تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

ماءالعينين لكحل لجريدة بلادي نيوز الجزائرية: المخزن يمارس الإرهاب ضد الجميع ويسيره خارجون عن القانون (نص الحوار)

نشر في

الجزائر العاصمة (الجزائر) 01  يونيو 2021 (واص)- نشرت جريدة بلادي نيوز الجزائرية في عددها الاسبوع الماضي حوارا مطولا مع السفير الصحراوي ببوتسوانا ومنظمة الصادك، السيد ماءالعينين لكحل، تناول فيه جملة من المواضيع المتعلقة باستمرار الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، وحملات الابتزاز التي يشنها نظام المخزن ضد دول العالم، بمن فيهم اسبانيا، لمحاولة إرغامها على القبول بالاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية.
وأكد السفير الصحراوي أن المنتظم الدولي تساهل كثيرا مع المغرب، وشجعه على مواصلة سياساته التوسعية، وهو ما يدفع الرباط لاستعمال الهجرة والمخدرات وغيرها من الآفات للضغط على الجيران، مضيفا أن الموقف الاسباني والاروبي لا يزال ضعيفا وينبغي مراجعته لوضع المخزن في حجمه الطبيعي كنظام إجرامي وكدولة فاشلة آيلة للزوال.
وفيما يلي النص الكامل للحوار كما نشرته الجريدة:
نظام المخزن يمارس الإرهاب ضد الجميع ويسيره خارجون عن القانون
حاوره: فؤاد. ه
يرى السفير الصحراوي ماءالعينين لكحل، أن قضية الصحراء الغربية منذ تاريخ استئناف الحرب شهر نوفمبر الماضي تعرف تطورات متسارعة، حيث حمل الدبلوماسي الصحراوي الدول الكبرى على غرار فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية تمادي نظام المخزن الذي يسيره تجار المخدرات وتبييض الأموال والخارجين عن القانون في احتلاله غير الشرعي والعسكري لأجزاء من الصحراء الغربية.
كما أوضح نفس المتحدث في حوار له مع “بلادي نيوز” بخصوص الهجرة غير الشرعية لآلاف المغاربة نحو سبتة الاسبانية وأمام عدسات الكاميرا، بأنها عملية ابتزاز رخيصة يمارسها نظام المخزن ضد الجميع، معتبرا المخزن دولة مارقة تمارس إرهاب الدولة ضد الجميع.
ماهي آخر التطورات التي تشهدها القضية الصحراوية؟
ماءالعينين لكحل: يمكن القول أن القضية الصحراوية تعرف تطورات متسارعة خلال الأشهر الأخيرة الماضية خاصة منذ عودة جبهة البوليساريو إلى الكفاح المسلح، وإعلانها نهاية التزامها بوقف إطلاق النار الأممي الافريقي بعد انتهاك الجيش المغربي الصارخ له يوم 13 نوفمبر 2020 عبر استهداف مدنيين في منطقة الكركرات.
منذ ذلك التاريخ شاهدنا كيف تحركت الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، والاروبي، وعديد الدول سواء عبر محاولات التدخل لوقف الحرب، أو بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق، ترامب، اعترافه بالاحتلال المغربي غير الشرعي لأجزاء من وطننا، هنا أيضا اضطرت دول ومنظمات كثيرة للتعبير عن رفضها هذا الإعلان، بكل بساطة لأنه مناقض للشرعية الدولية، ولأنه خطير أيضا على العلاقات الدولية ويعتبر سابقة خطيرة يمكن أن تعصف بعشرات السنين من محاولات بناء العلاقات الدولية على أساس القانون، واحترام حق الشعوب في الحرية والاستقلال والسيادة على أوطانها وثرواتها.
على المستوى الأفريقي، لاحظنا أن قمم الاتحاد الأفريقي الأخيرة تناولت القضية الصحراوية بقوة، عكس ما كان يتمناه نظام الاحتلال المغربي، ورغم مواصلة المخزن نهج سياسة الهروب إلى الأمام ورفض لغة العقل واحترام القانون، إلا أنه يبدو معزولا أكثر فأكثر بسبب هذه السياسة، ورأينا جميعا كيف أصبح يدير علاقاته الدبلوماسية مع الكثير من دول العالم بمنطق التهديد، والوعيد، واستعمال أوراق خطيرة على الاستقرار والأمن الدوليين من قبيل الهجرة غير الشرعية، والإرهاب، والمخدرات، والحملات الإعلامية التشويهية ضد دول مثل اسبانيا، الجزائر، المانيا، إيران، وأي دولة تعبر ولو بشكل محايد عن دعمها للشرعية الدولية في قضية الصحراء الغربية. هذا على العموم أهم ما ميز التطورات الأخيرة.
