تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

باحثة بريطانية "الصحراويون سيسعون باستمرار إلى ممارسة حقهم في تقرير المصير"

نشر في

الجزائر 17 يناير 2021 (واص)  - أشارت الباحثة البريطانية والأستاذة المحاضرة في الأنثروبولوجيا بمعهد "ساسكس" (جنوب شرق انجلترا) التي تدعم الشعب الصحراوي في نضاله من أجل الاستقلال، اليس ويلسون إلى أن الصحراويين قد استثمروا طاقة جبارة طيلة ما يزيد عن 40 عامًا في تشييد دولتهم، منتقدة تقاعس المجتمع الدولي بخصوص القضية الصحراوية.
واعتبرت الأستاذة البريطانية البارزة، في حوار لها نشر مؤخرا في المجلة الإلكترونية "لاباتري نيوز" (La Patrie News)، أن إحدى المشاكل الكبرى التي تواجه حرب التحرير (بقيادة جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي للشعب الصحراوي والمعترف به من قبل المجتمع الدولي) لا تتعلق بوضع الأراضي الصحراوية أو شعبها أو حكومتها، بل "بغياب وسائل التنفيذ الفعال لقرارات العدالة الدولية".
وفي هذا الشأن، تقول البريطانية إن المجتمع الدولي، وعلى مدار عقود من الزمن، بالكاد يقوى على تأدية دوره في السماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه في تقرير المصير الذي يمنحه له القانون الدولي بسبب "افتقاره إلى الوسائل الفعالة".
كما تؤكد السيدة ويلسون أن الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لديها جميع العناصر القانونية والاجتماعية والسياسية والتنظيمية التي تشكل الدولة، مما يسمح لها بممارسة سيادتها على كامل الأراضي الصحراوية، والتي يحتل المغرب جزءً منها بشكل غير قانوني.
وتذكر في السياق نفسه بأن الجمهورية الصحراوية قد شكلت بالفعل حكومة، تُدير السكان المدنيين، وتحكم جزءً من الصحراء الغربية (الأراضي الصحراوية المحررة).
ومن الناحية التنظيمية، ترى الباحثة أن الصحراويين قد احتشدوا على عدة جبهات لتنظيم دولتهم، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،موضحة أن هذه الجمهورية تعتمد على المسؤولين المنتخبين والموظفين المدنيين العاملين في الوزارات التي توجه السكان في المنفى وأولئك المقيمين في الأراضي المحررة.
كما أن للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية إدارتها الخاصة، فهي تُصدر جوازات السفر وبطاقات الهوية ورخص القيادة ولوحات ترقيم السيارات. أما من الناحية القانونية، فلها قانون عقوبات خاص بها وخدمة الشرطة التابعة لها إضافة لمجلس قضاء.
ويساهم الصحراويون، تقول الأستاذة البريطانية،  انطلاقا من أماكن متعددة (مخيمات اللاجئين والأراضي الصحراوية المحررة وتلك التي يحتلها المغرب وكذا مجموعات الشتات الصحراوي في شمال افريقيا و أوروبا و غيرهما)، في نظام حكم الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية  من خلال، على سبيل المثال، الادلاء بأصواتهم خلال الانتخابات.
وكل هذا إنما هو دليل على الطاقة التي استثمرها الصحراويون في الجمهورية الصحراوية، منذ أزيد من 40 سنة مع اشراك الأجيال الجديدة، كما يدل أيضا على أن "الصحراويين سيواصلون العمل على تحقيق حقهم في تقرير المصير"، تضيف الباحثة مؤكدة في هذا الصدد دعمها لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، طبقا للقانون الدولي".
وبخصوص أخر التطورات الحاصلة في الصحراء الغربية، اعتبرت السيدة ويلسون أن اعلان الرئيس الأمريكي المغادر، دونالد ترامب بخصوص اعتراف السيادة المغربية المزعومة على الصحراء الغربية، يعد بالنسبة لجميع الملتزمين باحترام القانون الدولي و حق تقرير المصير بمثابة "خيبة أمل كبيرة ويبعث على الانشغال إلى حد كبير".
وفيما يتعلق بظروف الصحراويون في الأراضي  الصحراوية المحتلة، أشارت السيد ويلسون الى أن " كل بحث ينجز في هذا الجزء من الصحراء الغربية يهتم بدارسة الأثر السيئ  لتواجد السلطات المغربية على الصحراويين، هو صعب الانجاز للغاية بسبب المراقبة المغربية".
وتعد أليس ويلسون من بين كبار العلماء الذين وقعوا مؤخرا على عريضة عالمية تندد بالقرار الأحادي الجانب وغير الشرعي لترامب بخصوص السيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية.
ومكثت الباحثة البريطانية لفترة من الزمن في مخيمات اللاجئين، حيث توجت اقامتها بتأليف كتاب مرجعي ثمين، "مسألة السيادة في المهجر".  
( واص ) 090/105/700.