عضو فريق المحامين الدولي عن سلطانة: “تقاعس الأمم المتحدة والصليب الأحمر يشجع المغرب على مواصلة الانتهاكات المشينة ضد سلطانة خيا”

أوسلو (النرويج) 19 نوفمبر 2021 (واص)ـ اعتبرت السيد طوني مو، الخبيرة الدولية في حقوق الإنسان وعضو فريق المحامين الدوليين للدفاع عن سلطانة، في مداخلتها اليوم أمام الندوة التضامنية الرقمية مع سلطانة خيا المنظمة من قبل اللجنة الوطنية الصحراوية لحقوق الإنسان، أن تقاعس الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي عن تحمل مسؤولياتهما إزاء الانتهاكات المغربية في المناطق المحتلة هو ما يشجع الرباط في مواصلة هذه الانتهاكات دون عقاب.

وذكرت السيدة طوني مو ببعض المبادرات التي يقوم بها فريق المحامين الدوليين عن سلطانة، خاصة منها فضحهم المتواصل لجميع الانتهاكات التي تعرضت لها عائلة أهل خيا، وإيصال نداءات وتقارير مفصلة عنها للهيئات الدولية، لاسيما الآليات الأممية الخاصة بحقوق الإنسان.

واعتبرت السيدة طوني مو أن المزيد من العمل والجهد مطلوبان للتمكن من حماية سلطانة خيا وعائلتها داعية الجميع لدعم ضحايا الانتهاكات، وأن لا نتوقف حتى تتحقق العدالة، بغض النظر عن المدة التي قد تستغرقها هذه الطريق الطويلة والمؤلمة.

وفي ما يلي النص الكامل للمداخلة: 

 

مداخلة السيدة طون مو، الخبيرة القانونية الدولية في قضايا حقوق الإنسان، وعضو فريق الدفاع الدولي عن سلطانة خيا

شكرا جزيلا لكم على استدعائي للمشاركة في هذه الندوة الهامة، وشكرا لكم أيضا على تنظيم هذا الحدث من أجل تسليط الضوء على وضعية سلطانة والوعرة خيا، اللتان تعيشان تحت الإقامة الجبرية في منزلهما طيلة سنة.

إسمي طون صوريون مو، وأعمل كممثلة قانونية دولية لسلطانة ولويعرة خيا رفقة فريق دولي من المحامين.

ويتكون الفريق من أستاذ القانون النرويجي والرئيس السابق لمجموعة العمل الدولية حول الاعتقال التعسفي، مادة أنداناييس، والمحاميان الدوليان المختصان في حقوق الإنسان، السيد جاري جينز، والسيدة ستيفاني هيرمان من شركة المحاماة بيرسوس ستراتيجيز”.

وبصفتنا فريقا قانونيا قمنا بجملة خطوات.

ويشمل ذلك في نفس الوقت الحملات العامة من أجل إطلاق سراح سلطانة ولويعرة، الحوار المباشر والمرافعة في اتصالاتنا مع منظمات حقوق الإنسان، بالاضافة إلى إصدار نداءات عاجلة للآليات الخاصة الأممية، ولمجموعة العمل المتعلقة بالاعتقال التعسفي.

وفي الوقت الحالي، حصلت الأخوات خيا على اعتراف واسع للانتهاكات التي عانين منها تحت الاحتلال المغربي. لكن ذلك غير كاف، حيث تبقى سلطانة ولويعرة دون حماية بالمناطق المحتلة، مثلهم في ذلك مثل بقية الصحراويين.

وكما تشرح سلطانة ذلك الجميع يراقبنا، ولكن عندما تأتي الشرطة في الظلام، لا أحد يستطيع إيقافها.

الاقامة الجبرية المفروضة على سلطانة واختها لويعرة استمرت حتى الآن لسنة

أتذكر جيدا أول يوم من هذه الإقامة الجبرية. حيث وقعت في سياق هجمة شاملة في المناطق المحتلة عقب نهاية وقف إطلاق النار.

منذ ذلك اليوم غدت الانتهاكات أكثر جسامة وخطورة. وقد جاءت هذه الموجة بشكل سريع وقوي، وكانت تهدف لأمر أساسي، وهو إسكات صوت المطالبة بالحق في تقرير المصير من قبل الصحراويين الرازحين تحت الاحتلال المغربي.

وقد ضربت هذه الموجة سلطان خيا وعائلتها بدقة، حيث وضعت سلطانة تحت الاقامة الجبرية. ووقفت عناصر الشرطة حراسا على المنزل ليل نهار، يرهبون العائلة، ويهاجمون أمها البالغ عمرها 84 سنة، هي وبناتها بمن فيهم سلطانة.

ومنذ ذلك الحين تفاقم سوء حالة الإقامة الجبرية وازدادت خطوتها، بسبب الاعتداء الجسدي، والهجمات بالحجارة في شهر فبراير، مرورا عبر قطع الكهرباء في شهر مارس، وصولا إلى اقتحام الملز واعتقال ثلاثة نشطاء وماتوا ذلك من اغتصاب لكل من سلطان ولويعرة في شهر ماي، وإلى اقتحام آخر في شهر أغسطس تعرضت بعده سلطان للاصابة بفيروس كوفيد 19، وحتى اللحظة، حيث تعرضت سلطانة منذ أربعة أيام فقط، لاغتصاب جديد من قبل عناصر الشرطة الذين دخلوا المنزل في الظلام.

وفي هذه الأثناء، يبقى مقترفو هذه الجريمة حاضرين يوميا في حياة هذه النساء، يهددون بالهجوم مرة أخرى على الموز، أو أسوأ من ذل بقتلهن. 

وقد سلم فريقينا منذ أربعة أيام نداء عاجلا إلى الآليات الأممية الخاصة داعيا إياها لفعل شيء من أجل حماية سلطانة ولويعرة

إن أولئك القادرين على فعل شيء إزاء هذا الأمر، وأقصد الأمم المتحدة، والدول، واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنتظم الدولي ككل، لا يقومون بفعل ما يكفي.

إن فشلهم في القيام بشيء هو بمثابة إعطاء ترخيص للدولة بأن تواصل التصرف دون عقاب، وتشجيع على الانتهاكات وعلى زيادة عنف ووحشية هذه الانتهاكات.

إن واقع الإغلاق الذي تعرفه المناطق المحتلة من الصحراء الغربية هو تذكير مشين بهذا الفشل، مع حالة سلطان ولويعرة التي تمثل صفعة لنا جميعا بكل مزيج الرعب والايذاء الذي تمثله.

وأخيرا، دعونا نضمن جميعًا من أن تكون هذه الوحشية بمثابة جرس إنذار. دعونا نذكر ضحايا هذه الانتهاكات بأنهن لسن وحدهن. ودعونا نضمن معًا وأن لا نتوقف حتى تتحقق العدالة، بغض النظر عن المدة التي قد تستغرقها هذه الطريق الطويلة والمؤلمة. (واص)

 

090/500/60 (واص)