تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النص الكامل لرسالة رئيس الجمهورية بمناسبة عيد المرأة

نشر في

الشهيد الحافظ ، 07 مارس 2019 (واص)- وجه رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد ابراهيم غالي رسالة إلى المرأة الصحراوية بمناسبة عيدها الوطني .
وجاء في الرسالة :
رسالة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، المتزامن مع ذكرى سقوط أول شهيد للثورة الصحراوية، 08 مارس 2019
بسم الله الرحمن الرحيم
أيتها المرأة الصحراوية،
تحتفل النساء والشعوب عامة بعيد المرأة العالمي هذا الجمعة، 8 مارس 2019، الذي يجسد إرادة المرأة وقرارها النهائي بالرفض القاطع والأبدي لكل أشكال التمييز والاستغلال والاضطهاد، وتشبثها بحريتها وكرامتها وحقها في المشاركة الفاعلة في الحياة العامة، بكل جوانبها.
وفي مثل هذا اليوم التاريخي، المتزامن مع ذكرى غالية ومتميزة لدى الشعب الصحراوي، ألا وهي سقوط البشير لحلاوي، أول شهيد للثورة الصحراوية، فإننا نتوجه بأصدق عبارات التهنئة والتحية والتقدير والإجلال والعرفان للمرأة الصحروية، التي صنعت لنفسها، بدمها وعرقها وتضحياتها الجسام، المكانة المستحقة والرائدة في كفاحنا التحرري الوطني.
المرأة الصحراوية هي بجدارة واستحقاق مصدر فخر واعتزاز للثورة الصحراوية. فالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب تبنت، بقناعة ووضوح، نهجاً وطنياً ثورياً يفسح المجال واسعاً أمام كل مكونات المجتمع، بدون استثاء، للمشاركة الفاعلة في جميع واجهات الكفاح الوطني.
وقد سارعت المرأة الصحراوية للانخراط بوعي ومسؤولية وحماسة واندفاع في كل المهام الوطنية النبيلة، وبطريقة شرفت الشعب الصحراوي وأذهلت العالم وفرضت بها كامل التقدير والاحترام. كيف لا ونحن نتحدث عن المرأة التي احتضنت الثورة منذ لحظات ولادتها الأولى، وغمرتها بالحب والعطف والحنان، وتولتها بالعناية والاهتمام وأغدقت عليها، بصبر وأناة، بما لا يحصى من التضحيات والمعاناة.
لقد قدمت المرأة الصحراوية مساهمتها المتميزة في التجربة الصحراوية الفريدة، التي جمعت بنجاح بين الحرب التحريرية المستعرة وبين معترك البناء، بناء الإنسان وبناء الوطن. ومروراً بجبهات القتال، جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل، عملت المرأة الصحراوية بلا كلل في مختلف واجهات النضال والكفاح.
فهي لم تكتف بإنجاب وتربية الأبناء على نهج الأبطال، بل كانت حاضرة باستمرار، بشكل فاعل ومؤثر بل وحاسم، في بناء أسس الدولة الصحراوية، واحتلت مكانتها في كل مؤسساتها، التشريعية والتنفيذية والقضائية، ووقع على كاهلها بناء اللبنات الأولى في إدارة وتسيير مخيمات العزة والكرامة، في أشد الظروف قساوة وصعوبة. وقد تولت العمل بإخلاص وتفان في قطاعات بالغة الأهمية والحساسية، كالإدارة والصحة والتربية والتعليم والحياة الاجتماعية عامة، مثلما كانت حاضرة، وبقوة، على الواجهة السياسية والإعلامية والدبلوماسية.
ونحن نتوجه بالتحية إلى المرأة الصحراوية المناضلة المثابرة الصبورة، في كل مواقع تواجدها، فإننا لا نجانب الصواب إذا ما خصصنا المرأة في الأرض المحتلة وجنوب المغرب بتحية خاصة. فهي تتصدر اليوم واجهة المقاومة السلمية الباسلة، وتتقدم صفوف انتفاضة الاستقلال المباركة، بتضحيات تتجاوز كل الأوصاف، تتصدى للتدخلات الهمجية لقوات الاحتلال المغربية، التي تمارس أبشع الانتهاكات لحقوق الإنسان، ولا تتوانى عن اللجوء إلى السحل والضرب والحط من الكرامة الإنسانية والاعتقال التعسفي والمحاكمات الصورية والأحكام الجائرة في حق المناضلات الصحراويات، مثلما تفعل في حق آبائهن وأزواجهن وإخوانهن، على غرار معتقلي اقديم إيزيك وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية.
على المرأة الصحراوية اليوم أن تفخر وتعتز بما حققته القضية الوطنية، بمساهمتها وحضورها الفاعل والدائم، من مكاسب وإنجازات، وهي تتقدم بخطوات ثابتة نحو الحسم النهائي، الذي لا يمكن أن يكون إلا بتمكين الشعب الصحراوي من حقوقه المشروعة، وغير القابلة للتصرف، في تقرير المصير والاستقلال.
إننا في الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وحكومة الجمهورية الصحراوية نتعهد بالمضي في حماية وترقية المكانة المستحقة للمرأة الصحراوية، وندعوها للعمل في كنف الهيئات والمؤسسات الوطنية على تعزيز مكاسبها، وتطوير دورها المحوري في بلوغ أهداف الثورة الصحراوية في التغيير الإيجابي الضروري، من أجل بناء مجتمع عصري متطور، متسامح ومنفتح على العالم، ولكن متشبث بقيمه وعاداته الإصيلة النبيلة.
وفي ذكرى سقوط أول شهيد، فإن المرأة الصحراوية وجيش التحرير الشعبي الصحراوي والشعب الصحراوي قاطبة يجدد الالتزام بالوفاء لعهد الشهداء والمضي على الدرب الذي رسموه ناصعاً، مخضباً بالدماء الطاهرة الزكية، حتى بلوغ كافة أهدافنا الوطنية المقدسة، في استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني.
تحية نضالية للمرأة الصحراوية،
معاً نسير نحو النصر والتحرير،
قوة، تصميم وإرادة لفرض الاستقلال والسيادة .(واص)
090/105