تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

جبهة البوليساريو تؤكد استعدادها للتعاون مع جهود الأمم المتحدة لتطبيق مقتضيات خطة التسوية الأممية الإفريقية (رسالة)

نشر في

بئر لحلو (الأراضي المحررة)، 29 مارس 2017 (واص) - أكدت جبهة البوليساريو استعدادها التام للتعاون مع جهود الأمم المتحدة لتطبيق مقتضيات خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991 .
وأكد رئيس الجمهورية ، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي في رسالة بعثها اليوم الأربعاء الى الأمين العام الأممي انطونيو غوتيريس " إننا نجدد كامل الاستعداد للتعاون معكم ومع مبعوثكم الشخصي من أجل التعجيل باستكمال تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، بتنفيذ خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، من أجل تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي".
 نص الرسالة :
السيد أنطونيو غوتيريس،
الأمين العام للأمم المتحدة،
نيويورك
السيد الأمين العام،
منذ غزوها واجتياحها العسكري اللاشرعي للصحراء الغربية في 31 أكتوبر 1975، لم تتوقف دولة الاحتلال المغربي عن ارتكاب شتى صنوف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، السياسية والاجتماعية والاقتصادية.
وأمام نضالات المواطنين الصحراويين السلمية الرافضة لواقع الاحتلال الغاشم وتجلياته المباشرة في النهب الممنهج للثروات الطبيعية الصحراوية، في ظل حصار عسكري وأمني مشدد، تلجأ دولة الاحتلال المغربي إلى ممارسة أبشع الأساليب القمعية في حق هؤلاء المواطنين الأبرياء العزل.
واحتجاجاً على هذه الممارسات وعلى سياسات الحرمان والتهميش والتجاهل والاستهتار، قررت مجموعة من المواطنين الصحراويين يوم 23 مارس 2017 الاعتصام في بطريقة سلمية في حافلة متوقفة في مدينة العيون المحتلة، عاصمة الصحراء الغربية، للمطالبة بأبسط الحقوق في العيش الحر الكريم والاستفادة من ثروات بلادهم، التي ينهبها الاحتلال المغربي ليل نهار.
وكما في حالات عديدة سابقة، أبرزها مخيم اقديم إيزيك للنازحين سنة 2010، فقد استخدمت قوات الاحتلال المغربي الهجوم المفاجئ، في جنح الظلام، بأعنف الأساليب، من مداهمة الحافلة بالتكسير والرش بالمياه المضغوطة، وصولاً إلى الاقتحام عنوة والضرب والتعنيف والشتم والإهانة والسحل والتجميع والاحتجاز.
وفيما كانت جموع من المواطنين تتاهر سلمياً في عين المكان، للتضامن مع المعتصمين، فوجئت هي الأخرى بتدخل وحشي لتفريقها من قبل قوات مغربية، في زي رسمي وزي مدني.
وجراء قوة التدخل المغربية ووحشيته، فإن لحظات قليلة كانت كافية لتتسبب في وقوع إصابات متفاوتة الخطورة في صفوف المواطنين الصحراويين، فمنهم من نقل مباشرة إلى المستشفى، فيما لا زال العديد منهم يعاني من تبعات وآثار التدخل الهمجي.
ومن المصابين، نذكر كلاً من :الحسين اهل الطالب  ـ السالك الداودي ـ  افكير سيداحمد ـ سناد الخنكي ـ ماسك ماء العينين ـ الانصاري صالح ـ بونعاج الحبيب ـ سيداحمد بريهة ـ التركزي لمام ـ احمد هربال ـ سيدي بوجلال ـ التيجاني ماء العينين ـ السويح عبد الله ـ حسنة بوركبة ـ مراد علشان ـ ابراهيم فريك ـ  لحبيب اميدان ـ ايوب مخينيش ـ الخاليدي محمد مولود ـ نجيب اغلاس ـ محمد عالي فلاح ـ المهدي حبادي ـ محمد سالم السعيدي ـ محمد فاضل لبتيت .
السيد الأمين العام،
إننا نجدد كامل الاستعداد للتعاون معكم ومع مبعوثكم الشخصي من أجل التعجيل باستكمال تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، بتنفيذ خطة التسوية الأممية الإفريقية لسنة 1991، من أجل تنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، فإننا نؤكد لكم بأن السياسات القمعية والتصعيدية والاستفزازية لدولة الاحتلال المغربي، بما فيها طرد المكون المدني والسياسي للمينورسو والخرق السافر لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركارات، لا تعكس إرادة حقيقية وصادقة في تطبيق  قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وآخرها قرار مجلس الأمن الدولي 2258.
وإزاء هذه الممارسات المغربية القمعية الوحشية في حق مدنيين صحراويين عزل، في بلد تم احتلاله بالقوة العسكرية، مسجل لدى الأمم المتحدة باعتباره لم يتمتع بعد بحق تقرير المصير، فإننا نطالب الأمم المتحدة بتحمل المسؤولية لوقف هذه الانتهاكات والخروقات المتواصلة والمتزايدة.
بعد أكثر من 41 سنة من وجود الاحتلال المغربي على أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب، ينتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وينهب ثروات الشعب الصحراوي الطبيعية ، نطالبكم بالتدخل من أجل ضمان أمن وسلامة وحرية المواطنين الصحراويين العزل، وتمكين بعثة المينورسو من حماية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ومراقبتها والتقرير عنها.
أرجو أن تتفضلوا بنقل محتوى هذه الرسالة إلى السادة أعضاء مجلس الأمن الدولي الموقرين.
تقبلوا أسمى عبارات التقدير والاحترام.
إبراهيم غالي،
الأمين العام لجبهة البوليساريو. (واص)
090/105.