تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الناشطة الصحراوية أمينتو حيدار تنعي الراحل القائد أمحمد خداد

نشر في

العيون المحتلة،  04 أبريل 2020 (واص) - عبرت الناشطة الحقوقية الصحراوية أمنتو حيدار عن تعازيها للشعب الصحراوي في رحيل القائد الدبلوماسي أمحمد خداد الذي وافاه الأجل المحتوم يوم الأربعاء إثر مرض عضال .
وقالت أمنتو في برقية تعزية " أخي الغالي ورفيقي الصادق الصدوق أمحمد خداد، ها أنت ترحل شامخا وبصمت، دون أن تزعج أحدا، ولسان حالك يقول: "لا تقفوا طويلا للبكاء علي، بل واصلوا جهادكم، وقاتلوا عدوكم، وناضلوا بكل ما تملكون من قوة، وإياكم والتخاذل، أو التكاسل أو التماطل، فالشهادة مطلب لا يدركه إلا سعيد".
ولذلك لن أعزي نفسي ولا شعبي فيك - تضيف الناشطة الصحراوية - فأمثالك من العظماء لا يموتون، فأنت بإذن الله واحد ممن حق فيهم قوله عز وجل: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون".
"أنت الذي شغفت حبًا بوطنك ودافعت عنه في السر وفي العلن بشراسة وإقدام ووفاء وبكل ما أوتيت من طاقة. ضحيت بزهرة شبابك وأفنيت عمرك تجاهد في سبيله، حتى وأنت تصارع المرض بجسد منهك متعب من مشقة الأسفار وتعب الرحلات المكوكية الطويلة، ناهيك عن السهر وتعب اللقاءات المتتالية" تقول أمنتو حيدار .
"لا أعرف من أين أبدأ وماذا أقول ولا كيف يمكنني التعبير عن ما ينتابني من مشاعر الحزن والأسى والحسرة والألم، فخبر رحيلك عن دنيانا الزائلة نزل علي كالصاعقة، فهو لعمري مصاب جلل" تضيف رسالة .
رحلت عنا أخي الغالي ونحن في أمس الحاجة لك، وفي أحلك الظروف وأقساها وفي مرحلة استثنائية من كفاح شعبنا.
رحلت عن شعب يحبك بصمت ويكن لك بالغ التقدير والاحترام، فقد كنت صومعة شامخة ونبراسا وضاء في سماء لياليه المظلمة. كنت سفيره المفوض فوق العادة، بل رسوله الحامل على كاهله مآسي الثكالى واليتامى والمساجين. كنت الابن البار المكابر الصبور، العفيف، المتعفف، النبيل الكريم والمتواضع الخلوق، فأنت الصادق قولا وفعلا.. محاسنك لا تعد ولا تحصى، فالقاصي والداني يقر بها، ويشهد بها الأجانب قبل بنات وأبناء شعبك.
أخي الغالي أنا لا أرثيك، لأن قلمي عاجز عن ذلك وسيظل عاجزا، إلا أنني أحاول مشاطرة رفيقات ورفاق درب عرفوك وعايشوك عن قرب، قساوة الفراق ومرارة الرحيل.
ولقد عرفت فيك شخصيا الأخ الطيب الحنون، الصادق المشاعر، والناصح الصادق، ولا أتذكر يوما واحدًا اعتذرت لي أو تأخرت في الرد على تساؤلاتي، حتى وأنت طريح الفراش، لم تتقاعس عن دعمي و تشجيعي، كنت لي دائما سندًا قويًا وأمينا.
وفي الختام، أتضرع للمولى عز وجل وعيناي تذرف الدموع وقلبي يعتصر حزنا، أن يتغمد روحك الطاهرة بواسع رحمته ومغفرته وأن يكرم نزلك ويسكنك جنة الفردوس إلى جوار الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا. كما أسأله أن يلهمنا الصبر على فراقك ويرزقنا الثبات على العهد والسير على خطاك وخطى من سبقوك من الشهداء والشهيدات.
نم قرير العين أخي الغالي، فإرثكم عظيم وتجارتكم لن تبور بإذن الله، وعزاؤنا فيكم جميعا ما زرعتم فينا من قيم الإخلاص والوفاء والاستعداد للتضحية من أجل الكرامة والذود عن الوطن الغالي، "ومن يمت منا شهيد" إن شاء الله .(واص)
090/105