تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الجمهورية يثمن صمود معتقلي اكديم ايزيك في وجه ممارسات الاحتلال المغربي الشنيعة (نص رسالة)

نشر في

بئر لحلو 30 يوليو 2016 (واص)- ثمن رئيس الجمهورية و الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي، صمود معتقلي اكديم ايزيك في وجه الممارسات الشنيعة التي يتعرضون لها من طرف سلطات الاحتلال المغربية، من داخل سجن سلا1 المغربي، و ذلك في رسالة توصلت وكالة الأنباء اليوم بنسخة منها.  
و فيما يلي نص الرسالة:
"رسالة الأخ إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية، الأمين العام للجبهة، إلى معتقلي اقديم إيزيك
 30 يوليو2016
بسم الله الرحمن الرحيم
"إن ينصركم الله، فلا غالب لكم"
صدق الله العظيم
معتقلي ملحمة اقديم إيزيك الأبطال: إبراهيم الإسماعيلي، سيدي أحمد لمجيد، عبد الله لخفاوني، عبد الجليل لعروصي، محمد البشير بوتنكيزة، عبد الله ابهاه، محمد باني، أحمد السباعي، النعمة الأسفاري، بنكا الشيخ، الداه حسنة، محمد بوريال، البكاي العرابي، عبد الله التوبالي، الحسين الزاوي، الديش الضافي، محمد لمين هدي، محمد امبارك لفقير، محمد خونا بابيت، محمد الأيوبي، البشير خدا، محمد التهليل، التاقي المشظوفي، حسنة اعليا، سيدي عبد الرحمن زيو، 
في محاولة بائسة يائسة جديدة، تعمد دولة الاحتلال المغربي إلى تغطية شمس الحقيقة الساطعة بغربال مهترئ من الإجراءات الشكلية، تسعى عبثاً لأن تصبغ عليها طابع الشرعية، لأن فاقد الشيء لا يعطيه. لقد ارتكبت جريمة شنعاء ستبقى مسجلة في تاريخها الأسود، الملطخ بالظلم والاحتلال والاغتصاب والاعتقال والتمرد على القانون، حين أقدمت، منذ أكثر من ثلاث سنوات، على اعتقال تعسفي ظالم لمجموعة من المناضلين الصحراويين لتقدمهم، بدون سند ولا وجه حق، أمام محكمة عسكرية جائرة، حكمت بأحكام معدة مسبقاً، لم تكن لتراعي الوقائع والمرافعات والحقائق الدامغة.
ولم يكن من ذنب اقترفتموه سوى التشبث بالقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، ترافعون بشجاعة ووضوح، بلا خوف ولا تردد، عن حقوق شعبكم العادلة والمشروعة، التي لا تقادم ولا تصرف فيها ولا تنازل عنها، وفي مقدمتها الحق في الحرية وتقرير المصير والاستقلال، انطلاقاً من ميثاق وقرارات الأمم المتحدة.
لقد تكسرت إرادة القهر والطغيان لدى دولة الاحتلال المغربي على صخرة الصبر والإيمان لدى ثلة من أبناء الشعب الصحراوي البررة. إنكم دون شك تتقدمون اليوم جبهة المقاومة السلمية المحتدمة في الأرض المحتلة وجنوب المغرب، ترسمون لوحات المجد والإباء وتسطرون صفحات الخلود في قلوب وذاكرة شعبكم الذي يرى فيكم خير مثال على الوفاء لعهد الشهداء. لقد برهنتم على كل ذلك بصمودكم المنقطع النظير، وتحديكم البطولي لغطرسة وجبروت قوة الاحتلال المغربي، ومعارك الأمعاء الخاوية بإضراباتكم الطويلة عن الطعام، ورفضكم الأسطوري للخنوع والاستسلام أو التسليم، رغم صنوف التنكيل والتعذيب والتضييق، واستخفافكم بالتهديد والوعيد، وإصراركم القاطع على التشبث بمواقفكم المبدئية الراسخة، لا تتزحزحون عنها قيد أنملة، ورسالتكم التاريخية وأنتم تودعون الجماهير، تقبلون في أريحية باهرة على قرار الشهادة في سبيل الكرامة، وتوصون خيراً بالوطن والشعب والقضية.
مناورة دولة الاحتلال المغربي لن تنطلي على الصحراويين، وهي تعكس تخبطاً وارتباكاً من لدن الجلادين العتاة إزاء فشلهم في كسر إرادة الجماهير الصحراوية. إنها مناورة جديدة ترمي إلى إطالة عمر المأساة، ولكنها في الوقت نفسه هزيمة وانكسار، لما تحمله من إقرار بالجريمة، وإن كان متأخراً ومتموهاً خلف أستار التلاعبات والتسميات القانونية وكلمات حق ليس فيها من الحقيقة إلا الباطل والبهتان.
المحاكمة العسكرية التي تعرضتم لها ظلم بين واعتداء سافر وانتهاك صارخ للقانون والشرعية، ويجب على دولة الاحتلال المغربي أن تدفع ثمن كل ذلك، وما تسميه اليوم تحويلاَ إلى محكمة مدنية هو اعتراف بالجرم المشهود، المتمثل في أنها قامت بعملية صورية خارج القانون، وأن وضعكم الطبيعي هو أن تكونوا أحراراً طلقاء، بلا منة من أحد، لا مبرر لبقائكم رهن الاعتقال ولا لمحاكمتكم  محاكمة صورية جديدة، لا فرق بين عسكرية أو مدنية، فكلها محاكم احتلال عسكري مغربي لا شرعي.
عدالة القضية ومقاومتكم ورفاقكم المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، ومقاومة جماهير انتفاضة الاستقلال من خلفكم، ومن خلفها الشعب الصحراوي قاطبة، وتحرك المنظمات والجمعيات المعنية بحقوق الإنسان وأصدقاء القضية الصحراوية العادلة في أصقاع العالم، دفعت دولة الاحتلال المغربي إلى هذه الخطوة التي لا تمثل لنا سوى دليل إثبات على ممارساتها الاستعمارية، ويجب أن تتبع على الفور بالخطوة الطبيعية المتمثلة في إطلاق سراحكم مع جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، بلا قيد ولا شرط.
المعركة التي يخوضها الشعب الصحراوي، بقيادة الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، هي معركة حرية وعزة وكرامة، من أجل استكمال سيادة الجمهورية الصحراوية، دولة كل الصحراويات والصحراويين، أينما تواجدوا، على كامل ترابها الوطني. وهذا السلوك المغربي الجديد، الذي هو في كل الأحوال غير مقنع وغير كافٍ، لا يمثل بالنسبة لنا سوى محطة نضالية أخرى، يجب أن تتبع بالمزيد والمزيد من النضال والكفاح، وفاء لكل شهداء القضية الوطنية، الذين كان آخرهم الرئيس الشهيد محمد عبد العزيز.
لن تنام لنا جفون وإخواننا في السجون،
يا معتقل يا رفيق، سنواصل الطريق،
معتقل اقديم إيزيك، فرض اتجيني والا انجيك،
قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة،
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
إبراهيم غالي،
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب". (واص)
090/110