تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

النص الكامل لكلمة رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو خلال إشرافه اليوم على حفل تكريم المتفوقين في شهادة البكالويا

نشر في

ولاية أوسرد 16 سبتمبر 2017 (واص) - ألقى اليوم السبت، رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي  كلمة خلال إشرافه على حفل تكريم المتفوقين في شهادة البكالوريا لسنة 2017 .
وفيما يلي النص الكامل للكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
الطلبةُ والطالبات الحاصلون على شهادة الباكالوريا،
الحضورُ الكريم،
هذه مناسبةٌ سعيدة في هذا اللقاءِ المبارَكِ الذي يجمعُـنا بكم، أنتم الطلبةُ والطالباتُ الذين وضعتُمْ نَـصْبَ أعـيُـنِكُـمْ هدفَ النجاحِ، فحـقَّـقْـتُموهُ بالاهتِمامِ والجِدِّ و المُـثَابَرَةِ المُتَواصِلَةِ، بِحُسْنِ الخُـلُـقِ والسيرَةِ الحسَنةِ والانضِباطِ للنظامِ المدرسِيِّ.
حققتم النجاحَ  بالعزْمِ على تحقيقِ أهدافِكم، التي هي جُزْءٌ من أهدافِ الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب التي جعلت التعليم، ومنذ الوهلة الأولى، أولى الأولويات في برنامج عملها لتعزز به كفاح الشعب الصحراوي من اجل تحقيق هدفه الأسمى وهو الاستقلالِ وبناءِ دولةٍ حرةٍ مُزْدَهِرةٍ متطوِّرَةٍ، تَـزْخَـرُ بالمُؤَهِّلاتِ العِلميةِ، تُـقَـدِّرُ أهْلَ العلمِ و تُـبْـنَى بِـخِـبْـرَتِهم والتِزامِهم بِقضايا مُجتَمَعِهِم.
لقد حقَّـقْـتُم نِسبةَ نجاحٍ بلغتْ 52.51 بالمئة، كما تحصَّلَ المُـتَـفَـوِّقُونَ منكم  على مُـعَـدَّلاتٍ تَـفُوقُ 16 و 17 درجة، و هو ما يعْكِسُ المستوَى العِلمِيِّ العالي الذي تَـمَـيَّـزْتُم به.
وإنَّني بهذه المناسبة لأَتَـقدمُ إليكم وإلى الشعبِ الصحراوي بالتهْنِئَةِ على هذا النجاحِ، والى عائلاتِكم الكريمةِ التي كان لها الدَّوْرُ الهامُّ في إرشادِكم  ونجاحِكم.
كما نُهَنِّيءُ الطلبةَ الصحراويينَ الذين تمكنُوا من الحُصولِ على شهادةِ البكالوريا في مختلف مواقع تواجداتهم والذين أبانُوا من خلالِ تَـفُـوُّقِهِم اللَّافِتِ عن القُـدُراتِ الكامِنَةِ في الطلَـبَةِ الصحراويِّينَ.
كما أُهنِّيءُ وزارَة التعليمِ والتربيةِ وكافةِ أطُرِها، وبِشكلٍ خاصٍّ هيئَةَ الإِشرافِ من مديرِي مناطِـقَ ومشرفينَ وأمناءَ فروعٍ طلابيةٍ.
كما أتقدَّمُ بالشكرِ والتحية لوزارةِ التربيةِ الجزائرية، ومن خلالِها إلى الجزائرِ الشقيقةِ، بقيادةِ فخامة الرئيسِ المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، على المجهودِ الخاصِّ والمُخلِصِ في احتِضانِ وتدريسِ الطلبةِ الصحراويين.
إنه موقِفٌ تضامُنِيٌّ شهْمٌ ونبيلٌ، يُجَسِّدُ تمَسُّكَها بثوابِتِ ثورةِ الأولِ من نوفمبر المجيدة وميثاقِ وقراراتِ الأممِ المتحدةِ والاتحادِ الإفريقي، حتى يَتمَكَّنَ الشعبُ الصحراوي من ممارسةِ حقوقِهِ المشروعةِ في الحريةِ والاستقلال.