الموقف الأوروبي ضعيف وتجب مراجعته لوضع المخزن في حجمه الحقيقي

ماهو الدور الذي تلعبه الدول الكبرى في الملف؟
ماءالعينين لكحل: يمكن القول بكل صراحة أن بعض الدول الكبرى تتحمل إلى حد ما الجزء الأكبر من المسؤولية عن استمرار المغرب في احتلاله غير الشرعي والعسكري لأجزاء من الصحراء الغربية، ويمكن هنا بكل صراحة نعت دول بعينها بالأصبع دون أي تحفظ مثل فرنسا مثلا التي حمت، وما تزال تحمي المغرب من داخل مجلس الأمن، وفي الاتحاد الأوروبي، بل وتواصل التأثير على الكثير من الدول، الأفريقية الناطقة بالفرنسية على الخصوص، لمنعها من أي نوع من دعم أو حتى الحياد في قضية الصحراء الغربية، وهو ما يشكل فظيحة مدوية ليس فقط لباريس التي تدعي احترام القانون والديمقراطية وحقوق الإنسان علنا لكنها تدعم انتهاك كل هذه الشعارات من قبل محميتها الشمال أفريقية في انتهاكها القانون، وهي فظيحة أيضا لهذه الدول التي تخضع للإملاءات الفرنسية-المغربية في قضية تصفية استعمار واضحة يتبنى منها الاتحاد الأفريقي موقفا واضحا.
الولايات المتحدة الأمريكية تتحمل هي كذلك جزءا كبيرا من المسؤولية في استمرار المغرب في احتلاله، لماذا؟ لأن المفروض أن الولايات المتحدة الأمريكية هي حامل القلم داخل مجلس الأمن الأممي فيما يخص صياغة القرارات المتعلقة بالقضية الصحراوية منذ أن ضمنت واشنطن مخطط التسوية الأممي الأفريقي سنة 1991 رفقة بقية أعضاء مجلس الأمن والقوى الدولية النافذة، التي طلبت من الصحراويين وقف إطلاق النار منذ ثلاثين سنة ووعدت بتنظيم استفتاء لتقرير المصير للشعب الصحراوي. الولايات المتحدة الأمريكية لم تف بعد بوعدها هذا ولا بالتزامها للشعب الصحراوي ولجبهة البوليساريو، بل وشاهدنا كيف نقض ترامب خلال الشهر الأخير من ولايته الموقف الأمريكي رغم نواقصه، وهو ما انتقده جميع السياسيين الأمريكيين المطلعين على الملف، مثل جيمس بيكر، وجون بولتون، وكريستوفر روس، وهم من اشتغل على الملف بشكل مباشر، ولكن ايضا أعضاء في الكونغرس، ومجلس الشيوخ، وغيرهم كثير.
ولا يمكن هنا أن ننسى طبعا إسبانيا ومسؤوليتها التاريخية والأخلاقية والسياسية عن هذا الوضع الذي نعيشه كصحراويين منذ أن تقاعست الدولة الاسبانية عن الوفاء بمسؤوليتها في تصفية الاستعمار من بلدنا، تاركة إياه للأطماع المغربية.
وعلى هذا الاساس يمكننا أيضا أن نورد جهات دولية أخرى تتحمل المسؤولية عن استمرار الوضع إما لصمتها، وإما لتجاهلها وتهربها من تحمل مسؤولياتها الدولية، مثل الاتحاد الأوروبي مثلا الخ.
