العمل الدبلوماسي الصحراوي، حيث نجح المناضلون الصحراويون رغم الحصار والتقتيل والتعذيب في المناطق المحتلة، ورغم ضيق ذات اليد في مخيمات اللاجئين الصحراويين والشتات من إيصال صوت الشعب الصحراوي إلى كل ركن من أركان المعمور في تحد سوف يسجله التاريخ لكل محاولات المغرب وحلفائه وحماته من قوى غربية، صهيونية وخليجية، دعمته بالمال، والسلاح، والحماية السياسية والإعلامية للإبقاء على القضية الصحراوية مجهولة، متجاهلة تعاني من التعتيم حتى لا تصل إلى الرأي العام الدولي. لكن، رغم كل ذلك، لم يستطع المخزن إسكات صوت الشعب الصحراوي، ولا إجهاض مقاومته، ولن يستطيع”. (واص)
 
090/500/60 (واص)