تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الرئيس ابراهيم غالي يؤكد للأمين العام للأمم المتحدة أن الوضع بالارض المحتلة خطير للغاية ولا يمكن السكوت عنه باي حال من الاحوال

نشر في

بئر لحلو (الأراضي المحررة)، 26 يونيو 2020 (واص) - أكد رئيس الجمهورية الامين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي ان الوضع في الأرض المحتلة وخاصة مع انتشار جائحة كورونا ، خطير للغاية ولا يمكن السكوت عنه بأي حال من الاحوال .
الرئيس ابراهيم غالي وفي رسالة بعثها إلى الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريش بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة ، قال في الوقت الذي يواصل فيه المغرب انتهاكه لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1 من خلال ثغرته غير القانونية في المنطقة العازلة بالكركارات بينما يتمادى في انتهاكاته السافرة والمُوثقة لحقوق الإنسان ونهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية المحتلة، فإن الأمم المتحدة، للأسف، لا تزال تستمر في غض الطرف عن هذه الوضعية غير المقبولة بتاتاً.
وأضاف " وحتى مع انتشار مرض فيروس كورونا القاتل (كوفيد 19) في جميع أنحاء العالم، فقد تخلفت الأمم المتحدة بشكل لا يمكن تبريره عن مد يد العون للسجناء المدنيين الصحراويين الذين يقبعون في السجون المغربية المعروفة باكتظاظها وبسوء ظروفها ومرافقها الصحية. إن هذا الوضع خطير للغاية ولا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال.
نص الرسالة :
السيد أنطونيو غوتيريش
الأمين العام للأمم المتحدة
الأمم المتحدة، نيويورك
بئر لحلو، 26 يونيو 2020
السيد الأمين العام،
تحتفل الأمم المتحدة اليوم بالذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشائها كتعبير عن تصميم شعوب العالم على توحيد جهودها لإنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب وإعادة تأكيد الإيمان بالحقوق الأساسية للإنسان والقانون الدولي وإقامة علاقات سلمية وودية بين الأمم تقوم على أساس احترام مبادئ المساواة في الحقوق وتقرير المصير لجميع الشعوب.
وإدراكهاً منها بأن إخضاع الشعوب للاستعباد الأجنبي وسيطرته واستغلاله يشكل إنكاراً لحقوق الإنسان الأساسية، فقد أعلنت شعوب الأمم المتحدة رسمياً في عام 1960 ضرورة وضع حد بسرعة وبدون قيد أو شرط للاستعمار بجميع صوره ومظاهره، بيد أن الاستعمار للأسف لم ينتهِ بعد.
لقد انقضت 29 سنة منذ إنشاء مجلس الأمن لبعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) في أبريل 1991 بهدف تنفيذ خطة التسوية الأممية الأفريقية التي قبلها الطرفان، جبهة البوليساريو والمغرب، في أغسطس 1988. بيد أن الأمم المتحدة قد فشلت حتى الآن في تنفيذ الولاية التي أنشئت من أجلها بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية، وهي إجراء استفتاء حر ونزيه لتمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال، وبالتالي استكمال عملية تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في أفريقيا.
إن تقاعس الأمانة العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن عن التصرف بحزم في وجه الممارسات التوسعية المغربية التي تهدف إلى فرض الأمر الواقع بالقوة في الصحراء الغربية المحتلة قد قوض بشكل كبير مصداقية الأمم المتحدة وعمق الشعور بفقدان الثقة لدى الشعب الصحراوي في عملية الأمم المتحدة للسلام الهشة أصلاً. ونتيجة لذلك، فقد أصيبت عملية الأمم المتحدة للسلام في الصحراء الغربية بالشلل التام، كما أن التلكؤ في تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للصحراء الغربية بعد استقالة الرئيس هورست كولر في مايو 2019 لم يفضِ إلا إلى زيادة حالة الشلل هذه.