وبالمقابل لا ينبغي أن ننسى الثناء على دول وحكومات ومنظمات كثيرة امتلكت الشجاعة الكافية للتعبير على الأقل عن مواقف مشرفة مثل الاتحاد الأفريقي، ودول منظمة الصادك، وروسيا، والصين، والجزائر، وكينيا، وأثيوبيا، ودول أفريقية أخرى كثيرة، والمانيا، والدول الاسكندنافية، ونيوزيلاندا، وايرلاندا، وايطاليا، والمكسيك وغيرها كثير وهي على الأقل دول ومنظمات ترفض التسليم بالمحاولات المغربية وتصر على ضرورة احترام الشرعية الدولية في تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، بل منها من أدان صراحة اي محاولة لشرعنة الاحتلال المغربي واعتبرها محاولات تنتهك القانون الدولي وتهدد العلاقات الدولية.
على خلفية الازمة الدبلوماسية القائمة مؤخرا بين الرباط ومدريد، يرى الكثير من المتابعين للملف أن المغرب يستخدم المهاجرين في صراعاته السياسية، كيف تفسر ذلك؟
ماءالعينين لكحل: للأسف الشديد أن الجميع يعرف وبشكل دقيق أن نظام المخزن هو نظام بلطجة ونظام يسيره تجار مخدرات وتجار تبييض أموال، نظام خارج عن القانون وخطير جدا على الجميع، ليس فقط خطير على المنطقة المغاربية، بل يهدد أمن واستقرار القارة الأفريقية، وأمن واستقرار أوروبا، وبالتالي أمن واستقرار العالم برمته، ويهدد القانون الدولي.
الجميع يعلم أن هذا النظام يتاجر في المخدرات ويستغل مواردها التي قدرتها المراكز المختصة في المخدرات والجريمة المنظمة لدى الأمم المتحدة لدى الولايات المتحدة الأمريكية مثلا سنة 2017 بأكثر من 23 مليار دولار. فهل تعرفون أين وكيف تستغل هذه الأموال الطائلة؟ وهل تعرفون كيف وأين يتم تبييضها عن طريق الأبناك المغربية، ومن بينها بنك الملك شخصيا الذي لديه آلاف الفروع في دول أفريقية عديدة؟ الجميع يعلم ذلك، لهذا أنا شخصيا لم اتفاجأ بتاتا باستغلال نظام المخزن ورقة الهجرة ضد إسبانيا وأوروبا، ولم أستغرب تضحية هذا النظام واستخفافه بأرواح آلاف الأطفال والشباب والنساء الذين زج بهم في إحدى أسوأ لقطات الابتزاز الدولية أمام عدسات كاميرات الإعلام، التي للأسف الشديد لم تقرأ الحدث جيدا كما ينبغي، وما زالت تبحث عن أسبابه وخلفياته في الاتجاهات الخطأ، في حين أن الخلفية الحقيقية والوحيدة التي ينبغي البحث فيها هي كشف هذا النظام المافيوي البلطجي للعالم، والضغط عليه ليضع حدا أولا لاستغلال مآسي الشعب المغربي المجوع، والمفقر، والمقهور، وايضا يضع حدا للاحتلال العسكري الإجرامي للصحراء الغربية. الحقيقية تكمن هنا، لدينا نظام مافيا لا بد من القضاء عليه لتحرير المغاربة منه، وتمكينهم من أرضهم، ومن ثرواتهم التي يتساءل الملك أين هي، في حين أنه ينهبها هو ورهطه أمام الجميع.
هناك سيناريو واحد للمستقبل، هو نهاية الاحتلال المغربي وجلائه غير المأسوف عليه من الصحراء الغربية

كيف ستؤثر هذه الازمة الدبلوماسية على ملف الصحراء الغربية؟
ماءالعينين لكحل: لا أعتقد أن هذه أزمة دبلوماسية، فلا علاقة لها بأي نوع من أنواع الدبلوماسية أو السياسية، هذه عملية ابتزاز رخيص يمارسه نظام المخزن ضد الجميع، وليس فقط ضد اسبانيا، وينبغي الوقوف في وجهه، ولو اضطررنا كشعوب وكحكومات للضرب على أيدي المخزن بكل القوة التي نمتلك. لا ينبغي بتاتا الخضوع أو القبول بهذا الابتزاز، ولا بمواصلة الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية.