الطلبة والطالبات،
الحضور الكريم،
لقد كانَ للطلبةِ الصحراويينَ و مازالَ وسيبقَى الدورُ الأبرَزُ في انطِلاقِ واستمرارِيةِ المسيرةِ التحرُّرِيةِ للشعبِ الصحراوي،  مِثلما كانَ تعليمُ الأجيالِ ومَحْوُ الأُميةِ وتكوينُ الإطاراتِ في مختَلِفِ المجالاتِ إحْدَى ركائِزِ المشروع الوطني الاجتماعيِّ للجبهةِ الشعبيةِ لتحريرِ الساقيةِ الحمراءِ ووادي الذهب.
وإن هذا التاريخَ الناصِعَ وهذه الحقائِقَ المُـلْـهِمَةَ تضعُكمْ أمامَ مسؤوليةٍ جسيمةٍ، من أجلِ تحصيلِ العلمِ والتـَّـمَـكُّنِ من شتىَّ التِـقْـنِياتِ والـتَّـفَـقُّـهِ في صُنوفِ العلومِ، لتَـتَخَـرَّجُوا بأعلَى الدرَجاتِ و تُساهِموا في بِناءِ مؤسَّساتِ الدولةِ، و في مقدِّمَتِها مؤسَّسَةُ جيشِ التحريرِ الشعبيِّ الصحراوي، الذي نرفع إليه بهذه المناسبة تحية تقدير وإجلال وإكبار.
وامتداداً لدورٍ طلائعِيٍّ مشهودٍ للطلبةِ الصحراويينَ منذُ البداياتِ الأولى للثورةِ، وعَـبْـرَ مختَـلَفِ مراحِلِها، فأنتمْ طُلابُ علمٍ ورسُلُ قضيةٍ عادلةٍ.
فقد كان لطلبتِنا على مرِّ التاريخِ سِجِلٌّ حافِلٌ، حيثً برَزوا واحتَـلُّوا مكانَةً مُـتَـمَـيِّزةً، تحصيلاً علمِياً وأخْلاقاً، وجعلُوا القضيةَ الوطنيةَ حاضرةً بقوةٍ في كلِ جامعاتِ ومعاهِدِ البُلدانِ التي حلُّوا بها، في شرقِ وغربِ أوروبا، في شمالِ افريقيا والمشرِقِ العربي، في كوبا وأمريكا اللاتينيةِ وغيرها.
الطلبةُ والطالبات،
الحضورُ الكريم،
في مناسبةٍ كهذهِ، لا يمكنُ إلا أن نتوجَّهَ بعباراتِ التحيةِ والتقديرِ والتهنئةِ إلى طلابِنا في الأرضِ المحتلةِ وجنوبِ المغرب والمواقِعِ الجامعيةِ بشكلٍ عامٍّ،  وإلى أولئِكَ الذينَ تمَكَّنوا من النجاحِ في شهادةِ البكالوريا. إنهم طلبةٌ تسلحُوا بالإيمانِ بقضيتِهم وانتمائِهم الصحراويِّ، فجعلُوا العلمَ سبيلاً للنضالِ والمقاومةِ من أجلِ الحريةِ والكرامةِ والتصدِّي لسياساتِ التمييزِ والتهميشِ والتنكيلِ المُمَنهجةِ.
فتحيةً إلى كافةِ جماهيرِ انتفاضةِ الاستقلالِ وهي تخوضُ فصولَ المقاومةِ السلميةِ الباسلةِ، رغمَ القمعِ والحصارِ.
ونحنُ نُدينُ أشَّدَّ الإدانة الانتهاكاتِ الجسيمة الحقوق الإنسان المرتَـكَـبَةَ من طرفِ دولةِ الاحتلالِ المغربيِّ،نطالب إطلاقِ سراحِ معتقلي اقديم إيزيك ومعتقلي الصفِ الطلابي ويحي محمد الحافظ إيعزة وامبارك الداودي وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجونِ المغربية. كما ندين النهب الممنهج لثرواتنا الطبيعية ونطالب المجتمع الدولي، وأوروبا بشكل خاص، باحترام حكم المحكمة الأوروبية القاضي بعدم شرعية الاتفاقيات التي تبرم مع المحتل المغربي دون موافقة الشعب الصحراوي الذي يملك السيادة الحصرية على هذه الثروات.