وفي الوقت الذي يواصل فيه المغرب انتهاكه لوقف إطلاق النار والاتفاقية العسكرية رقم 1 من خلال ثغرته غير القانونية في المنطقة العازلة بالكركارات بينما يتمادى في انتهاكاته السافرة والمُوثقة لحقوق الإنسان ونهب الموارد الطبيعية للصحراء الغربية المحتلة، فإن الأمم المتحدة، للأسف، لا تزال تستمر في غض الطرف عن هذه الوضعية غير المقبولة بتاتاً. وحتى مع انتشار مرض فيروس كورونا القاتل (كوفيد 19) في جميع أنحاء العالم، فقد تخلفت الأمم المتحدة بشكل لا يمكن تبريره عن مد يد العون للسجناء المدنيين الصحراويين الذين يقبعون في السجون المغربية المعروفة باكتظاظها وبسوء ظروفها ومرافقها الصحية. إن هذا الوضع خطير للغاية ولا يمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال.
السيد الأمين العام،
لقد شارك حتى الآن أربعة مبعوثين شخصيين وخمسة عشر ممثلاً خاصاً للأمين العام للصحراء الغربية في عملية السلام في مراحل مختلفة من تنفيذها. ومع ذلك، فقد كان المغرب دائما يتمكن، وبمنأى عن أي عقاب، من تحويل مساعيهم للوساطة إلى مهام مستحيلة من خلال مماطلاته وعرقلته المتعمدة. وعلى الرغم من أن تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام ليس غاية في حد ذاته، كما أوضحنا ذلك في مناسبات عديدة، فإن ربط عملية السلام برمتها بتعيين مبعوث شخصي جديد لا يصب إلا في مصلحة أولئك الذين يسعون إلى الإبقاء على الوضع القائم إلى أجل غير مسمى.
ولذلك فإن جبهة البوليساريو والشعب الصحراوي لا يمكن أبداً أن يقبلا باستمرار أعمال الضم التي يقوم بها المغرب بهدف ترسيخ احتلاله غير القانوني بالقوة وفرض الأمر الواقع في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية بينما تلتزم الأمم المتحدة الصمت المطبق. وعلاوة على ذلك، وإذ نذكر بقرارنا المؤرخ 30 أكتوبر 2019 بشأن إعادة النظر في مشاركتنا في عملية السلام التابعة للأمم المتحدة، فإن جبهة البوليساريو تجدد التأكيد على أنه لا يمكنها الانخراط في أي عملية سياسية أو مفاوضات بينما تواصل قوة الاحتلال المغربية محاولاتها لخلق أمر واقع على الأرض.
إن صبر الشعب الصحراوي بدأ ينفد، وهو اليوم يقول للأمم المتحدة وللعالم، وبصوت عالٍ وواضح، إنه قد بلغ السيل الزبى. وكما حذرنا مراراً وتكراراً، فإن قوة الاحتلال المغربية تلعب بالنار، وسوف ترتكب خطأ فادحاً إذا ما استمرت في اختبار صبر الشعب الصحراوي الذي هو الآن أكثر تصميماً من أي وقت مضى على الدفاع بكل الوسائل المشروعة عن حقوقه المقدسة وتطلعاته الوطنية المشروعة في الحرية والاستقلال.
إن الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لإنشاء الأمم المتحدة قد تكون مدعاة للاحتفال بالنسبة لشعوب العالم ولكنها أيضاً تذكير قوي بالمسؤولية المقدسة المنوطة بالأمم المتحدة تجاه البلدان والشعوب المستعمَرة. ولذلك، فإن ما ينتظره الشعب الصحراوي من الأمانة العامة للأمم المتحدة ومن مجلس الأمن هو رؤية إجراءات جادة تُظهر عملياً إرادة حقيقية لتهيئة الظروف اللازمة لتمكين شعبنا من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير والاستقلال بحرية وديمقراطية طبقاً لخطة التسوية الأممية الأفريقية التي حددت ولاية المينورسو وشروط وقف إطلاق النار.
وأرجو ممتناً توجيه انتباه أعضاء مجلس الأمن إلى هذه الرسالة.
وتقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى عبارات التقدير والاحترام.
إبراهيم غالي
الأمين العام لجبهة البوليساريو
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. (واص)
090/105/500