تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

"المتعقلون السياسيون الصحراويون ، جرح لا يندمل" الخبر الجزائرية

نشر في

الجزائر 26 فبراير 2018 (واص) - نشرت جريدة الخبر الجزائرية في عددها اليوم الاثنين ، ملفا كاملا من صفحتين عن القضية الصحراوية ، من بينها مقال للصحفي الصحراوي ماء العينين لكحل تحت عنوان "المعتقلون السياسيون الصحراويون ، جرح لا يندمل".
وأعدت الصحفية الجزائرية هيبة داودي ، ملفا خاصا بالقضية الصحراوية من صفحتين في الصفحة الدولية ، حيث قدمت خلفية عامة عن القضية الصحراوية ، مركزة على الاحتفال بالذكرى الثانية والأربعين لإعلان الجمهورية الصحراوية ، إضافة إلى إجراء حوار مطول مع بشرايا بيون ، عضو الأمانة الوطنية وزير التعليم والتربية والسفير السابق بالجزائر.
واستعرض المقال آخر التطورات على مستوى جبهة الأرض المحتلة ؛ حيث أشار إلى أن المعتقل السياسي الصحراوي محمد الأيوبي، توفي يوم 21 فبراير 2018 بعد تعرضه لأصناف التعذيب والتنكيل الذي وصل حد الاغتصاب والحرمان من أبسط حقوقه في التطبيب منذ اعتقاله سنة 2010 ، وقضى سنوات عديدة في السجون المغربية يعاني أمراضا خطيرة ، أبسطها الفشل الكلوي إلى أن تعب الجسد ولم يعد قادرا على المقاومة.
وللأسف الشديد، ليس الأيوبي المعتقل السياسي الصحراوي الوحيد الذي كان رهن الأسر، بل ترك خلفه أكثر من 50 رفيقا في السجون المغربية بتهم ملفقة بعد خضوعهم لمحاكمات صورية تشهد جميع المنظمات الدولية على افتقادها لأبسط شروط المحاكمة العادلة لمعتقلي رأي ، كل ذنبهم هو الدفاع عن حق شعبهم في الحرية والاستقلال.
ومن جملة هؤلاء المعتقلين السياسيين 19 معتقلا سياسيا من مجموعة أكديم إزيك بعضهم محكوم بالمؤبد وآخرون بثلاثين وعشرين سنة ، و15 طالبا صحراويا قابعين في سجن لوداية بمراكش ينتظرون محاكمة جائرة أخرى يوم 13 مارس القادم. ويبقى العدد مفتوحا دائما للزيادة كما للنقصان، حيث يطلق سراح بعض المعتقلين بعد قضاء محكوميتهم التعسفية، ويتعرض آخرون للاعتقال التعسفي دون سبب.
الغريب في قصة المعتقلين السياسيين الصحراويين -يضيف المقال- أن أصواتهم تكاد لا تسمع في أروقة صنع القرار الدولي رغم الشهادات المتعددة والقاطعة لجميع المنظمات الحقوقية الدولية بمن فيها العفو الدولية في تقريرها لعام 2017-2018 التي قطعت بغياب العدالة من النظام القضائي المغربي فيما يخص تعامله مع الصحراويين.
لكن قصة المعتقلين السياسيين الصحراويين، ليست وحدها الجرح المفتوح في خاصرة الصحراء الغربية التي تنزف منذ تعرضها للاستعمار الإسباني ليشتد النزيف أكثر منذ دخول الاحتلال المغربي للبلد ؛ أين تسجل جمعية أولياء المعتقلين والمفقودين الصحراويين تعرض أكثر من 30 ألف مواطن صحراوي للاعتقال التعسفي في ظل الاحتلال المغربي ، وتعرض ما لا يقل عن 4500 آخرين لحالات اختفاء قسري لفترات متفاوتة ، إضافة إلى بقاء أزيد من 400 صحراوي مفقودين حتى الساعة ، ناهيك عن اضطرار عشرات الآلاف للجوء إلى الجزائر منذ 43 سنة. هذا ما سُجِّل وما خفي أعظم.
وأبرز مقال الصحفي الصحراوي ماء العينين لكحل والذي نشرته الخبر الجزائرية ، أن للمفقودين الصحراويين قصص عديدة، إحدى أبشعها كشفتها 15 مقبرة جماعية تم العثور عليها خلال السنوات القليلة الماضية، حيث اشتغل فريق خبراء دوليين على 4 مقابر منها فقط حتى الساعة ليحددوا هويات 10 ضحايا من 13 جثة وجدت مقتولة بالرصاص ومدفونة جماعيا.
كما تقول شهادات أن الغزو والقصف المغربيين للصحراويين العزل سنة 1976 خلف ما لا يقل عن 2000 قتيل، أغلبهم أطفال ونساء، ما دفع أحد أكبر الخبراء الدوليين في التحقيق في الجرائم ضد الإنسانية، السيد كارولس بيرنستاين، للقول أن نسبة الاختفاء القسري في الصحراء الغربية هي الأكبر في العالم إذا ما قورن عدد المختفين بعدد أبناء الشعب الصحراوي أجمعين. فهل يتوقف النزيف يوما؟ يتساءل مقال صحيفة الخبر الجزائرية.
( واص ) 090/100