تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

التدخل العسكري لقوات الاحتلال المغربي في الگرگرات أظهر للمجتمع الدولي الوجه الحقيقي العدواني للنظام المغربي (أبي بشرايا البشير)

نشر في

روما (إيطاليا) 16 نوفمبر 2020 (واص) - أكد عضو الأمانة الوطنية السفير المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي السيد أبي بشرايا البشير في مقابلة صحفية مع يومية (إلـ مانيفيستو) الذائعة الصيت بإيطاليا ، أن الاشتباكات العسكرية الحالية في الصحراء الغربية ، قد اندلعت بالفعل لحظة هجوم نفذته قوات الاحتلال المغربي ضد المدنيين الصحراويين المتظاهرين أمام الثغرة غير القانونية في الگرگرات ، الشيء الذي تصدى له الجيش الصحراوي بحزم من أجل حماية المدنيين وفي إطار حق الرد المكفول على خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار.
السفير الصحراوي أكد في معرض حديثه أن الخطوة التي أقدمت عليها قوات الاحتلال المغربي أظهرت مجددا للمجتمع الدولي الوجه الحقيقي للنظام المغربي العدواني والبربري ، مشيرا إلى أن الجيش الصحراوي كان مجبرا على الرد على هذا العمل الدنيء الذي تسبب بشكل مباشر في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار وإندلاع الحرب التي فُرضت مجددا على الشعب الصحراوي وقيادته.
وأبرز المتحدث أن العمل العدواني المغربي أطلق رصاصة الرحمة على اتفاق وقف إطلاق النار ، ودخول فعلي لمرحلة جديدة وحاسمة في كفاح الشعب الصحراوي للدفاع عن الحق في الحرية والكرامة والسيادة ، مشددا على أن الحرب قد اندلعت بالفعل وجبهة البوليساريو شرعت في اتخاذ جميع التدابير الضرورية للرد بحزم على أي عدوان عسكري آخر من الرباط.
وفي رده حول الحراك الذي شهدته منطقة الگرگرات منذ 21 أكتوبر الماضي ، أكد السيد أبي بشرايا ، أن فعاليات المحتمع المدني قررت بشكل عفوي تنظيم مخيم احتحاجي في المنطقة للمطالبة بإغلاق الثغرة غير القانونية التي يستغلها المغرب لتوطيد سياسته في نهب الموارد الطبيعية لشعبنا ، مضيفا أن سبب الاحتجاج يعود بشكل أساسي إلى حالة الإحباط التي وصل إليها الشعب الصحراوي بعد فشل الأمم المتحدة وبعثتها (المينورسو) منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في عام 1991 ، في تنفيذ المهمة التي فوضت لها والمتمثلة في تنظيم استفتاء لتقرير المصير للشعب الصحراوي كجزء من خطة التسوية الأممية الإفريقية.
وحمل المسؤول الصحراوي دولة الاحتلال المغربي المسؤولية كاملة إزاء العدوان المغربي والعواقب الناجمة عنه ، بما في ذلك الانهيار الكامل لاتفاق إطلاق النار وإعلان الحرب ، داعيا المجتمع الدولي إلى التدخل لإيجاد حل نهائي للنزاع على أساس التصفية النهائية للاحتلال من الصحراء الغربية ، آخر مستعمرة في إفريقيا.
من جهة أخرى ، شدد السيد أبي بشرايا البشير ، على أن الخيار الوحيد أمام الشعب الصحراوي هو المقاومة من أجل الاستمرار في الوجود ، وبأن جبهة البوليساريو ومنذ توقيع وقف إطلاق النار، حاولت دائمًا مواصلة الكفاح السلمي في إطار القانون الدولي الذي يعترف بالصحراء الغربية كأرض محتلة من قبل المغرب وبحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير ، مضيفا في ذات السياق أنه وبعد نسف الاحتلال المغربي لاتفاق وقف إطلاق النار ، انتقل الكثير من الشباب في مخيمات اللاجئين للانضمام إلى جيش التحرير لمواصلة الكفاح بعد فشل كل الجهود السلمية في تنظيم استفتاء تقرير المصير.
وحول الاعتراف بالمسألة الصحراوية في الاتحاد الأوروبي ، أكد الدبلوماسي الصحراوي أن دوره هو تمثيل نضال وحقوق الشعب الصحراوي في كل من الدول الأوروبية المختلفة وداخل الاتحاد الأوروبي الذي يعترف رسميًا بالصحراء الغربية كأرض محتلة ؛ فهناك علاقات جيدة مع العديد من الدول الأوروبية ، مثل إيطاليا ، التي تدعم وتعرف نضالنا. 
من جانب آخر ، انتقد الدبلوماسي الصحراوي مواقف بعض البلدان التي تعيق جهود جبهة البوليساريو من أجل احترام الشرعية الدولية ، على غرار إسبانيا المسؤولة قانونيا وتاريخيا وسياسيا عن إنهاء الاحتلال المغربي للصحراء الغربية وكذا فرنسا التي طالما اختارت المصالح السياسية والاقتصادية ودعم السياسة الاستعمارية للرباط على مستوى الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن الدولي.
واختتم السيد أبي بشرايا البشير حديثه لـ"إلـ مانيفيستو" الإيطالية بالتحذير من استمرار تصاعد حدة التوتر ومن رد فعل الاحتلال المغربي التي سيكون أول ضحاياها هم النشطاء الصحراويون في الأراضي المحتلة والسجناء السياسيون بالسجون المغربية.
( واص ) 406/500/090