تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

مجلة إيطالية تصف قرار تقليص المساعدات الإنسانية الموجهة للاجئين الصحراويين ب"القرار غير الإنساني"

نشر في

ايطاليا 28 اغسطس 2018 (واص)- وصف الكاتب الصحفي الايطالي اماديو ليكوتشي في مقاله الهام الصادر في عدد الاسبوع الجاري من مجلة "il venerdi di Repubblica" او "جمعة الجمهورية" قرار تقليص المساعدات الإنسانية المقدمة من طرف المنظمات الدولية المختصة في هذا الشأن وحكومات الدول بالقرار غير الإنساني وانه يهدد حياة مئات الألاف من الاطفال والنساء والشيوخ.
وقال الكاتب الإيطالي ان اكثر من مائتي الف لاجي يعيشون في مخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف غرب الجزائر منذ الإجتياح المغربي لأرضهم وذلك منذ اكثر من اثنين واربعين عاما.
وجاء في المقال ان مخيمات اللاجئين الصحراويين تقع في صحراء قاحلة واسعة كانو في البداية عبارة عن خيام صغيرة متفرقة ومع الوقت ومع استمرار النزاع وعدم ايجاد حل لقضيتهم تكيف اللاجئون الصحراويون مع الوضع وتمكنوا من بناء بيوت من الطين ولكنهم يقولون يضيف الصحفي ان هذه البنايات والخيام هي مساكن مؤقتة ولن تكون ابدا ابدية ولا يمكن ان تكون ارضا لنا لاننا نتطلع في كل يوم الى العودة الى ارضنا الحقيقة التي شردنا منها.
ويقول بوحبيني يحي بوحبيني رئيس الهلال الاحمر الصحراوي الذي إلتقاه الصحفي ان الصحراء بالنسبة للاجانب هي مكان جميل للسياحة ولكن ان يختار الإنسان العيش واللجوء فيها الى الأبد فذلك امر صعب جدا وسيبقى الإنسان اسيرا للمساعدات الإنسانية وهذا ما نرفضه كصحراويين لان وضعنا هذا مؤقنا وليس دائما فرضته ظروف الإحتلال المغربي لارضنا ورفضنا للبطش والظلم والقتل والإعتقال ولابد ان يزول كل ذلك يوما ما.
ويقول ايمادو ليكوتشي انه زار مقر الهلال الأحمر الصحراوي بالشهيد الحافظ حيث يبدو انه المقر الاكبر بالمجمع الإداري لمؤسسات الدولة الصحراوية ولكنك ستكتشف ان هذا المقر الذي يحيط به جدار من الحاويات وبه مخازن للمواد الغذائية هو مقر فارغ والحاويات والمخازن فارغة من اي مساعدات نتيجة القرار المجحف بتقليصها وقطع بعضها.
ويقول يحي بوحبيني رئيس الهلال الاحمر الصحراوي انه في وقت الحرب كانت المساعدات الإنسانية من اوروبا وفيرة وكان يتم الحديث عن قضيتنا وربما كانت الحرب عامل ضغط على البلدان الاوروبية لتساعد انسانيا اكثر وتساعد في البحث عن الحل ولكن وبعد ان توقفت الحرب لاننا رغبنا في ايجاد حل سلمي للصراع اغلبية الدول بدأت تتخلا عن تقديم المساعدات، والان الامم المتحدة تقدم فقط 20 لتر من الماء يوميا وهذا قليل جدا اذا عرفنا مثلا انكم في الغرب تستهلكون 200 لتر يوميا للفرد، قليلة ايضا هي المساعدات في المواد الغذائية ففي الشهر نقدم فقط كيلو واحد من السكر ولتر واحد من الزيت واثنين كيلو من الحبوب مثلا والقليل من الفرينة، وباقي المساعدات الإنسانية تأتي من المنظمات غير الحكومية والجمعيات وخصوصا من اسبانيا وايطاليا، وهنا يقول رئيس الهلال الاحمر الصحراوي اذكر منظمة "تشيسب" المنظمة غير الحكومية والتي يقع مقرها في روما والتي تعمل بمخيمات اللاجئين الصحراويين ولديها برامج معنا منذ سنوات الثمانين من القرن الماضي وتقدم مشاريع لفائدة الاطفال والنساء، وهذا مجهود ولكنه ليس كبيرا، ولكن في السنة الماضية سجلنا مساعدة من الحكومة الإيطالية تقدر بخمسمائة الف يورو مكنتنا من ضمان نصيب من الحليب والبسكويت لصالح اربعون الف طفل يدرسون بالمدارس وبفضل هذه المساعدة يقول رئيس الهلال الاحمر الصحراوي سجلنا تراجعا في نسبة سواء التغذية في هذه الشريحة التي هي اطفال المدارس وهذا أمر جيد.
ويعرج الصحفي الإيطالي في مقاله الهام على وضعية اللاجئين الصحراويين ويقول انه وبما انه لا يوجد عمل ولا فرص شغل فإن اللاجئين يقضون اغلب وقتهم في إعداد وشرب الشاي وهي عادة يختص بها الشعب الصحراوي ويقول الكاتب الايطالي ان كل صحراوي يحمل معه دائما لوازم الشاي وان بعض اللاجئين ونتيجة لطول الوقت يخرجون الى ارضهم بالقرب من الجدار العازل ويتنفسون هواءها وهناك يستمتع الصحراويين بإعداد الشاي أكثر.
وقال ايمادو ليكوتشي انه ورغم كل هذه الظروف الصعبة فإنه لم يلتقي صحراويا واحدا خلال زيارته لمخيمات اللاجئين الصحراويين والمناطق المحررة ضاع لديه الامل في العودة الى ارضه، ويقول ان الصحراويين الكبار في السن يقولون دائما انهم قد لا يتمكنوا من رؤية ارضهم مجددا ولكن أبناءنا واحفادنا حتما وأكيد سيعيشون عليها يوما ما يبدوا قريب لانه لابد من الإعتراف بحقوقنا المشروعة وتحقيق العدالة.
وتختم المجلة مقالها الطويل والذي سلط الضوء على جدار الذل والعار المغربي واصفا اياه ب"المروع" وكذلك بالحديث عن الوضع الإنساني، بالقول انه وخلال شهر ابريل الماضي تم تجديد ولاية بعثة المينورسو لستة اشهر فقط من طرف مجلس الامن وان هذه البعثة مهمتها هي تنظيم الإستفتاء في الصحراء الغربية من اجل تمكين الشعب الصحراوي من حقه في تقرير المصير بكل حرية، وان هذا التمديد ربما قد يكون الأحسن للضغط من اجل وضع نهاية لمعاناة شعب يتطلع الى تصفية الإستعمار من ارضه كأخر مستعمرة في افريقيا.
(واص) 120/ 090