تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

منظمة شرق أفريقيا ينبغي أن تساهم في دعم آخر مستعمرة في أفريقيا (صحيفة أوغندية)

نشر في

كمبالا/ أوغندا الجمعة 16 أكتوبر 2020 (واص)- نشرت اليوم الجمعة 16 أكتوبر 2020 الصحيفة اليومية الأوغندية (نيو فيزيون) مقالا للسفير الصحراوي في أوغندا وجنوب السودان طالب فيه منظمة شرق أفريقيا بضرورة المساهمة في دعم ونصرة الصحراء الغربية آخر مستعمرة في افريقيا، وأشار إلى أنه من غير المقبول أن تبقى دولة أفريقية خاضعة لظاهرة الإستعمار البغيضة خاصة عندما يكون البلد الذي يمارس هذا الفعل المشين هو دولة أفريقية تحتل أجزاء من دولة أفريقية أخرى: " خضعت جميع دول القارة للإستعمار من طرف قوى أجنبية (بإستثناء إثيوبيا) وقد ولى هذا الأمر إلى غير رجعة بفضل كفاح الأفارقة وتضامنهم، إلا أنه لا يزال هناك بلد أفريقي يعاني ظلم وقساوة الإستعمار وللأسف في هذه الحالة يمارس هذا الإستعمار بلد أفريقي – بدعم قوى غربية- على بلد أفريقي آخر، إنها الصحراء الغربية آخر مستعمرة في أفريقيا التي تقع تحت إحتلال غير شرعي من طرف المملكة المغربية منذ أكتوبر 1975".
وأوضح المقال أن تحقيق الحرية والإنعتاق من ظلام الإستعمار لم يكن ليتحقق لولا التضامن والتآزر بين الدول الأفريقية التي عانت كلها من الظاهرة وتبنت مبادئ وقيم التحرير والحرية، ومن هذا المنطلق فإن الصحراء الغربية في حاجة إلى تضامن ودعم كل الدول الأفريقية ومنظمة شرق أفريقيا ككتلة موحدة واعدة -جدير بالذكر أن القارة ماكانت لتحقق الحرية والإستقلال دون قيام الدول بدعم ومساندة ونصرة بعضها البعض تماشيا مع المبادئ والقيم التي تجمعها وتوفير كل أشكال الدعم للدول التي لم تحقق بعد حريتها، وعليه فإن آخر مستعمرة في أفريقيا في حاجة إلى هذا الدعم الافريقي المبني على قيم ومبادئ الحرية-.
كما أوضح المقال أن جميع دول منظمة شرق أفريقيا تعترف بالجمهورية الصحراوية التي أعلنها الشعب الصحراوي سنة 1976 كدولة ذات سيادة عقب الإنسحاب الإسباني، وبما أن دول المنظمة أعضاء في منظمتي الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، فالمواثيق وقرارات هذه المنظمات تضعها أمام حقيقة وضرورة الوقوف إلى جانب الجمهورية الصحراوية لتحرير كل أراضيها من الإستعمار المغربي-تعترف كل دول منظمة شرق أفريقيا بالجمهورية الصحراوية: بوروندي ورواندا سنة 1976/ تنزانيا 1978/ أوغندا 1979/ كينيا 2005 وجنوب السودان في سنة 2011، وهذه الدول هي أعضاء في منظمتي الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة أين تتم مناقشة القضية الصحراوية بشكل مستمر، ويتم تبني قرارات وتوصيات تدعم الحق الشرعي للجمهورية الصحراوية في حريتها وإستقلالها-.
وطالب السفير الصحراوي في مقاله دول منظمة شرق أفريقيا بمضاعفة وتقوية دعمها وتضامنها مع الكفاح الذي تخوضه آخر مستعمرة في أفريقيا، وأشار إلى أن المواقف التي تتخذها منظمة دول الجنوب الأفريقي للتنمية (SADC) يعتبر نموذجا ومثالا وقدوة من شأنه المساهمة في إنهاء الإستعمار من القارة.
" أُطالب منظمة شرق أفريقيا بتعزيز التضامن والمؤازرة مع آخر مستعمرة في أفريقيا، سواء من طرف كل دولة على حدة أو – وهو الأهم- بشكل جماعي في إطار المنظمة لإنهاء مآساة ومعاناة شعب الصحراء الغربية والمساهة في إرساء السلام والأمن ودعائم التنمية في منطقة شمال أفريقيا وفي القارة جمعاء". يضيف السفير الصحراوي في مقاله.
وأختتم السفير مقاله بالتأكيد على أن الروح الأفريقية المبنية على قيم التحرر ونبذ الظلم ونصرة المظلوم، والمبادئ التي تؤسس عليها القارة معاملاتها والمستمدة من تاريخ طويل ومرير من المعاناة والتضحيات من أجل قارة خالية من الإستعمار ستكون لا محالة عامل مساعد في أن تتبنى دول منظمة شرق القارة وكل الدول الأفريقية موقفا إيجابيا وداعما لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
" إنني على يقين أن الروح والتاريخ والقيم التي حاربت أفريقيا من أجلها ستكون إلهاما عظيما ومنارة تنير طريق لكل دول القارة في كيفية عملها ومساهمتها بشكل موحد في تحقيق شعار الإتحاد الأفريقي وبناء أفريقيا الحرة التي نحلم بها" يؤكد المقال. (واص)
090/110