تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"إرث الزعيم الراحل محمد عبد العزيز ودوره في قيادة المشروع الوطني الصحراوي" عنوان محاضرة بمدينة ايبون الفرنسية

نشر في

إيبون (فرنسا)،  17 يونيو 2019 (واص) - ألقى ممثل جبهة البوليساريو بفرنسا السيد أبي بشرايا البشير، محاضرة تطرق فيها إلى إرث الرئيس الصحراوي الشهيد الراحل محمد عبد العزيز ضمن، وذلك  فعاليات الاحتفالات المخلدة للذكرى ال49 لانتفاضة الزملة التاريخية التي أحيتها الجالية الصحراوية بضاحية إيبون الواقعة في منطقة ليزيفلين .
وأبرز الدبلوماسي الصحراوي في محاضرته، العوامل الرئيسة التي شكلت شخصية الزعيم محمد عبد العزيز، سواء المتعلق منها بحياة البدو ومكابدة ظروفها والتي كانت قاعدة أعطته القدرة على مواجهة صعوبات الحياة ككل، ثم إنخراط والده في جيش التحرير هذا العامل الأخر أعطاه فرصة الإطلاع ومتابعة عن قرب لغدر النظام المغربي للصحراويين عقب إتفاقية إكيفيون.
كما تطرق المحاضر، إلى عامل آخر كان مهم في شخصية الرئيس في قيادة المشروع الوطني ومقاومة الاحتلال العسكري المغربي، وهو معرفته الكبيرة بسياسات النظام من خلال دراسته في الجامعات المغربية، رفقة بعض المناضلين الصحراويين الذين أسسوا الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب، وكذلك تنقله إلى مختلف المدن الصحراوية الذي مكنه من الإطلاع على جغرافيا الوطن، وطبيعة المجتمع الصحراوي وكيفية رؤيته للأمور والواقع الذي تعيشه المنطقة ككل.
كما أبرزت المحاضرة، الصفات الثلاث التي أمتاز بها الرئيس الراحل، المقاتل الميداني الذي أثبت في مرحلة الكفاح المسلح قدرته على القيادة العسكرية وشجاعة القائد الذي يهتم بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة في إدارة المعارك ووضع في الحسبان حماية القوات وضمان نجاح أي عملية عسكرية، كما عرف الزعيم ببعد النظر في الشق الدبلوماسي، وهو ما يجسده اهتمامه الواسع بالقضايا الدبلوماسية الكبرى خاصة المتعلق منها بالإتحاد الإفريقي إلى غاية الحصول على الانضمام إلى منظمة الوحدة الإفريقية، وكذلك حرصه على التنقل ونجاح زيارة الدولة الصحراوية إلى بعض البلدان، ثم إشرافه على متابعة مسار التسوية الأممي إلى أخر أيام عمره.
ومن جهة أخرى، أستحضر ممثل الجبهة في فرنسا، اهتمام الزعيم محمد عبد العزيز، كمسير للمشروع الوطني وبناء الدولة الصحراوية، الشيء الذي جسده من خلال مشاركته الحياة اليومية للصحراويين، بوقوفه المباشر على كل مناحي الحياة في مخيمات اللاجئين وحرصه على معاينة مؤسسات الدولة الصحراوية والفصل بين السلطات ، والرفع من مستوى التعليم، الصحة وتعزيز الأمن للمواطنين، ثم بناء وتقوية جيش تحرير الشعبي الصحراوي .
كما توقف المحاضر على الجانب الصارم من حياة الزعيم في قيادته للمشروع الوطني، وعدم التسامح مع أي خط يدخل في دائرة المحظور التي حددها الراحل في ثلاث نقاط لحماية المشروع الوطني والدولة الصحراوية وهي، "الوحدة الوطنية" كصمام أمان و "الجبهة الشعبية" كإطار وطني جامع و "الاستقلال الوطني" كهدف مركزي في المشروع الوطني، وحرصه الدائم على التذكير بأن استمرار المشروع الوطني متعلق بضمان وجود هذه العوامل الثلاث وعدم المساس بأي منها.
وخلص الدبلوماسي الصحراوي ، إلى أن الزعيم الصحراوي، ترك إرث ثقيلا لرفقائه وللشعب الصحراوي قاطبة، نظير الخدمات التي قدمها على كافة المستويات بما فيها الدولي، والتي أستحق على إثرها وبجدارة لقب رجل السلام مثل ما وصفته بذلك إحدى كبريات الصحف الدولية، جريدة واشنطن تايمز في افتتاحيتها يوم وفاته بعنوان "رحيل رجل السلام". (واص)
090/105.