إن ممارساتِ دولةِ الاحتلالِ المغربي تعكسُ تَعنتاً معهوداً لدى قِوَى الاستعمارِ والاحتلالِ، وخاصةً أمامَ الانتصاراتِ التي حـقَّـقَـتْها القضيةُ الوطنية على الساحةِ الدبلوماسيةِ والقانونيةِ وإخفاقاتِ دولةِ الاحتلالِ على مستوَى الأمَمِ المتحدةِ والاتحادِ الإفريقي. وإن مقاومةَ الشعبِ الصحراويِّ وصمودَهُ المنقطِعَ النظيرِ قد فرضَ على دولةِ الاحتِلالِ المغربيِّ أن تكْشِفَ عن وجهِها الحقيقيِّ، ونهجِها القائمِ على القمعِ والعدوانِ والاستفزازِ والابتزاز.
وبعد انتهاكاتِها الجسيمةِ المسجَّـلةِ ضدَّ المدنيينَ الصحراويين في الأراضي المحتلةِ، تسعىَ لنقلِ أساليبِ العنفِ والغطرَسَةِ إلى المحافِلِ الدولية، مثلما حدثَ في الموزمبيقِ، في محاولةٍ يائسةٍ لوقفِ المدِّ التضامني العالمي مع كفاحِ الشعبِ الصحراوي العادل والمس من المكانة الدولية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، هذه المكانة التي أصبحت اليوم حقيقة جهوية وإفريقية ودولية.  
لكنَّ الشعبَ الصحراوي بأجيالِهِ المتلاحقةِ  قد برهنَ بالملموسِ بأنه ماضٍ في طريقِ النصرِ الحتميِّ، وبأنهُ لا شَيْءَ سيُـثْـنيهِ عن بلوغ الأهداف النبيلة والمشروعة لثورته ورائدة كفاحه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، والمتمثلة في فرض استكمالِ سيادةِ دولتِهِ، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، دولةِ كلّ الصحراوياتِ والصحراويينَ ، على كاملِ ترابِها الوطني.
الطلبةُ والطالبات،
الحضورُ الكريم،
لا شكَ أنها لحظاتُ فرَحٍ وسرورٍ، لحظاتُ فخْرٍ واعتِزازٍ، هذه التي نقفُ فيها  اليومَ أمامَ هذا الجمعِ الغفيرِ من الطالباتِ والطلبةِ الصحراويينَ الحاصلينَ على شهادةِ الباكالوريا.
إنهُ لمَبْعَثُ ارتياحٍ أن نرَى هذا العددَ النوعِيَّ من المناضِلينَ الصحراويينَ، من جنود العلم والمعرفةِ، المُسْتَعِدِّينَ للانطلاقِ لكيْ يجوبوا جامعاتِ العالم،يحمِلونَ قضيتَهَم على أكتافِهُم، لينشروها في أصْقَاعَ المَعْمُورَةِ، ويــُـسمِعُوا صَوتَ شعبِهُم إلى كُلِ شُعوبِ الأرضِ، يرافِعونَ عن القانونِ والعدالةِ والسلامِ وحقِ شعبِهم في العيشِ في كنفِ الحريةِ الاستقلالِ فوقَ ترابِهِ الحُرِّ المستقل، الجمهوريةِ العربية الصحراوية الديمقراطية.
لا تنسَوْا أنكم كُـلَّما أرْتَـقَـيْتُمْ في سُــلَّمِ التحصيلِ العلميِّ كُـلَّما زادتْ مسؤولياتِكُم تُجاهَ شعبكِم وثورتكم ودولتِكم، وتذَكَّرُوا قولَ الشاعرِ :
إنَّ الشَّـبَابَ إِذَا سَـمَا بِـطُـمُوحِهِ
جَـعَـلَ النُّـجُومَ مَـوَاطِئَ الْأَقْـدَامِ.
باركَ اللهُ فيكمْ ويَـسَّرَ لكمِ التوفيقَ والنجاحَ وجعلَـكمْ ذِخْرًا لقَـضِـيَّـتِـكمِ ولشَـعْبِكم.
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة.  (واص)
090/105.