تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

رئيس الجمهورية يهنئ المعتقلين السياسيين الصحراويين بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك

نشر في

بئر لحلو (الأراضي المحررة)،  04 يوليو 2016 (واص) – هنأ رئيس الجمهورية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد خطري أدوه ، المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية "مجموعة "اكديم ازيك" ،  بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك .
وقال رئيس الجمهورية في رسالته "تحل هذه المناسبة على شعبنا الصامد وهو لا يزال مقسما بين الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية المغربية، ومخيمات العزة والكرامة والأراضي المحررة ومواقع الشتات، جراء ظلم دولة الاحتلال المغربي، التي حرمته لأكثر من أربعين سنة تباعا من لذة اللقاء وجمع الشمل وتذوق فرحة العيد في وطنه بين الأهل والأحبة.
وفيما يلي نص الرسالة : 
بئر لحلو، 29 رمضان 1437 هـ، الموافق ل 4 يوليو 2016م
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية: أسباعي احمد، اسفاري  النعمة، بوريال  محمد، لمجييد سيد احمد،  الإسماعيلي  إبراهيم، بنكة الشيخ،  الزاوي  الحسين، الداف  الديش، التوبالي  عبدالله، أبهاه  سيدي عبدالله، لخفاوني عبدالله، لعروسي عبد الجليل،  لفقير محمد أمبارك ، ببيت محمد خونا، الداه  حسان، التهليل  محمد، هدي محمد لمين، خدة البشير، بوتنكيزة  محمد البشير، باني محمد، العرابي البكاي، بوجمعة ازا، البصراوي  محمد عالي، لعسيري السالك، كاش  عالي، اشويعر حسان  ، شكراد يهديه، مستغفر ايوب، الداودى امبارك، بصير صلاح، ميارة المجاهد، بوكيوط عبدالله، قيس  الهيبة، المرخى عبد الخالق، بوعمود سيدي، يحى محمد الحافظ، شكراد خالد، الغزوأني حسان،  الشرقاوى لرباس، ببيت حمة، الانصارى حمزة، احمتو الكورى، اعيش  احمد، البمبارى محمد،
يستقبل الشعب الصحراوي، على غرار كافة الشعوب الإسلامية في كل أنحاء المعمورة، عيد الفطر المبارك بعد شهر من الاجتهاد في التقرب إلى الخالق البارئ بالصيام والقيام والتقوى وصالح الأعمال وترويض النفس على الصبر والقناعة، في شهر  مبارك كريم يتكلل بعيد يحمل أسمى معاني وصور التآزر والتضامن والتسامح والتآخي بين كافة المسلمين.
تحل هذه المناسبة على شعبنا الصامد وهو لا يزال مقسما بين الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية المغربية، ومخميات العزة والكرامة والأراضي المحررة ومواقع الشتات، جراء ظلم دولة الاحتلال المغربي، التي حرمته لأكثر من أربعين سنة تباعا من لذة اللقاء وجمع الشمل وتذوق فرحة العيد في وطنه بين الأهل والأحبة.
لكنها تحل عليكم أنتم، أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية، أيها الأبطال الصناديد، وأنتم قابعون مرابطون خلف القضبان، في زنازن مقفرة، في ظروف لا إنسانية، محاصرين بجيوش من الحرس والجلادين، لا لشيء إلا لأنكم آثرتم السجن على الذل والهوان، واشتريتم الكرامة بالتضحية والمعاناة، واخترتم لأنفسكم الأبية أن تعيش حرة طليقة حتى ولو حشرت أجسادكم بين جدران سجون الاحتلال الضيقة الموحشة.
لقد اخترتم أن تظل رؤوسكم شامخة، وهاماتكم مرفوعة، تتحدى إرادة جلاديكم الجبناء، الذين خيل إليهم أنهم بحبسكم سيحطمون فيكم الكبرياء وسيطفئون فيكم جذوة الكفاح، أو أنهم سيرهبون الذين هم آتون من بعدكم، لكن هيهات، فلسان حالكم يقول لهم صبوا علينا جام غضبكم وسلطوا علينا ما استطعتم من عذاب فلن تنالوا مقدار ذرة من إرادتنا في الحياة الحرة، وأعدوا ما استطعتم من سجون فقوافل التحدي قادمة، والنصر آت، فموتوا بغيظكم أيها المحتلون الجبناء.
