تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الساحة الثقافية والتضامنية تتعزز بإصدار جديد لكاتب إيطالي يسلط الضوء على حياة الفنانة الراحلة مريم الحسان

نشر في

آرونا(ايطاليا)، 22 أغسطس 2018 (واص) إحتضنت دار الشعب بمدينة آرونا ولاية نوفارا الإيطالية حفل إصدار كتاب جديد من تأليف الكاتب الإيطالي جيانلوكا ديانا بعنوان "Io sono Saharaui"، الكتاب يسلط الضوء على حياة الفنانة العظيمة ومن خلالها على معاناة الشعب الصحراوي جراء الإحتلال المغربي لأرضه وآماله وطموحاته المشروعة في الحرية والإستقلال.
وقد حضر حفل اصدار الكتاب  الذي يصادف الذكرى الثالثة لرحيل أيقونة الفن الصحراوي عشرات المثقفين والكتاب من إيطاليا ودولا اوروبية أخرى من ضمنهم بروفيسورة علم الحروف والشخصية البارزة السيدة إيليزا باسيكا كما حضره سياسيون بارزون من مقاطعة بييمونتي الإيطالية وعدد كبير من الإعلاميين ووسائل إعلام محلية ووطنية إيطالية كما حضر المناسبة فوج من رسل السلام الصحراويين الذين يقضون عطلتهم الصيفية بالمنطقة.
وقد بدأ الحفل بشرح مفصل بالخرائط والصور والفيديو على شاشة عملاقة داخل القاعة عن نزاع الصحراء الغربية قدمه السيد ماكسيمليانو رئيس جمعية "أصدقاء البحيرة" المدافعة عن البيئة والمتضامنة مع كفاح الشعب الصحراوي مقدما عرضا للحاضرين الذين إكتظت بهم قاعة الشعب يحكي قصة الشعب الصحراوي ونضاله الطويل من اجل الحرية والإستقلال.
وقد تناول الكلمة بعد ذلك مؤلف الكتاب السيد جيانلوكا ديانا مقدما شرحا من خلال الشاشة الإلكترونية لصفحات كتابه القيمة قائلا ان حياة الفنانة مريم الحسان وما تميزت به من كفاج ونضال ومعاناة وصبر وتحمل وإبداع وأمل وحب وسلام هي إختصار لحياة كل صحراوي مؤمن بعدالة قضيته.
ويقدم الكتاب سيرة حياة أيقونة الفن المحترم والمناضلة مريم الحسان قائلا انها من مواليد العام 1958 في منطقة واد تزوة التي تبعد حوالي 20 كيلومترا شرق مدينة السمارة المحتلة من الصحراء الغربية وكانت هي الثالث من أصل 10 أشقاء من أسرة من البدو الرحل. وفي عام 1975، وبعد المسيرة السوداء واتفاقية مدريد المشؤومة هاجرت مع عائلتها، أولا الى منطقة أمهريز المحررة ومن ثمة إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين في تندوف بالجزائر، حيث عملت ممرضة.
وقد أستشهد ثلاثة من أشقائها خلال حرب التحرير ورغم ذلك عاشت هناك مع شعبها حتى وافها الأجل المحتوم.
وعن مسيرتها الفنية يقول الكاتب انها وفي أوائل عام 1976 إنضمت إلى المجموعة الموسيقية "الشهيد الحافظ بوجمعة"، والتي، وبعد إستشهاد الزعيم الرمز الولي مصطفى السيد أصبحت المجموعة تسمى "فرقة الشهيد الولي" وسافرت مريم مع هذه المجموعة إلى العديد من البلدان وأحيت العديد من المناسبات الثقافية، وسجلت عدد من الألبومات في بلدان مختلفة (في هولندا سنة 1980، وفرنسا سنة 1989)، وذلك بمساعدة لجان التضامن المحلية مع الشعب الصحراوي وكان الألبوم الأكثر شهرة من تلك الألبومات بعنوان "البوليساريو ستنتصر" وبالإسبانية "Polisario vencerá" وهي الأغنية التي سجلت في إسبانيا سنة 1982.
كما خصصت الفنانة الإنسانة في ألبوم "الشوكة" أغنية تخليدا لصديق لها وهو عازف الغيتار بابا سلامة، والذي توفي في العام 2005 كما شمل الألبوم أغنية " الو أمي " وهي على شكل محادثة هاتفية، وذلك شوقا لأمها بسب الغياب عنها مع بداية معاناتها مع المرض كما قامت الفنانة مريم بغناء أغنية بعنوان "سالم" على ابنها الأصغر "سالم" بعد اصابته بالمرض في مرحلة الطفولة، وقدمت أغنية "طفلة مظلومة" للفتيات اللواتي يتعرضن للضرب بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وغنت "معطلا" تكريما للنشطاء المناضلين بحي معطلا الصامد بالعيون. كما شمل الألبوم اغنية " الثقافة " وهي عبارة عن امتنان للأعمال التي يقوم بها المثقفون المساندون للقضية الصحراوية بالأضافة لمجموعة من الاغاني التقليدية.
وقد ساعد مريم في انجاز هذا الألبوم الراقصة الصحراوية فديها منت الحنفي وعازف القيتار إبراهيم لمغيفري والسينغالي مالك دياو والإسباني كيبا اوزيس خايمي مونيز وعازف المزمار الإيراني بهنام السماني ودواد جوسمي وعازف الإيقاع الكوبي الهاييتي ميل سيم وقد نجح هذا الألبوم وأحرز المرتبة الرابعة في المسابقة العالمية للموسيقى بلاس شارتس بأستراليا سنة 2011.
وفي بداية سنة 2012 أطلقت مريم الحسان ألبوم "راهي لعيون اكدات" من إنتاج الشركة العالمية "نوبي نيكرا" للموسيقى وضم هذا الألبوم مجموعة غنائية متنوعة بين وطنية وتراثية وغزلية من كلمات شعراء صحراويين مطالبين بالاستقلال والتحرر وتلحين عازفين وموسيقيين صحراويين وأسبان.
وتوفيت الفنانة العظيمة مريم الحسان في 22 أغسطس 2015 بمخيمات اللاجئين الصحراويين بعد معاناة مع المرض وبعد حياة حافلة بالنضال والإبداع والتميز والصبر والجلد.
(واص) 120/090