تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الجمهورية يهنئ نظيره الجزائري بمناسبة الذكرى 62 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة

نشر في

بئر لحلو (الأراضي المحررة) 31 أكتوبر 2016 (واص)- هنأ رئيس الجمهورية، الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد إبراهيم غالي، نظيره الجزائري السيد عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة الذكرى الـ62 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة.
"مع حلول الذكرى الثانية والستين لاندلاع ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، أتوجه إلى فخامتكم، باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية، ومن خلالكم إلى الشعب الجزائري الشقيق قاطبة، بأحر التهاني وبأصدق الأماني، لكم بالصحة والتوفيق والنجاح، وللجزائر بمزيد الازدهار والرخاء والنماء" يقول رئيس الجمهورية في رسالته.
و فيما يلي النص الكامل للرسالة:
"بئر لحلو
فخامة السيد عبد العزيز بوتفليقة،
رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية،
الجزائر
فخامة الرئيس والأخ العزيز،
مع حلول الذكرى الثانية والستين لاندلاع ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، أتوجه إلى فخامتكم، باسم شعب وحكومة الجمهورية الصحراوية، ومن خلالكم إلى الشعب الجزائري الشقيق قاطبة، بأحر التهاني وبأصدق الأماني، لكم بالصحة والتوفيق والنجاح، وللجزائر بمزيد الازدهار والرخاء والنماء.
إن الانتصار المظفر للثورة الجزائرية قد شكل انتصاراً للبشرية جمعاء في التخلص من ربقة الاستعمار والتبعية ولطموحات شعوب المعمورة في الحرية والاستقلال والعيش الكريم. فلا عجب أن تحظى الثورة الجزائرية بتلك المكانة المتميزة لدى كل الشعوب المكافحة، بالأمس كما باليوم، كمثال ونبراس وملاذ، جعل الجزائر مكة للثوار وقبلة للأحرار.
وها هي الجزائر تخلد من جديد واحدة من أعظم المناسبات عبر تاريخها وتاريخ العالم، ألا وهي اندلاع ثورة الأول من نوفمبر 1954، التي رسمت دروب المجد والإباء التي سلكها الشعب الجزائري البطل، فصنع ملحمة أسطورية من التضحية والفداء، وقدم أروع دروس المقاومة الباسلة والنضال المستميت والثبات الراسخ على القيم والمبادئ والأهداف الوطنية النبيلة والمقدسة.
تلكم الأهداف وتلكم القيم لا تبلى ولا تتقادم لأنها متجذرة في أرض المليون ونصف المليون من الشهداء البررة الكرام، ومتأصلة في تاريخ شعب عظيم لم يركع يوماً لكل محاولات السيطرة والتدجين، يتمسك بفخر واعتزاز بحقه وأرضه وعزته وكرامته وأنفته وكبريائه ودينه السمح الحنيف.
لقد سار المجاهدون الجزائريون المخلصون من أمثالكم، فخامة الرئيس والأخ العزيز، على درب الوفاء لأولئك الشهداء ولتلك المبادئ والأهداف والقيم، واستطاعت الجزائر المعاصرة أن تتعاطى بحكمة وبصيرة مع التطورات والتغيرات الجارفة التي تشهدها الساحة العالمية، فشقت طريق التنمية والبناء والإصلاحات، على كل المستويات، السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وصنعت مكانتها المستحقة كشريك دولي لا غنى عنه، واضطلعت بدورها ومسؤولياتها في حماية السلم والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. ورغم مؤامرات الأعداء وكيد الحاقدين ومزايدات المغالطين، بقيت الجزائر شامخة، ولم تبدل تبديلاً.
وإن الشعب الصحراوي، وهو يخلد مع شقيقه الجزائري هذه الذكرى المجيدة، ليرفع آيات العرفان والشكر والتقدير إلى الجزائر قاطبة، حكومة وشعباً، على الموقف المبدئي الراسخ، المؤيد والداعم لكفاح الشعب الصحراوي من أجل الحرية والاستقلال، كما هو ديدن الجزائر مع كل قضايا التحرر في العالم، انطلاقاً من تشبثها الأبدي بالحق والقانون والعدل والديمقراطية والسلام والتطبيق الكامل والصارم لمقتضيات الشرعية الدولية.
فخامة الرئيس والأخ العزيز،
إن قضية الشعب الصحراوي تمر اليوم بتطورات خطيرة، جراء سياسات التعنت والعرقلة والمماطلة التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربي، وصولاً إلى مواقف تصعيدية تهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها، بلغت حد الاعتداء على صلاحيات مجلس الأمن الدولي، بطرد المكون السياسي والإداري لبعثة المينورسو والخرق السافر لاتفاق وقف إطلاق النار في منطقة الكركارات، جنوب غربي الصحراء الغربية.
إن المجتمع الدولي مطالب اليوم بالتحرك لمواجهة هذه المخاطر التي يبقى المساهم الأول فيها هو المملكة المغربية، بانتهاجها لسياسات التوسع والعدوان وعرقلة استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي وإغراق المنطقة بسموم المخدرات، وما يعنيه ذلك من خراب ودمار، أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، ومن ودعم وتشجيع لعصابات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية.
ومهما يكن، فإن إرادة الصحراويين الصادقة في التوصل السلام العادل والدائم، لا يضاهيها سوى إصرارهم القاطع على انتزاع حقوقهم المشروعة في استكمال سيادة دولتهم، الجمهورية الصحراوية، على كامل ترابها الوطني، رغم طول المعاناة وممارسات دولة الاحتلال المغربي، القائمة على القمع والتنكيل والحصار والتضييق، سلاحهم عدالة قضيتهم ومشروعية كفاحهم وثقتهم في النصر، على غرار كل الشعوب التي كافحت وصمدت وانتصرت، وفي مقدمتها الشعب الجزائري الشقيق، بصموده ومقاومته واستماتته وثورته الخالدة ومواقفه المبدئية.
في مثل هذا اليوم التاريخي، نجدد لكم، فخامة الرئيس والأخ العزيز، إرادتنا الصادقة في تعزيز علاقات الأخوة والصداقة وحسن الجوار والتحالف الأبدي بين بلدينا وشعبينا، خدمة لصالح شعوبنا ومنطقتنا، إحقاقاً للحق واستتباباً للسلام العادل وتطبيقاً لميثاق وقرارات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
دامت أفراح الجزائر وانتصاراتها، ومتعكم الله بوافر الصحة ويسر لكم التوفيق في مهامهكم النبيلة، وتقبلوا أسمى عبارات التقدير والاحترام.
 
إبراهيم غالي،
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،  
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب". (واص)
090/110