تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

الذكرى الـ 41 لإعلان الجمهورية (إنجازات ومكاسب في انتظار استكمال السيادة)

نشر في

الشهيد الحافظ  26 فبراير 2017 (واص) - يحتفل الشعب الصحراوي غدا الاثنين بالذكرى الـ 41 لإعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وسط هبة تضامنية واسعة واعتراف دولي متزايد بحقوق الشعب الصحراوي وسيادته على أراضيه ، سواء على الصعيد الأممي ، الإفريقي أو الأوروبي.
إعلان الجمهورية الصحراوية يوم 27 فبراير1976 جاء " لملء الفراغ القانوني الذي انجر عن انسحاب المستعمر الإسباني بطريقة فوضوية ، بعدما أبرم اتفاقية مدريد الثلاثية يوم 14 نوفمبر 1975 ، وفي ظل تعرض المنطقة لغزو عسكري مغربي يوم 31 أكتوبر 1975 ، ثم تنظيم ما أطلق عليه "المسيرة الخضراء" يوم 06 نوفمبر 1976 في ظل "التعتيم والحرب المستعرة" وما رافقها من "مغالطة سياسية ودعائية ".
وقد شكل الاعتراف الدولي بالجمهورية الصحراوية من طرف أزيد من 80 دولة في : إفريقيا ، أمريكا اللاتينية وآسيا ، بجانب عضويتها في الاتحاد الإفريقي في نظر القانونيين " دليلا ملموسا " على المكانة التي تحظى بها الدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو كشريك في صنع السلام خلال جولات المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة بين طرفي النزاع.
كما أن عدم وجود أية دولة أو منظمة تعترف للمغرب بمزاعم السيادة على الصحراء الغربية وتكريس جبهة البوليساريو كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي سواء على المستوى الوطني أو الدولي ، يعد دليلا آخر.
الجمهورية الصحراوية الفتية نجحت في سياسة تعليمية لتكوين الأجيال الصحراوية ما يترجمه وجود المئات من الخريجين وحملة الشهادات العليا ومؤسسات تشريعية وقضائية وتنفيذية.
وفي ميدان الإدارة والتسيير ، تمتلك الدولة الصحراوية تجربة رائدة ونقلة نوعية لعبت فيها المرأة والشباب دورا "متميزا" رغم رواسب الجهل والأمية الموروثة عن الحقبة الاستعمارية ؛ حيث أن خريجي وطلبة الجامعات في الحقبة الإسبانية ، كانوا يعدون على رؤوس الأصابع بحسب تقارير الهيئات الإسبانية نفسها لسنة 1975.
وقد استطاعت الجمهورية الصحراوية خلال 40 سنة أن تذلل كل الصعاب وتؤسس لهذا البناء المؤسساتي الذي تحقق ، رغم أنه لا زال في طور التكوين.
الجمهورية الصحراوية دخلت مباشرة منذ تأسيسها في حرب مع محتل أجنبي على أكثر من صعيد لمدة 16 سنة لتدخل بعد 1991 على الخط مساعي سلمية لمنظمة الأمم المتحدة ممثلة في بعثة المينورسو وما صاحبها من "حرب خفية" ضمن كواليس وبتعاون من طرف بعض القوى "النافذة" على المستوى الدولي مثل فرنسا وإسبانيا وبعض الدوائر الأمريكية.
الدولة الصحراوية أصبحت "حقيقة" مسلم بها ومن دونها لا يمكن أن يكتب لأي مشروع سلام أو استقرار في منطقة المغرب العربي ، النجاح كما أوضح الرئيس الراحل الشهيد محمد عبد العزيز محمد عبد العزيز في أكثر من مناسبة ؛ وهو ما أكده رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي بقوله "لاشيء سيثني الشعب الصحراوي عن المضي في معركته المقدسة العادلة من أجل انتزاع حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال".
وعلى الرغم من ظروف المنفى الصعبة ونقص الإمكانيات ، استطاع الشعب الصحراوي طيلة أربعة عقود من الزمن بناء مؤسساته الوطنية وتأطير عمله النضالي بكل كفاءة واقتدار بفضل صموده وحرصه على أهدافه السامية النبيلة.
ومع تعاقب الأيام والسنين ، يزداد الشعب الصحراوي تمسكا بخياره النضالي وتشبثا بمؤسساته التي تشكل اليوم مبعث فخر واعتزاز وإحساس صادق وعميق بانتماء وطني يتعزز مع مرور الزمن إلى دولة مستقلة كاملة السيادة.
وفي وقت يستعد فيه الشعب الصحراوي لإحياء مرور 41 سنة على حدث إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ، تحضر القضية على مستوى المنابر الدولية وعلى الأرض من خلال "تأصيل مد" الانتفاضة في كل المناطق المحتلة وجنوب المغرب ، في ظل الحضور القوي للمتضامنين من بقاع شتى من العالم مع الشعب الصحراوي.
( واص ) 090/105