تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الرئيس ابراهيم غالي يعزي عائلة الفقيد محمد المصطفى ولد بدر الدين

نشر في

بئر لحلو (الأراضي المحررة)، 08 أكتوبر 2020 (واص) - بعث امس الأربعاء رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي رسالة تعزية إلى عائلة الراحل محمد المصطفى ولد بدر الدين، الذي توفي أمس إثر مرض عضال، نوه فيها بإسهاماته في الدفاع عن مثل الحرية والديمقراطية والعدالة والسلام.
وقال الرئيس ابراهيم غالي في رسالة التعزية أن الراحل محمد المصطفى ولد بدر الدين ترك تاريخاً حافلاً بالمآثر وهو الذي قضى أغلب حياته مكافحاً من أجل مثل الحرية والديمقراطية والعدالة والسلام، منذ بواكير العمل النضالي والحزبي في موريتانيا، كعضو مؤسس في الحركة الوطنية الديمقراطية، الكادحين، وغيرها، ثم في عضوية وقيادة حزب اتحاد قوى التقدم، بلا كلل ولا ملل، إلى أن وافاه الأجل المحتوم.
نص الرسالة :
الله الرحمن الرحيم
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلاً"
صدق الله العظيم
عائلة محمد المصطفى ولد بدر الدين الكريمة ورفاق دربه الأعزاء،
علمنا ببالغ الحزن والأسى برحيل الأخ الكريم والصديق العزيز محمد المصطفى ولد بدر الدين، هذا الأربعاء، 07 أكتوبر 2020. وأمام هذا المصاب الجلل، أتقدم إليكم، باسمي الخاص وباسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية وقيادة ومناضلي جبهة البوليساريو، بأحر التعازي وأصدق المواساة.
لقد ترك الفقيد تاريخاً حافلاً بالمآثر وهو الذي قضى أغلب حياته مكافحاً من أجل مثل الحرية والديمقراطية والعدالة والسلام، منذ بواكير العمل النضالي والحزبي في موريتانيا، كعضو مؤسس في الحركة الوطنية الديمقراطية، الكادحين، وغيرها، ثم في عضوية وقيادة حزب اتحاد قوى التقدم، بلا كلل ولا ملل، إلى أن وافاه الأجل المحتوم.
مما لا شك فيه أن موريتانيا قد فقدت في شخصه واحداً من رجالاتها الأفذاذ الذين عملوا بإخلاص من أجل موريتانيا ديمقراطية ومتطورة، من الذين يحذوهم دائماً الطموح والأمل والإصرار على التغيير نحو الأفضل.
ولكنه كذلك كان رجل مبادئ وقيم راسخة، ملتزما أيما التزام بنصرة الحق أينما كان، والتصدي للظلم والطغيان، ورفض كل أشكال الاستعمار ومخلفاته البغيضة.
وإن الشعب الصحراوي سيذكر للراحل محمد المصطفى ولد بدر الدين تلك المواقف المبدئية الخالدة، التي لم يزعزها مر السنين ولا تقلب الأحوال، إلى جانب كفاحه العادل من أجل الحرية وتقرير المصير والاستقلال.
إننا نتحدث عن أخ وصديق ورفيق تواجد معنا منذ البدايات الأولى للثورة الصحراوية، وحضر شخصياً معنا في المؤتمر الثاني للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، بعد عام فقط من تأسيسها وإعلانها الكفاح المسلح ضد الاستعمار الإسباني، معبراً عن موقف أصيل، داعم ومناصر لكفاح الشعب الصحراوي، نابع من الشعب الموريتاني الشقيق والجار، ظل متمسكاً به بقناعة وثبات وإصرار حتى الرمق الأخير، مع استمرار كفاح الشعب الصحراوي ضد الغزو الهمجي المغربي.
إن الراحل محمد المصطفى ولد بدر الدين كان وسيبقى واحداً من الذين سخروا حياتهم، فكرهم وجهدهم وخبرتهم، لتوطيد العلاقة الخاصة والمتميزة التي تربط الشعبين والبلدين الشقيقين في الجمهورية الإسلامية الموريتانية والجمهورية الصحراوية، لما عرف عنه من قناعة راسخة ودفاع مستميت إزاء تلك الروابط التاريخية والثقافية والاجتماعية المتجذرة التي لا انفصام لها، والتي تصب حتماً في مصير مشترك.
ولذلك، فلا تشكوا لحظة في أن فقدان هذا المناضل العنيد إنما يمثل أيضاً مصاباً جللاً بالنسبة للشعب الصحراوي، وسيبقى خالداً في ذاكرته الجماعية، لما عهد فيه من نصرة وتضامن وشجاعة وثبات في الموقف، وما تميز به من دماثة الأخلاق وحسن المعشر وما شهد له به الأعداء قبل الأصدقاء من وجاهة ونزاهة وصدق وكفاءة واقتدار وفكر مستنير وخطاب مقنع.
تغمد الله الفقيد محمد المصطفى ولد بدر الدين بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه، مع النبيين والشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقا، وألهمكم وألهمنا جميعاً جميل الصبر والسلوان، إنه سميع مجيب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
حرر ببئر لحلو في 07 اكتوبر 2020
إبراهيم غالي،
رئيس الجمهورية الصحراوية،
الأمين العام لجبهة البوليساريو .(واص)
090/105/500