ومن جهة أخرى، أعتقد أن هذا الابتزاز، وهذه البلطجة المغربية التي تستهدف الآن اسبانيا هي في النهاية ظاهرة صحية لأنها تكشف هذا النظام على حقيقته لشعوب وحكومات المنطقة والعالم، وتبرز حقيقة وماهية المخزن كدولة مارقة، تمارس إرهاب الدولة ليس فقط ضد شعبها وضد الشعب الصحراوي، بل وضد الجميع. من هذا المنطلق، أعتقد شخصيا أن نظام المخزن يتخبط الآن مثل أي حيوان جريح، وأنه يدق آخر مسامير في نعشه بيديه وبعنجهيته وصبيانياته المعتادة، وسيكون مآله إلى الزوال قريبا، فلم يعد قابلا للاستمرار، وينبغي التعجيل بالقضاء عليه بكل الطرق الممكنة قبل أن يدمر المغرب نفسه، ويدمر المنطقة.
في خضم الازمة بين الرباط مدريد وذلك بهدف الضغط على الاتحاد الاوروبي لتغيير موقفه من القضية الصخراوية ، نائب رئيس المفوضية الاوروبية مارغريتيس شيناس بعث برسالة قوية الي السلطات المغربية قائلا من خلال أنه لا يمكن لاحد ابتزازنا، من الجانب الدبلوماسي كيف يمكن قراءة هذه الرسالة؟
ماءالعينين لكحل: والله شخصيا ما زلت لم أر أي موقف قوي من الاتحاد الأوروبي، بل وأعتبر أن الاتحاد الاوروبي يتحمل مسؤولية كبيرة في تشجيع المغرب على سياساته الخطيرة هذه، فكلنا نتذكر كيف أن الاتحاد الأوروبي كان وإلى وقت قريب يصف المغرب بالشريك الاستراتيجي، ويثني على ديمقراطية المغرب، واستقرار المغرب، وجمال عيون النظام المغربي. حتى في الصحراء الغربية، شاهدنا كيف تواطأ الاتحاد الأوروبي في توقيع اتفاقيات تجارية مع المغرب على حساب الصحراء الغربية وفي انتهاك للقانون ولأحكام المحكمة الأوروبية نفسها. وشاهدنا كيف ضخ الأوروبيون مئات ملايين الدولارات التي تذهب إلى جيوب الفاسدين في المغرب ليشتري بها الملك القصور واليخوت ويبعثرها على الفاسدين من أمثاله في أنحاء العالم لشراء الذمم، بدل أن تستغل للتخفيف عن معاناة المغاربة.
إذا الموقف الأوروبي الحالي في نظري ما يزال ضعيفا، وما يزال غير كاف، وينبغي أن تتم مراجعته، وأن يتم التعامل مع المغرب بشكل واضح ومباشر لوضع المخزن في حجمه الحقيقي، كنظام فاسد وفاشل وينبغي القضاء عليه. أما الاكتفاء بردات الفعل المحتشمة، والتهديدات مع الاستمرار في التعامي عن الانتهاكات المغربية للقانون الدولي، ولحقوق الإنسان في المغرب وفي الصحراء الغربية، فهذا أمر معيب وغير مقبول.
ما هو السيناريو المستقبلي لملف قضية الصحراء الغربية؟
ماءالعينين لكحل: ليس هناك إلا سيناريو واحد ووحيد، وهو نهاية الاحتلال المغربي وجلائه غير المأسوف عليه من الصحراء الغربية لأن التواجد المغربي بوطننا مرفوض من قبل الشعب الصحراوي، ومن قبل الشرعية الدولية، ومن قبل التاريخ والجغرافيا والمنطق.
الآن، ما يثير القلق الحقيقي هو البحث عن السيناريوهات الممكنة بعد سقوط النظام الملكي في المغرب ونهايته؟ ماذا سيجري في المغرب؟ وكيف سيتمكن الشعب المغربي من إنقاذ بلاده من الكارثة التي يدفعه إليها النظام العلوي وأزلامه من تجار المخدرات والإرهاب؟ وعلى كل نحن نتمنى كل الخير للإخوة المغاربة، ولكنني شخصيا أحثهم على الانتباه للكارثة القادمة، وعلى الوحدة ضد هذا النظام لإنقاذ وطنهم من الضياع بسبب حفنة من الهواة الذي يطلقون النار في كل الاتجاهات وضد الجميع، ولأتفه الأسباب.
الجميع يعرف أن نظام المخزن هو نظام بلطجة ويسيره تجار مخدرات وتجار تبييض أموال. نظام خارج عن القانون وخطير جدا على الجميع