تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

" الذكرى الـ 47 لاندلاع الكفاح المسلح مناسبة للتأكيد على مواصلة المسيرة التحررية حتى الاستقلال " (أمانة التنظيم السياسي )

نشر في

الشهيد الحافظ ، 20 ماي 2020 (واص) - أكدت أمانة التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو أن الشعب الصحراوي مصمم على مواصلة مسيرته التحررية حتى الحرية والاستقلال وبسط السيادة على كامل التراب الوطني .
أمانة التنظيم السياسي وفي بيان لها بمناسبة حلول الذكرى الـ 47 لاندلاع الكفاح المسلح ، أوضحت قائلة " اليوم وبهذه المناسبة الغراء، لا ينبغي أن نكتفي بتذكير تلك المآثر التاريخية والتضحيات الجليلة ـ فهي قطعا مفخرة لشعبنا وتنظيمنا ودولتنا ـ علينا وبعد كل هذه السنين من الترقب والتوقعات وأمام غي نظام التوسع أن نذكره ـ إن نسى ـ بأن رهان الشعب الصحراوي على بناء قوته الذاتية لم يسقط وإن مسيرة التضحيات والكفاح لم ينسحب من الميدان" .
نص البيان :
الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
أمانة التنظيم السياسي
التاريخ: 19 ماي 2020
بيان بمناسبة ذكرى 20 ماي
تحل علينا اليوم الذكرى الـ 47 لاندلاع الكفاح المسلح في نطاق ثورة العشرين ماي الخالدة بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وهي ذكرى عميقة المعاني ووازنة الدلالات.
فإن كان العاشر ماي 1973 قد شكل الإعلان باسم الشعب الصحراوي وتأسيسا على وجوده الحتمي عن أفول عصر التغييب والعدمية والخنوع دونما رجعة، فقد مثل العشرون منه استهلال مسيرة الكفاح والتضحيات لكي يسلم المستعمر والعالم أجمع بان هذا الوجود حان الوقت للإقرار به والاعتراف بمكانته السياسية وبوضعه القانوني ضمن خارطة الأمم والشعوب التواقة للحرية والانعتاق من ريق الاستعمار والهيمنة.
وإذا كان العاشر ماي 1973 قد نادى بالارتحال عن مرحلة غياب أو استمرار الأداة الطلائعية القادرة على إحداث القطيعة مع نهج المطالبات والاستكانة والتجاذبات في المنطقة التي تتربص في غالبها بمصير شعبنا، فإن العشرين من ماي 1973 قد دشنت بصورة فورية وميدانية اندلاع الثورة بالحرب التحريرية الطويلة الأمد، وسيلة لا تراجع عنها، وبالكفاح المسلح أسلوبا لا تردد فيه لفرض إرادة الشعب الصحراوي وباسمه في نيل الاستقلال والسيادة على أرضه، فكان امتشاق البندقية الذي ترمز إليه عملية الخنكة التاريخية، القيمة المضافة والثمينة والضرورية للعمل التنظيمي والوطني على مختلف الجبهات الذي انخرط فيه الشعب الصحراوي عن بكرة أبيه تحت لواء الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
هذا التحول الجوهري في تاريخ وحياة شعبنا ومؤداه بتفعيل طبيعة القضية الوطنية ووضع الصحراء الغربية كمستعمرة وإحضار الفاعل المعني بمستقبل الأرض الذي هو الشعب الصحراوي، قلب كل الموازين والحسابات رأسا على عقب ليس على مستوى الساحة الوطنية فحسب بل وفي المنطقة وعلى صعيد ما يرتبط بالموضوع دوليا، وما كان ذلك ليحصل لولا أن الجبهة الشعبية باسم الشعب الصحراوي وتمثيلا له لم تتبنى خيار بناء وإعمال القوة الكفيلة في المقام الأول بواجب ومهام التحرير وذلك بتأسيس جيش التحرير الشعبي الصحراوي في خضم المواجهة دونما انتظار، فكانت كل معركة من معارك الشرف والإباء التي يخوضها هذا الجيش الفتي وإلى جانب الاحتفاء بنيل الشهادة محطة لاكتساب الخبرة القتالية والتجربة الميدانية والتأهيل الذاتي للمقاتلين ومع ذلك عد الغنائم من أسلحة وذخائر واسري الضباط والطيارين والجنود.
وكم هي حافلة ومشرفة حصيلة 18 عشر سنة من المواجهة الجسورة ثم الحرب المحتدمة ضد قوات المستعمر الاسباني وجيش الاحتلال والغزو المغربي بكل صفوف البطولة والإقدام المبهرة.
فمنذ الوهلة الأولى كان للفعل القتالي الذي أبدع فيه المقاتل الصحراوي المغوار الأثر البليغ والحاسم في رفع معنويات شعبنا وإكسابه الثقة في نفسه لينبعث من ركام النسيان والازدراء بشكيمة قوية حاسما أمره، جازما قراراه في الاستعداد والإقبال على الكفاح والنضال بكل الوسائل والأساليب بقيادة طليعته الصدامية الجبهة الشعبية وراء جيشه الباسل.
وتحول الفعل إلى زخم ثوري قتالي جارف أفهم القوة الاستعمارية الاسبانية بأن وجودها في وطننا بات محكوما بالزوال الوشيك ليستطدم بعد ذلك مخطط التوسع والغزو المغربي الإجرامي الظان بأن جولة عسكرية لأسابيع قليلة كافية لإخماد جذوة ثورتنا التحريرية والقضاء على جيشنا المغوار.
فشل هذه الحسابات بلغ ذروته عندما أقتنع الاحتلال التوسعي مجبرا بأنه لم ولن يكسب المعركة عسكريا في وجه الجيش الصحراوي مقرا بخسارته في معركة جند لها التعداد والعتاد والتمويل وخبرة وإسناد الحلفاء وكل ما تحصل عليه منذ تشكيل القوات المغربية نهاية الخمسينيات من القرن الماضي على يد الضباط الفرنسيين.
لا يختلف اثنان في كون جنوح المغرب إلى السلام سنة 1991 واستجدائه وقف إطلاق النار مقابل تنظيم استفتاء تقرير المصير مرده سعيه إلى اتقاء الضربات الموجعة والهزائم القاتلة لجيشه المنهار على يد الجيش الصحراوي المنتصر.
اليوم وبهذه المناسبة الغراء، لا ينبغي أن نكتفي بتذكير تلك المآثر التاريخية والتضحيات الجليلة ـ فهي قطعا مفخرة لشعبنا وتنظيمنا ودولتنا ـ علينا وبعد كل هذه السنين من الترقب والتوقعات وأمام غي نظام التوسع أن نذكره ـ إن نسى ـ بأن رهان الشعب الصحراوي على بناء قوته الذاتية لم يسقط وإن مسيرة التضحيات والكفاح لم ينسحب من الميدان.
وإذا كان المقام يدعو لأن نحيي الطلائع الأولى لجيش التحرير الشعبي وكل المقاتلين البواسل الذين انخرطوا فيه طيلة ما يقارب نصف قرن من الزمن وعلى رأسهم الشهداء الأماجد والجرحى والمعطوبين، فإن الدعوة قائمة إلى كل الوطنيين الصحراويين المؤمنين بالتحرير والسيادة وفي مقدمتهم الشباب والمثقفون وذوو الخبرة لكي يتنادوا إلى تعزيز صفوف وقدرات جيشهم لمواصلة جهد وواجب التحرير.
كفاح، صمود وتضحية لاستكمال سيادة الدولة الصحراوية . (واص)
090/105.