إنكم اليوم في سجون الاحتلال لأنه يخشاكم. لأن الاستعمار عدو الحرية وأنتم دعاة حرية وسلام. لأنكم تخيفونه بشجاعتكم وبصمودكم وبقناعتكم المطلقة بحق شعبكم في العيش الحر الكريم، وقد برهنتم على ذلك إذ كنتم تقودون ببسالة وإقدام ملاحم انتفاضة الاستقلال المتلاحقة، إلى جانب رفاقكم ورفيقاتكم،الرافضين للاحتلال المجاهرين بالمطالبة بتقرير المصير، الماضين نحو النصر بعزم لا يلين، "فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون في السجون المغربية، في سجن مدينة سلا 1، والسجن المحلي بمدينة ايت ملول، والسجن المحلي بمدينة تيزنيت، والسجن المحلي بتارودانت، والسجن المحلي ببوزكارن، والحبس لكحل بمدينة العيون المحتلة، والسجن المحلي بمدينة الداخلة المحتلة،
إنكم اليوم وإن واراكم الاحتلال في غياهب معتقلاته، وأحاطكم بالأسيجة والجدران، وأحكم عليكم حصاره، فحرمكم من الاتصال بعائلاتكم وذويكم حتى في مناسبات دينية مقدسة كهذه، فإنه لم ولن يفلح في عزلكم عن عائلتكم الكبرى، الشعب الصحراوي، ولا عن قضيتكم الوطنية التي ضحيتم وتضحون من اجلها. وإنه وإن سلبكم حريتكم الجسدية فلم يسلبكم إيمانكم ولن يسلبكم آمالكم ولا أحلامكم ولا إرادتكم، التي هي آمال وأحلام وإرادة شعبكم في أن يتمتع بكافة حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها الاستقلال.
رفاقنا المعتقلون السياسيون الصحراويون في سجون الاحتلال المغربي،
إنكم على يقين أنكم لستم وحدكم. فالشعب الصحراوي قاطبة وأينما تواجد معكم، في معاناتكم وفي تحديكم، في معركتكم البطولية، يؤازركم ويشد على أياديكم، لأن بينكم وبينه صلة وثقى، لا تنقطع ولا تنفصم،وهي عهد الشهداء الأبرار، على مواصلة الكفاح حتى تحرير الوطن أو الشهادة، تحت راية ممثله الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب.
إنكم، أيها الرفاق، تقارعون الاحتلال في عقر داره، بإيمان أقوى من أن ينال منه جلادوكم، لأنكم دعاة سلام وحملة رسالة رفيعة لن تدنسها فعال سجانيكم الدنئية، وأصحاب قضية عادلة منتصرة لا محالة، وأبناء شعب، قوي الشكيمة، ماض نحو انتزاع حقوقه المشروعة مهما كلفه ذلك من تضحيات وعطاءات. فلا تهنوا، فأنتم الأعلون، لأنكم أقوى حجة من المحتلين ولأن العدالة، وإن تأخرت، تتحقق في النهاية، ولأنه ما ضاع حق وراءه مطالب. وارفعوا رؤوسكم، فشعبكم من ورائكم قوافل من مشاريع الشهداء، يتسابقون للظفر بشرف التضحية بالنفس والنفيس من اجل الوطن والقضية.
أيها المعتقلون السياسيون الصحراويون الأبطال في السجون المغربية،
قبل أكثر من شهر بقليل، ودعنا جميعا قائدنا ورفيقنا الشهيد محمد عبد العزيز، وهو أحد أبناء شعبنا البررة الذين نذروا حياتهم حتى الرمق الأخير لنفس هذه القضية التي في سبيلها ترابطون أنتم اليوم في السجن رغم أهواله، ويواصل رفاقكم في الأرض المحتلة وجنوب المغرب والمواقع الجامعية المغربية نضالاتهم رغم القمع والتعذيب والتنكيل، ويستمر إخوانكم في باقي مواقع تواجدهم في الصمود بصبر وأناة، رغم المنفى والمآسي والآلام والمعاناة.
إننا نستغل هذه السانحة الطيبة الكريمة لنزف إليكم، تهاني وتبريكات كل الصحراويات والصحراويين، ونعبر لكم عن فخرهم واعتزازهم وتضامنهم ومؤازرتهم لكم في ملحمتكم البطولية. وننقل من خلالكم تهانينا الحارة إلى كافة الشعب الصحراوي في كل مواقع تواجده، مجددين العهد على مواصلة الكفاح حتى تحقيق النصر وبناء الدولة الصحراوية مستقلة على كامل ترابنا الوطني، وسيكون نجاح المؤتمر الاستثنائي القادم بحول الله مدخل المرحلة جديدة من الانتصارات والانجازات على طريق النصر النهائي.
عيدكم مبارك سعيد، وكل عام ونحن على العهد سائرون.
وتقبلوا أسمى آيات التقدير والاحترام.
أخوكم
خطري آدوه
رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. (واص)
090/105.